واشنطن تؤجل افتتاح القنصلية الأميركية في القدس

بناء على طلب حكومة بنيت

واشنطن تؤجل افتتاح القنصلية الأميركية في القدس
TT

واشنطن تؤجل افتتاح القنصلية الأميركية في القدس

واشنطن تؤجل افتتاح القنصلية الأميركية في القدس

كشف مسؤولون في تل أبيب أن حكومة نفتالي بنيت توجهت إلى الإدارة الأميركية بطلب الامتناع عن إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس، بدعوى أن مثل هذا الإجراء سينشئ في طريقه «مصاعب سياسية» يمكنها أن تعرقل مسار الحكومة الجديدة.
ونقل موقع «واللا» الإلكتروني، أمس (الخميس)، عن هؤلاء المسؤولين، قولهم إن بنيت طلب مؤخراً من الولايات المتحدة تأخير عملية فتح القنصلية مجدداً، بادعاء أن رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، يستخدم الإعلان عن إعادة افتتاح القنصلية لمصلحته السياسية، وليظهر الحكومة الجديدة «عاجزة، ولا يمكنها الوقوف في وجه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن».
وكانت الإدارة الأميركية قد أعلنت، في أيامها الأولى، أنها تنوي إعادة فتح هذه القنصلية في القدس، كممثلية دبلوماسية متخصصة بالتعامل مع الفلسطينيين، وذلك في إشارة منها إلى رفض وتغيير توجه إدارة الرئيس السابق، دونالد ترمب، الذي أمر بإغلاق القنصلية في العام 2019، ضمن إجراءات عقابية للسلطة الفلسطينية بسبب رفضها صفقة القرن. وجاءت هذه الخطوة يومها في إطار مسلسل خطوات في مركزها نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس الغربية. وتمت إقامة دائرة متخصصة في الشؤون الفلسطينية ذات وزن منخفض داخل دوائر السفارة الأميركية في إسرائيل.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال زيارته لإسرائيل، في شهر مايو (أيار) الماضي، وقبيل تنصيب الحكومة الإسرائيلية الجديدة، أن الإدارة الأميركية ستعيد فتح القنصلية الأميركية في القدس. وحسب موقع «واللا»، فإن المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية توجهوا إلى وزارة الخارجية الأميركية، في الأسابيع الأخيرة، وطلبوا تأخير إعادة فتح القنصلية في القدس حتى نهاية الصيف على الأقل، بادعاء تمكين استقرار الحكومة الجديدة في إسرائيل.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن إدارة بايدن تدرك الوضع ووافقت على الطلب الإسرائيلي، وقررت الامتناع عن ممارسة ضغوط من أجل فتح القنصلية في هذه المرحلة. وأضافوا أنه من الجائز إعادة طرح الموضوع في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل. ورفضت وزارتا الخارجية الإسرائيلية والأميركية التعقيب على الموضوع.
وكان رئيس الوزراء في حينه نتنياهو قد طلب، خلال لقائه مع بلينكن في تلك الزيارة، إعادة فتح القنصلية الأميركية في رام الله أو أبو ديس.
ورفض بلينكن طلب نتنياهو، وأوضح أن الإدارة تريد أن تكون القنصلية في القدس. وعلى أثر ذلك، قال نتنياهو لبلينكن إنه يعتزم إجراء استخدام سياسي لهذه القضية، وأنه «إذا أصريتم على فتح القنصلية في القدس، فإنكم ستساعدونني وحسب في جمع نقاط سياسية».
وقد استخدم نتنياهو هذا الموضوع فعلاً لأغراضه السياسية، فقال، خلال اجتماع لكتلة حزب الليكود في الكنيست، بداية الشهر الماضي، إن «حكومة اليسار الخطيرة هذه لن تصمد أمام قرار إعادة إقامة قنصلية أميركية للفلسطينيين في قلب القدس».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.