تنظيم سري يقوم بتسريب عقارات القدس للمستوطنين

بيع المزيد منها يشكل ضربة لجهود التصدي للمخططات الإسرائيلية في المدينة

عناصر من القوات الإسرائيلية خلال اشتباكات مع فلسطينيين في حي سلوان بالقدس أول من أمس (رويترز)
عناصر من القوات الإسرائيلية خلال اشتباكات مع فلسطينيين في حي سلوان بالقدس أول من أمس (رويترز)
TT

تنظيم سري يقوم بتسريب عقارات القدس للمستوطنين

عناصر من القوات الإسرائيلية خلال اشتباكات مع فلسطينيين في حي سلوان بالقدس أول من أمس (رويترز)
عناصر من القوات الإسرائيلية خلال اشتباكات مع فلسطينيين في حي سلوان بالقدس أول من أمس (رويترز)

قال المحامي المختص في الشأن المقدسي خالد زبارقة إن «تنظيماً سرياً مكوناً من شخصيات متنفذة يقف خلف عمليات تسريب (بيع) عقارات فلسطينية للإسرائيليين في القدس»، مشدداً على أن «غياب المرجعية الدينية والسياسية والاجتماعية أسهم في ترهل المجتمع وأفسح المجال للتنظيم السري لإتمام مزيد من الصفقات».
وطالب زبارقة بضرورة تشكيل قيادة للقدس من المرجعيات الدينية والسياسية والاجتماعية والنقابية لكشف التنظيم السري بكل مكوناته؛ كمحطة أولى للتصدي لعمليات التسريب الجارية.
وحديث زبارقة جاء بعد يومين من تسريب عقار في سلوان القريبة من المسجد الأقصى لمستوطنين في حادثة أثارت الكثير من الجدل في المدينة المقدسة باعتبار بائع العقار أحد المشايخ المعروفين هناك.
ونشر مركز معلومات وادي حلوة في القدس، تفاصيل جديدة أمس حول تسريب عقار في سلوان للمستوطنين ونشر المركز صوراً قال إنها لـ«اتفاقية بيع» بين المدعو (و ع) والمدعو (م أ) لعقار في حي وادي حلوة وقع عند أحد المحامين. وذكر المركز أن العقار سُرب فجر الجمعة لجمعية العاد الاستيطانية حسب ما جاء في العقد الذي تم بتاريخ 27 مايو (أيار) الماضي وتضمن اتفاقاً أن يتم إخلاء العقار حتى تاريخ 1 يوليو (تموز) 2021.
وقال المركز إن صاحب العقار باعه مقابل 4 ملايين ونصف مليون شيكل إسرائيلي (نحو 1.4 مليون دولار). وأضاف البيان أنه «من خلال متابعة عدة قضايا تسريب جرت خلال السنوات الماضية فإن صاحب العقار يقوم ببيع عقاره لشخص عربي آخر (سمسار) أو نقل الملكية لعدة جهات وصولاً إلى الجمعيات الاستيطانية. ليظهر صاحب العقار بأنه ضحية».
وفوجئ أهالي وادي حلوة في حي سلوان يوم الجمعة بنحو 20 مستوطناً يسيطرون بحماية ومساندة الشرطة الإسرائيلية على عقار مؤلف من «شقة ومخازن وقطعة أرض وإضافة بناء قيد الإنشاء» في الحي.
وقام المستوطنون بتحطيم أقفال الشقة ودخولها ثم زرعوا كاميرات مراقبة وحمايات للنوافذ والجدران.
واتضح لاحقاً أن بائع المنزل هرب مع عائلته قبل ساعات قليلة من وصول المستوطنين، وتحت جنح الظلام بدون أن يحمل أي أغراض لتجنب لفت الانتباه.
والتسريب الجديد يعد ضربة للفلسطينيين في حي وادي حلوة، الأقرب إلى المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية، والذين يحاربون خططاً إسرائيلية لإخلاء منازل في الحي وباقي سلوان بهدف إقامة مشاريع سياحية.
ويوجد داخل الحي ما يزيد على 50 بؤرة استيطانية.
ويعاني الفلسطينيون من عمليات تسريب متكررة في القدس وباقي الضفة الغربية تمكن الإسرائيليين من السيطرة على مبانٍ في قلب مناطق عربية وبعضها حساس للغاية، وذلك رغم ملاحقة السلطة والفصائل للمسربين.
ومنذ سنوات بدأت السلطة بملاحقة مسربين وأخضعتهم للتحقيق وأصدرت بحقهم أحكاماً في المحاكم، لكن ذلك لم يكن رادعاً بشكل كافٍ كما لم تنه الفتاوى الدينية الأشحاص المعنيين عن القيام بعمليات تسريب من هذا النوع. وكانت المرجعيات الدينية أطلقت عدة فتاوى شرعية ضد المسربين في الفترة الأخيرة مع ازدياد هذه العمليات. وفتح تسريب العقار الجديد في القدس ملف التسريبات الأكثر حساسية في هذه المدينة ومن بينها تسريب عقار تاريخي مطل على المسجد الأقصى قبل عامين، وكيفية مواجهة ذلك.
واشتكى ناشطون من غياب ردع كافٍ بحق المسربين.
لكن يقول المسؤولون في السلطة أنهم يجدون صعوبة في ملاحقة المسربين، لأكثر من سبب، الأول أن الأمور تتم بسرية، وينتظر الإسرائيليون سنين طويلة بعد وفاة البائع أو هربه إلى الخارج حتى يعلنوا أنهم اشتروا الأرض أو المنزل، والثاني أن بعض هذه الصفقات تتم في القدس أو إسرائيل، ولا سلطة للسلطة هناك، والثالث أن بعض بائعي الأراضي يعيشون في الخارج ويبيعون من الخارج.
وعادة ما يلجأ بعض الفلسطينيين ضعاف النفوس لبيع عقاراتهم، تحت ضغط الإغراءات المالية التي يعرضها اليهود، لكن آخرين يرفضون بشكل تام. وقال مواطنون فلسطينيون رفضوا بيع أراضيهم، إن المبالغ التي تعرض عليهم خيالية بالعادة.
لكن لا يعرف كثير من الفلسطينيين أن أرضهم المبيعة ستذهب ليهود، ويقع بعضهم ضحية عمليات خداع كبيرة. وتقيد السلطة اليوم عمليات البيع بشكل أكبر من قبل خشية التسريب في الضفة وخصوصاً في المناطق المعروفة باسم «ج» وهي مناطق تسيطر عليها إسرائيل.



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.