الوظائف الأميركية تهدّئ مخاوف أسواق الأسهم

التضخم و«دلتا» يربكان المؤشرات الآسيوية والأوروبية

طغيان مخاوف متعلقة باحتمالات ارتفاع بالغ للتضخم العالمي
طغيان مخاوف متعلقة باحتمالات ارتفاع بالغ للتضخم العالمي
TT

الوظائف الأميركية تهدّئ مخاوف أسواق الأسهم

طغيان مخاوف متعلقة باحتمالات ارتفاع بالغ للتضخم العالمي
طغيان مخاوف متعلقة باحتمالات ارتفاع بالغ للتضخم العالمي

أنقذت بيانات أميركية مبشرة الأسواق، أمس، من تراجع بالغ بدأ في الأسواق الآسيوية وامتد غرباً إلى أوروبا، نتيجة طغيان مخاوف مزدوجة متعلقة باحتمالات ارتفاع بالغ للتضخم العالمي، وتفشي سلالة «دلتا» المتحورة من فيروس «كوفيد – 19».
وفتح المؤشر ستاندرد أند بورز 500 قرب أعلى مستوياته على الإطلاق، الأربعاء، في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات أن عدد الوظائف في القطاع الخاص الأميركي ارتفعت بقوة في يونيو (حزيران)، بينما تتجه المؤشرات الكبرى للأسهم الأميركية لتحقيق خامس مكسب فصلي على التوالي.
ونزل المؤشر داو جونز الصناعي 1.55 نقطة إلى 34290.74 نقطة. وتراجع المؤشر ستاندرد أند بورز 500 بمقدار 1.15 نقطة أو ما يعادل 0.03 في المائة إلى 4290.65 نقطة، وتراجع المؤشر ناسداك المجمع 18.48 نقطة أو ما يعادل 0.13 في المائة إلى 14509.85 نقطة.
ومع نشر التقرير، حاولت الأسهم الأوروبية تحسين موقفها بعد أن تراجعت صباح الأربعاء مع تضرر القطاعات المرتبطة بالاقتصاد بفعل مخاوف حيال ارتفاع معدل التضخم وسلالة «دلتا»، حتى مع اقتفاء أسهم التكنولوجيا أثر صعود نظيرتها في الولايات المتحدة لمستويات قياسية الليلة السابقة.
ونزل المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.1 في المائة بحلول الساعة 0718 بتوقيت غرينتش وفقدت أسهم البنوك والطاقة والتعدين بين 0.3 و0.8 في المائة. وكان المؤشر الأوروبي في سبيله لتسجيل أكبر مكسب بالنسبة المئوية في أول ستة أشهر من العام منذ 1998، لكن المعاناة المزدوجة من معدل التضخم المرتفع وانتشار سلالة «دلتا» شديدة العدوى عالمياً أبطآ المكاسب في الآونة الأخيرة. وارتفعت أسهم التكنولوجيا 0.4 في المائة بعد إغلاق المؤشر ناسداك الأميركي على مستوى قياسي في الجلسة السابقة.
وفي آسيا، هبطت الأسهم اليابانية مع انتشار سلالة «دلتا» شديدة العدوى من فيروس كورونا في آسيا، بينما تكبّد المؤشر القياسي خسائر في شهر يونيو بفعل مخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية.
وأنهت البورصة آخر يوم تداول في الشهر على خسارة للشهر العاشر على التوالي، مع ميل المستثمرين لتعديل مراكزهم المالية في نهاية الشهر. وهبط المؤشر نيكي 0.07 في المائة ليغلق على 28791.53 نقطة بعد ارتفاعه 0.65 في المائة في وقت سابق من الجلسة، كما غيّر المؤشر توبكس الأوسع نطاقا مساره كذلك لينخفض 0.3 في المائة مسجلاً 1943.57 نقطة. وتراجع نيكي 0.24 في المائة في يونيو في حين ارتفع توبكس واحداً في المائة.
وارتفعت الأسهم اليابانية في بادئ الأمر متأثرة بمكاسب «وول ستريت» الليلة السابقة، لكن مشتريات المستثمرين سرعان ما عادت لنمط الأسواق اليابانية السائد منذ سبتمبر (أيلول) فتراجعت في آخر يوم تداول في الشهر... ويعتقد بعض المستثمرين أن ذلك قد يرجع لإعادة موازنة كبار المستثمرين لمراكزهم المالية في نهاية الشهر في حين يرى آخرون أن الأمر مجرد صدفة.
وقال ماساتو كوجوري، قائد فريق تنفيذ المعاملات لدى شركة توكاي طوكيو سيكيوريتيز، إنه «مجرد انحراف في الاتجاه. لكن الكثير من الناس يتحدثون بشأن الأمر، ما يعني أن له بالفعل تأثيراً نفسياً». وتأرجحت الأسعار داخل نطاق محدود، لتسجل أداء أقل من مستويات الأسهم العالمية، في حين يزن المستثمرون التقدم الذي تم إحرازه في حملات التطعيم مقابل ارتفاع حالات الإصابة المحلية بفيروس كورونا قبيل دورة الألعاب الأولمبية المقررة الشهر المقبل.


مقالات ذات صلة

قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.