الخارجية الأميركية تدعم المحتجين المناهضين للنظام في إيران

محتجون إيرانيون عند أحد المصافي النفطية (وسائل إعلام إيرانية)
محتجون إيرانيون عند أحد المصافي النفطية (وسائل إعلام إيرانية)
TT

الخارجية الأميركية تدعم المحتجين المناهضين للنظام في إيران

محتجون إيرانيون عند أحد المصافي النفطية (وسائل إعلام إيرانية)
محتجون إيرانيون عند أحد المصافي النفطية (وسائل إعلام إيرانية)

تدعم وزارة الخارجية الأميركية المحتجين المناهضين للنظام الذين نزلوا للشوارع في إيران، في الوقت نفسه الذي تتفاوض فيه إدارة جو بايدن على شروط للعودة للاتفاق النووي الإيراني، الأمر الذي من شأنه أن يزوّد طهران بمليارات الدولارات ويساعد في تقوية قبضة الرئيس المتشدد المنتخب حديثاً إبراهيم رئيسي على البلاد، حسب ما ذكره موقع «واشنطن فري بيكون» الأميركية.
وجاءت الاحتجاجات الأخيرة في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي فاز بها إبراهيم رئيسي، الذي يواجه دعوات للمثول أمام القضاء لدوره في عمليات إعدام جماعية. ويؤكد حقوقيون مسؤولية رئيسي عن مقتل آلاف السجناء في السجون الإيرانية في أواخر عام 1988، حين كان وقتها عضواً فيما عُرف بـ«لجنة الموت» (كما أطلق عليها السجناء فيما بعد)، التي قضت بإعدام آلاف المعارضين.
وتشهد إيران إضرابات عمالية متواصلة منذ انتخابات 18 يونيو (حزيران) الماضي للمطالبة بتحسين ظروف العمل وسبل العيش، وأكد ناشطون عماليون إضراب نحو 60 ألف عامل في مشاريع المصافي النفطية بالبلاد وغيرهم من منتقدي النظام، فيما يصفه مراقبون بـ«أكبر إضراب منذ عقود».
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في تصريحات لموقع «واشنطن فري بيكون» إن الولايات المتحدة لا تلعب أي دور في الاحتجاجات، لكنها تدعم أولئك الذين نزلوا للشارع. وتعكس التعليقات عملية التوازن التي تحاول إدارة بايدن تنفيذها بأن تتناقش مع الحكومة الإيرانية من ناحية، بينما تدعم المحتجين الطامحين للديمقراطية من ناحية أخرى.
وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية للموقع: «بينما لا تشارك الحكومة الأميركية في هذه الاحتجاجات، تعتقد الولايات المتحدة أن الشعب الإيراني يجب أن يتمتع بالحق العالمي في حرية التعبير... الحكومة الإيرانية تحرم الإيرانيين من حقوقهم الإنسانية، من خلال القيود الشديدة على حرية التعبير والحق في التجمع السلمي».
وفي أول تعليق من واشنطن على فوز رئيسي في الانتخابات الإيرانية، أعربت وزارة الخارجية الأميركية وقتها عن أسفها حيال عملية الانتخابات. وقالت في بيان: «نأسف لحرمان الإيرانيين من عملية انتخابية حرة ونزيهة بعد إعلان فوز إبراهيم رئيسي».
وقال متحدث باسم الخارجية إن «الإيرانيين حُرموا من حقهم في اختيار قادتهم في عملية انتخابية حرة ونزيهة»، لكنه تابع أن «الولايات المتحدة سوف تواصل المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني والعمل إلى جانب حلفائها وشركائها في هذا الصدد».
وفي هذا السياق، قال علي رضا نادر الخبير الإيراني، في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن دبلوماسية إدارة بايدن بهذه الطريقة ستقوي يد رئيسي عندما يتولى السلطة في البلاد. وأضاف: «لسوء الحظ، قد تعود إدارة بايدن للاتفاق النووي، وتقدم عشرات المليارات من الدولارات إلى رئيسي المتهم بالقتل الجماعي وقمع السكان، بمن فيهم المضربون».



في جلسة نادرة... هاريس تصدِّق اليوم على هزيمتها أمام ترمب

الرئيس المنتخب دونالد ترمب وكامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأميركية (أ.ف.ب)
الرئيس المنتخب دونالد ترمب وكامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأميركية (أ.ف.ب)
TT

في جلسة نادرة... هاريس تصدِّق اليوم على هزيمتها أمام ترمب

الرئيس المنتخب دونالد ترمب وكامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأميركية (أ.ف.ب)
الرئيس المنتخب دونالد ترمب وكامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأميركية (أ.ف.ب)

ستشرف نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، اليوم (الاثنين)، على عملية التصديق على هزيمتها أمام الرئيس المنتخب دونالد ترمب، بعد 4 سنوات من محاولة الأخير وقف العملية ذاتها التي ستعيده إلى البيت الأبيض.

ووصفت هاريس دورها، في رسالة بالفيديو، بأنه «التزام مقدس» لضمان انتقال السلطة سلمياً. وقالت: «كما رأينا، يمكن أن تكون ديمقراطيتنا هشة. والأمر متروك لكل منا للدفاع عن مبادئنا العزيزة».

وستنضم هاريس إلى قائمة قصيرة من نواب سابقين للرؤساء، أشرفوا على التأكيد الاحتفالي لخسارتهم في الانتخابات، وهو جزء من دورهم في رئاسة مجلس الشيوخ. لقد فعل ريتشارد نيكسون ذلك بعد خسارته أمام جون ف. كينيدي في عام 1960، وتبعه آل غور عندما رجحت المحكمة العليا الأميركية انتخابات عام 2000 لصالح جورج دبليو بوش؛ لكن لم يكن أي نائب آخر للرئيس يحمل المطرقة عندما صدَّق الكونغرس على خسارته أمام رئيس قادم رفض الاعتراف بهزيمة سابقة.

بالإضافة إلى نشر الأكاذيب حول تزوير الانتخابات، وجَّه ترمب أنصاره للسير إلى مبنى «الكابيتول» الأميركي؛ حيث وقعت أعمال عنف في 6 يناير (كانون الثاني) 2021. وكانت هاريس آنذاك في مقر اللجنة الوطنية الديمقراطية في واشنطن. واكتُشفت قنبلة أنبوبية في مكان قريب، وتم إخراجها من المبنى. وخلال الحملة الانتخابية، استشهدت بشكل متكرر بهجوم 6 يناير، لتحذير الناخبين من خطر عودة ترمب إلى البيت الأبيض. ووصفته بأنه «ديكتاتور محتمل».

وبعد خسارة هاريس للانتخابات، ومحاولتها أن تصبح أول رئيسة للبلاد، وعدت في خطاب اعترافها بالهزيمة بتكريم إرادة الناخبين. وقالت: «المبدأ الأساسي للديمقراطية الأميركية، هو أنه عندما نخسر الانتخابات فإننا نقبل النتائج. هذا المبدأ -مثل أي مبدأ آخر- يميز الديمقراطية عن الملكية أو الطغيان».

ولا يُتوقع حدوث أي اضطرابات اليوم. وقالت كارولين ليفات، المتحدثة باسم فريق انتقال ترمب، والسكرتيرة الصحافية القادمة للبيت الأبيض، إنه سيكون هناك «انتقال سلس للسلطة». وقالت في بيان: «عندما تصدِّق كامالا هاريس على نتائج الانتخابات، سيفي الرئيس ترمب بوعده بخدمة جميع الأميركيين، وسيوحد البلاد من خلال النجاح».

ولم ترد ليفات على سؤال حول محاولة ترمب استخدام عملية التصديق لقلب هزيمته قبل 4 سنوات. حينها حطَّم ترمب كل الأعراف عبر حملة سعى من خلالها لإقناع الأميركيين بأن الانتخابات سُرقت منه، وبأنه هو الفائز الحقيقي وليس جو بايدن. وحاول أخيراً الضغط على بنس لدفعه لرفض المصادقة على فوز بايدن. وفي خطاب خارج البيت الأبيض صباح السادس من يناير يومها، طالب ترمب أنصاره «بالقتال». وتظاهر الآلاف وهاجموا «الكابيتول» الذي يعد قلعة الديمقراطية الأميركية. واجه المهاجمون الشرطة بالقضبان المعدنية وأعمدة الأعلام، بينما حطموا النوافذ وهتفوا: «الإعدام لمايك بنس» بينما هرب النواب. وقد قتل 4 أشخاص يومها، وانتحر 4 من عناصر الشرطة بعد الأحداث.

وقد تابع ترمب المجريات عبر شاشة التلفزيون من البيت الأبيض، ولم يتدخل إلا بعد ساعات. وصادق النواب الذين بدت وجوههم شاحبة بعد ذلك على فوز بايدن في الكونغرس.

واجه ترمب اتهامات جنائية لمحاولته البقاء في السلطة على الرغم من خسارته. ومع ذلك، أسقط المستشار الخاص جاك سميث القضية الفيدرالية ضده، بعد أن هزم ترمب هاريس؛ لأن سياسة وزارة العدل القديمة تقول إن الرؤساء الحاليين لا يمكن أن يواجهوا ملاحقة جنائية.