موجز كورونا

TT

موجز كورونا

مخاوف في إندونيسيا من تكرار «السيناريو الهندي»
جاكرتا - «الشرق الأوسط»: قال الرئيس جوكو ويدودو، أمس (الخميس)، إن إندونيسيا ستطبق إجراءات استثنائية حتى 20 يوليو (تموز) الحالي بهدف احتواء زيادة مطردة في الإصابات بفيروس كورونا أصبحت عبئا على المنظومة الطبية في البلاد. وشهدت إندونيسيا، رابع أكثر دول العالم سكانا، زيادة كبيرة في الإصابات في الأسابيع الأخيرة، ما دفع خبراء الصحة إلى التحذير من أن يتكرر «السيناريو الهندي»، وأن يتدهور الوضع بالسوء نفسه الذي شهدته الهند في الموجة الثانية إذا لم تتخذ تدابير أكثر صرامة.
وقال الرئيس لدى إعلانه الإجراءات الجديدة: «بتعاوننا جميعا ورحمة ربنا، أثق أننا سنقدر على احتواء عدوى كوفيد - 19 والحفاظ على حياة الناس سريعا»، كما نقلت وكالة «رويترز». وتهدف الإجراءات التي سيبدأ العمل بها السبت إلى خفض حالات الإصابة اليومية بمقدار النصف إلى أقل من عشرة آلاف حالة. وتشمل الإجراءات تشديد القيود على التنقلات وعلى السفر الجوي، وحظر تناول الطعام داخل المطاعم، وإغلاق أماكن العمل غير الضرورية. وسجلت إندونيسيا، التي تشهد أسوأ تفش للفيروس في جنوب شرقي آسيا، أعداد إصابات يومية قياسية في سبعة من الأحد عشر يوما الماضية، ومنها أمس الذي شهد 24836 حالة إصابة جديدة و504 وفيات.

طوكيو تبحث تمديد قيود «كورونا» قبل أسابيع على الأولمبياد
طوكيو - «الشرق الأوسط»: رجّحت أربعة مصادر حكومية، أمس، أن تمدد اليابان الإجراءات المفروضة لاحتواء انتشار فيروس كورونا في منطقة طوكيو الكبرى لأسبوعين أو أكثر، مع ارتفاع حالات الإصابة قبل أقل من شهر على بدء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية.
وتشهد طوكيو وثلاث مقاطعات مجاورة «شبه» حالة طوارئ من المقرر أن تستمر حتى 11 يوليو (تموز)، وذكرت المصادر أن ارتفاع أعداد الإصابات في الفترة الأخيرة دفع المسؤولين للميل للإبقاء على القيود في خطوة من شأنها التأثير على أعداد الجماهير في مواقع إقامة الدورة الأولمبية. وقالت المصادر، وفق وكالة رويترز، إن الحكومة قد تعيد فرض حالة طوارئ كاملة في طوكيو اعتمادا على حجم الضغط على نظامها الصحي. وارتفعت حالات الإصابة في المدينة إلى 714 حالة أول من أمس الأربعاء، وهو أعلى معدل يومي منذ أكثر من شهر.
وتابعت المصادر أن القرار من المتوقع أن يتخذ في الثامن من يوليو (تموز) عندما يصل توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية إلى اليابان. ومن المقرر أن تبدأ الدورة يوم 23 يوليو.

استعداد ألماني لموجة رابعة «محتملة» من الوباء
برلين - «الشرق الأوسط»: ناشد رئيس الحزب الديمقراطي الحر بألمانيا، كريستيان ليندنر، الحكومة الاتحادية الألمانية والولايات الاستعداد لاحتمالية مواجهة الموجة الرابعة من تفشي فيروس كورونا في الخريف القادم، ودعاهم إلى الحيلولة دون حدوث إغلاق جديد، كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية. وقال ليندنر أمس (الخميس) لصحيفة «هاندلسبلات»: يتعين علينا العمل على أن نقوم برد فعل على احتمالية حدوث موجة رابعة باستخدام وسائل أخرى أكثر إبداعا وأكثر اعتدالا. وأضاف أنه يتعين على الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات تقييم الإجراءات الحالية وتنفيذ استراتيجيات جديدة، وشدد على ضرورة الحيلولة دون حدوث إغلاق جديد. وقال: «عايشنا كثيرا من الخسائر الاجتماعية والاقتصادية خلال العام الماضي لدرجة لا يمكننا بسببها السماح بحدوث إغلاق جديد».



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟