150 مليون دولار منحة إضافية من البنك الدولي لليمن

نازحون في مخيم بمحافظة عمران (إ.ب.أ)
نازحون في مخيم بمحافظة عمران (إ.ب.أ)
TT

150 مليون دولار منحة إضافية من البنك الدولي لليمن

نازحون في مخيم بمحافظة عمران (إ.ب.أ)
نازحون في مخيم بمحافظة عمران (إ.ب.أ)

وافق البنك الدولي على منحة إضافية لليمن بمبلغ 150 مليون دولار لزيادة إمكانية الحصول على الخدمات الأساسية في مجالات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي.
وقال البنك في بيان: «إن المنح الجديدة المُقدّمة من أجل مشروع رأس المال البشري الطارئ ستساعد في الحفاظ على المؤسسات ورأس المال البشري اللذين يسهمان في توفير الخدمات الأساسية في مجالات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي. وبسبب هذه الظروف الاستثنائية؛ حيث يواصل البنك الدولي الاعتماد على الشراكة مع وكالات الأمم المتحدة العاملة على أرض الواقع، مع التركيز على تعزيز قدرة المؤسسات المحلية».
ونقل البيان عن تانيا ميير، مديرة مكتب اليمن بالبنك الدولي، قولها: «إن حماية الشعب اليمني والمؤسسات التي تخدمه والاستثمار فيهما أمر بالغ الأهمية، لا لبناء قدراتهما على الصمود أثناء الصراع فحسب، ولكن أيضاً لحماية الأجيال المقبلة. وسيوفر المشروع الأموال اللازمة لمواجهة حالات الطوارئ للمساعدة في تقديم رعاية صحية جيدة للفئات الأشد فقراً واحتياجاً، ومن بينهم من يعيشون في المناطق النائية».
وبحسب ما أورده البنك الدولي، سيوفر المشروع الجديد الخدمات الأساسية في مجالي الصحة والتغذية لنحو 3.65 مليون مواطن؛ وخدمات المياه والصرف الصحي الأساسية لنحو 850 ألف مواطن، بالإضافة إلى تدريب 3 آلاف من العاملين في المجال الصحي؛ ودعم 388 موقعاً لأنظمة الإنذار المبكر ومراقبة الأمراض لرصد تفشي الأمراض المعدية. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تنفيذ برامج الصحة العامة للوقاية من شلل الأطفال والملاريا والبلهارسيا والرمد الحبيبي (التراخوما)، من بين أمراض أخرى.
من ناحيته، قال خورخي كواراسا، الخبير الاقتصادي الأول المتخصص في قطاع الصحة ورئيس فريق العمل: «إن هذا المشروع يستند إلى الإنجازات التي حققتها مشروعات سابقة والدروس المستفادة منها، ومشروعات أخرى قيد التنفيذ. وقد عززت النظام الصحي من خلال دعم 72 مستشفى ونحو 2000 مرفق من مرافق الرعاية الأولية، وساعدت النظام على الاستجابة لحالات الطوارئ التي تشمل سوء التغذية الحاد وخطر المجاعة، بالإضافة إلى تفشي الأمراض المعدية».
ونجحت تلك المشروعات - كما يقول البنك - في توفير خدمات الصحة والتغذية لنحو 24 مليون يمني، وشمل ذلك 7.5 مليون طفل تلقوا التطعيم، وأكثر من مليون امرأة حامل تلقين رعاية ما قبل الولادة، و2.6 مليون شخص حصلوا على مصادر مياه محسنة، و2.2 مليون شخص حصلوا على الصرف الصحي المحسن، بالإضافة إلى 5.7 مليون شخص حصلوا على منتجات استهلاكية لأغراض النظافة الصحية.
وستكون وكالات الأمم المتحدة العاملة على أرض الواقع في اليمن - بحسب ما جاء في البلاغ - هي المتلقية لهذه المنح من المؤسسة الدولية للتنمية، وهي صندوق البنك الدولي المعني بمساعدة أشد بلدان العالم فقراً، إذ إن هذا الدعم يتماشى مع الاستراتيجية التي تتبناها مجموعة البنك الدولي للتمويل في بيئات الهشاشة والصراع والعنف، التي تركز على الاستمرار في العمل في البلدان التي تعاني من صراعات قائمة بغية دعم المؤسسات الرئيسية وأشد المجتمعات المحلية احتياجاً.
وستتولى منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشروعات تنفيذ هذا المشروع، وذلك بالتعاون مع السلطات المحلية في اليمن.
ووصف البنك اليمن بأنه البلد الأشد فقراً في قائمة البنك الدولي لبلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ حيث إنه يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم منذ عام 2015 بسبب الصراع المتأجج فيه؛ وإنه بحلول نهاية العام الماضي بلغ عدد الوفيات 233 ألف شخص، مات نصفهم بسبب نقص الغذاء، أو عدم الحصول على الرعاية الصحية، بالإضافة إلى الافتقار إلى البنية التحتية الأساسية المطلوبة لتقديم هذه الخدمات.
وذكر البنك أن نحو 20 مليون يمني، من بين إجمالي عدد السكان البالغ نحو 29 مليون نسمة، يعانون من انعدام الأمن الغذائي وخطر سوء التغذية، إذ لا يستطيع ثلثاهم توفير ما يكفي من الطعام والشراب والحصول على خدمات المياه والصرف الصحي. وأن الصراع دفع ما يربو على 4 ملايين شخص إلى الفرار من ديارهم. وتفشت الأمراض السارية، ومن بينها الدفتيريا وحمى الضنك، في جميع أنحاء البلاد. ومع ظهور فيروس كورونا، يواجه اليمن تحدياً من نوع آخر. وفق ما ورد في البلاغ.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.