«إل فرنتويو»... ملتقى محبي رائحة اليود على شاطئ البحر

مطعم إيطالي أشبه بمعلم سياحي في شرم الشيخ

TT

«إل فرنتويو»... ملتقى محبي رائحة اليود على شاطئ البحر

إذا أردت أن تنعم بمزيد من الهدوء والاسترخاء في منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر، فإن تخطيطك لزيارة مطعم «إل فرنتويو» (Il Frantoio) ضمن برنامج رحلتك للمدينة سيكون خياراً مثالياً.
ويُعد المطعم أشهر الوجوه الإيطالية المنعكسة على مياه البحر الأحمر الخلابة، ويلبي فندق «فور سيزونز - شرم الشيخ» من خلاله رغبات زواره ونزلائه في تناول المأكولات الإيطالية الأصيلة، عبر مجموعة فريدة من الأطباق الإيطالية الشهية، وسط أجواء من الرومانسية والكلاسيكية.
ويمتاز المطعم بالجمع بين مذاق الطعام الطيب والمنظر الجميل. فتحت سماء الصيف المتلألئة بالنجوم بعد غروب الشمس، أو رومانسية الجلوس بجوار المدفأة في الشتاء، مع إطلالة على البحر، يقدم المطعم الأطباق الإيطالية التقليدية بلمسات خاصة تضفي عليها مناظر البحر الأحمر والحدائق المحيطة به بنافورتها المائية بعداً راقياً، ما يجعل «فرنتويو» أشبه بمعلم سياحي يقصده الزوار في أثناء وجودهم في شرم الشيخ.
ويشتق المطعم اسمه من معصرة بذور الزيتون، في إشارة إلى الزيت الذي يعد أحد العناصر الأساسية لدى طهاة المطعم الذين يقدمون للزبائن قائمة طعام عامرة، تتيح خيارات واسعة مستوحاة من أطعمة المدن الإيطالية كافة، لكي تلبي رغبات جميع الذواقة. كما أن جميع الأطباق تقدم بمستوى عالٍ من الحرفية، وبمكونات آتية بنسبة 90 في المائة من إيطاليا.
وتنقسم القائمة، بحسب مدير المطعم أفرام حسني، إلى أقسام عدة «أولها المقبلات التي تضم السلاطات والحساء، وأشهر أطباقها جبن (بوراتا) الشهيرة التي تكون على هيئة كرة منصهرة من الجبن، حيث يتكون الغلاف الخارجي من جبن موزاريلا صلبة، فيما يحوي حشوها مزيجاً من الحليب والزبدة والكريمة، ويتم تقديمها كما في إيطاليا مع الطماطم الطازجة والريحان. وكذلك مقبلات (البروسكيتا) الإيطالية، وأساسها خبز (فوكاتشيا) المحمص، أحد أنواع الخبز الإيطالي التي تتميز بقوام يشبه البيتزا، ومن فوقه توضع جبنة (بارميزان) والطماطم».
أما لهواة الحساء الإيطالي، فيقول حسني: «يقدم المطعم حساء (مينيستروني) التقليدية، وهي مزيج من الخضراوات الطازجة والطماطم والأعشاب المطهية في مرق لذيذ، مع زيت الزيتون، وشوربة طماطم بالكريمة التي تعد من المقبلات الساخنة الشهية الغنية بالمكونات الغذائية المهمة».
وثاني الأقسام هو أطباق الباستا الإيطالية والريزوتو اللذان يعدان جزءاً لا يتجزأ من المطبخ الإيطالي التقليدي، ويتميز «إل فرنتويو» بتقديمها طازجة محضرة يدوياً. فإذا رغبت في الباستا، فأنت أمام مكونات تعطيها طعماً فريداً، لا سيما إذا تذوقت الـ«جيجلي باستا» التي تأخذ اللون الأسود بفعل محار البحر، وهناك باستا الصوص الأبيض، وباستا «الرافيولي» المحشوة بنكهات متنوعة.
وإذا كانت هناك عدة وصفات ومكّنات لتحضير أرز «ريزوتو» الشهير في المطبخ الإيطالي، فإننا نرشح لكم من قائمة المطعم «مشروم ريزوتو» و«سي فوود ريزوتو».
أما ثالث أقسام قائمة طعام «إل فرنتويو»، فيتمثل في الأسماك والمأكولات البحرية، حيث يقدم السلمون الآتي من اسكتلندا بخلطة العدس وكريمة الريحان، وفيليه السمك مع طماطم الكرز الجانبية، ويعتمد شيفات المطعم على الأسماك الطازجة التي يتم جلبها من مدينتي الإسكندرية أو السويس.
أما اللحوم، فهي تتضمن لحم البقر ولحم الضأن، وأبرزها «بيف تندرلوين» الذي يقدم مع البطاطس المهروسة والفلفل الأخضر. أما دجاج بارميجيانا، فهو من الأطباق الإيطالية المعروفة التي تتكون من قطع الدجاج المتبلة، المضاف إليها خليط من الأجبان، وتقدم مع صلصة الطماطم.
ويُقدم مطعم «إل فرنتويو» وجبة العشاء، ويفتح أبوابه من الساعة السادسة حتى الحادية عشرة مساءً، فيما يتسع لـ90 فرداً يمكنهم اختيار مواقعهم في داخل المطعم أو خارجه، كما يضم غرفة خاصة تستقبل المجموعات التي لا تزيد على 10 أشخاص، وكذلك يضم قائمة طعام مخصصة للأطفال (كيدز منيو) الذين يتم استقبالهم في الساعة الأولى فقط.
والديكورات تكمل التجربة الهادئة في المطعم. فمع تخصصه في تقديم الأطباق الإيطالية التقليدية، تم تصميمها بحرفية لكي تتماشى مع كون المطعم من المطاعم الفخمة (Fine Dining)، ونرى الطابع الكلاسيكي الأنيق المنطبع على الطاولات والكراسي وألوان الجدران والأسقف والأرضيات.
ويتكامل مع ذلك إضاءات المصابيح ذات الضوء الخافت في الأركان وعلى الجدران، والشموع المضاءة على الطاولات، ما يعطي مزيجاً من الكلاسيكية والرومانسية والهدوء والرقي، وهو المزيج الذي يأسر مشاعر الزائر للمكان.


مقالات ذات صلة

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها على الأرجح خيار مخيب للآمال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
TT

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)

تلتصق بالأرض كجذور شجرة منتصبة تصارع العواصف بصلابة بانتظار الربيع. زينب الهواري تمثل نموذجاً للمرأة العربية المتمكنّة. فهي تطهو وتزرع وتحصد المواسم، كما تربّي طفلتها الوحيدة المقيمة معها في إحدى البلدات النائية في شمال لبنان. غادرت زينب بلدها مصر وتوجّهت إلى لبنان، ملتحقة بجذور زوجها الذي رحل وتركها وحيدة مع ابنتها جومانا. تركت كل شيء خلفها بدءاً من عملها في وزارة الثقافة هناك، وصولاً إلى عائلتها التي تحب. «كنت أرغب في بداية جديدة لحياتي. لم أفكّر سوى بابنتي وكيف أستطيع إعالتها وحيدة. أرض لبنان جذبتني وصارت مصدر رزقي. هنا كافحت وجاهدت، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي رحت أنشر ما أقوم به. توسّع جمهوري ليطول الشرق والغرب. اليوم تنتظرني آلاف النساء كي يتعلمّن مني وصفة طعام لذيذة. وكذلك يكتسبن من منشوراتي الإلكترونية كيفية تحضير المونة من موسم لآخر».

"ماما الطبّاخة" تزرع وتسعد بحصاد موسم الخرشوف (ماما طباّخة)

تروي زينب لـ«الشرق الأوسط» قصة حياتها المليئة بمواقف صعبة. «كانت ابنة أختي التي رحلت في زمن (كورونا) هي ملهمتي. قبلها كنت أجهل كيف أتدبّر أمري. فتحت لي حساباً إلكترونياً، ونصحتني بأن أزود المشاهدين بوصفات طعام. وانطلقت في مشواري الجديد. لعلّ جارتي أولغا هي التي لعبت الدور الأكبر في تقدمي وتطوري. علّمتني طبخات لبنانية أصيلة. كما عرّفتني على أنواع المونة اللبنانية اللذيذة. كل ما أقوم به أصنعه من مكونات طبيعية بعيداً عن أي مواد كيمائية. أزرع وأحصد وأطهو على الحطب. أعيش بسلام في قرية نائية مع ابنتي. هنا اكتشفت معنى الحياة الهانئة والحقيقية».

تحب تحضير الطعام كي تسعد الناس حولها (ماما طباّخة)

قصتها مع الطبخ بدأت منذ كانت في الـ13 من عمرها. «كانت والدتي تعمل فأقوم بمهام المطبخ كاملة. صحيح أنني درست الفنون الجميلة، ولكن موهبة الطهي أسرتني. في لبنان بدأت من الصفر عملت في مطعم وتابعت دورات مع شيف عالمي. اكتسبت الخبرة وتعلّمت أصول المطبخ الإيطالي والصيني. ولكنني عشقت المطبخ اللبناني وتخصصت به».

تصف حياتها بالبسيطة وبأنها تعيش ع «البركة» كما يقولون في القرى اللبنانية. وعن منشوراتها تقول: «أحضّر الطبق مباشرة أمام مشاهديّ. وكذلك أي نوع مونة يرغبون في تعلّم كيفية تحضيرها. أمضي وقتي بين الأرض والحصاد والطبخ. أجد سعادتي هنا وبقربي ابنتي التي صارت اليوم تفضّل الاعتناء بالدجاج وقطف المحصول على أن تنتقل إلى بيروت. إنها ذكية وتحقق النجاح في دراستها. أتمنى أن تصل إلى كل ما تحلم به عندما تكبر. فكل ما أقوم به هو من أجل عينيها».

مع ابنتها جومانا التي تساعدها في تحضير منشوراتها الإلكترونية (ماما طباّخة)

وعن سرّ أطباقها اللذيذة ووصفاتها التي وصلت الشرق والغرب تقول: «أحب عملي، والنجاح هو نتيجة هذا الحبّ. لطالما كنت أبحث عما يسرّ من هم حولي. ومع الطبق اللذيذ والشهي كنت أدخل الفرح لمن يحيط بي. اليوم كبرت دائرة معارفي من الجمهور الإلكتروني، وتوسّعت حلقة الفرح التي أنثرها. وأسعد عندما يرسلون إلي نجاحهم في وصفة قلّدونني فيها. برأيي أن لكل ربّة منزل أسلوبها وطريقتها في تحضير الطعام. وأنصح النساء بأن تحضّرن الطعام لعائلتهن بحبّ. وتكتشفن مدى نجاحهن وما يتميّزن به».

لقبها «ماما الطبّاخة» لم يأتِ عن عبث. وتخبر «الشرق الأوسط» قصّتها: «كانت جومانا لا تزال طفلة صغيرة عندما كان أطفال الحي يدعونها لتناول الطعام معهم. ترفض الأمر وتقول لهم: سأنتظر مجيء والدتي فماما طباخة وأحب أن آكل من يديها. وهكذا صار لقب (ماما الطباخة) يرافقني كاسم محبب لقلبي».

ببساطة تخبرك زينب كيف تزرع وتحصد الباذنجان لتحوّله إلى مكدوس بالجوز وزيت الزيتون. وكذلك صارت لديها خبرة في التعرّف إلى الزعتر اللذيذ الذي لا تدخله مواد مصطنعة. حتى صلصة البيتزا تحضّرها بإتقان، أمام كاميرا جهازها المحمول، وتعطي متابعيها النصائح اللازمة حول كيفية التفريق بين زيت زيتون مغشوش وعكسه.

تحلم زينب بافتتاح مطعم خاص بها ولكنها تستدرك: «لا أملك المبلغ المالي المطلوب، إمكانياتي المادية بالكاد تكفيني لأعيل ابنتي وأنفّذ منشوراتي الإلكترونية. فشراء المكونات وزرع المحصول وحصاده والاعتناء بالأرض عمليات مكلفة مادياً. والأهم هو تفرّغي الكامل لعملي ولابنتي. فأنا لا أحب المشاركة في صبحيات النساء وتضييع الوقت. وعندما أخلد إلى النوم حلم واحد يراودني هو سعادة ابنتي».

مؤخراً صارت «ماما الطبّاخة» كما تعرّف عن نفسها على صفحة «تيك توك»، تصدّر المونة اللبنانية إلى الخارج: «زبائني يتوزعون على مختلف بقاع الأرض. بينهم من هو موجود في الإمارات العربية والسعودية ومصر، وغيرهم يقيمون في أستراليا وأوروبا وأميركا وبلجيكا وأوكرانيا. أتأثر إلى حدّ البكاء عندما ألمس هذا النجاح الذي حققته وحدي. واليوم صرت عنواناً يقصده كل من يرغب في الحصول على منتجاتي. وأحياناً سيدة واحدة تأخذ على عاتقها حمل كل طلبات جاراتها في بلاد الاغتراب. إنه أمر يعزيني ويحفزّني على القيام بالأفضل».

لا تنقل أو تنسخ زينب الهواري وصفات طعام من موقع إلكتروني أو من سيدة التقتها بالصدفة. «أتكّل على نفسي وأستمر في المحاولات إلى أن أنجح بالطبق الذي أحضّره. لا أتفلسف في وصفاتي، فهي بسيطة وسريعة التحضير. أدرك أن مهنتي صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء. ولكنني استطعت أن أتحدّى نفسي وأقوم بكل شيء بحب وشغف».