لبنان: الخطة الأمنية تنطلق قريبا في الضاحية الجنوبية وسط دعم وترحيب من حزب الله

مصادر 8 آذار: الحزب رفع الغطاء عن المخالفين ويعتبر أنها ستخفف العبء عنه

لبنان: الخطة الأمنية تنطلق قريبا في الضاحية الجنوبية وسط دعم وترحيب من حزب الله
TT

لبنان: الخطة الأمنية تنطلق قريبا في الضاحية الجنوبية وسط دعم وترحيب من حزب الله

لبنان: الخطة الأمنية تنطلق قريبا في الضاحية الجنوبية وسط دعم وترحيب من حزب الله

تسير الخطة الأمنية الشاملة في لبنان التي وعد بها وزير الداخلية نهاد المشنوق في طريقها الصحيح لغاية الآن، وها هي قد أصبحت قاب قوسين من الوصول إلى ضاحية بيروت الجنوبية «معقل حزب الله» بعدما كان هذا الأمر غير مطروح سياسيا وأمنيا نظرا إلى خصوصية هذه المنطقة. وكان لجلسات الحوار بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» الدور الأهم في إرساء هذا الاتفاق بعدما سبق أن انطلقت الخطة في بعض المناطق كان آخرها في البقاع الشمالي وإزالة الشعارات والأعلام الحزبية من بيروت الكبرى. وقد أعطي الضوء الأخضر في جلسة الحوار الأخيرة التي عقدت بين الطرفين لوزير الداخلية للانطلاق بالخطة بعد ترحيب حزب الله بها، رافعا الغطاء السياسي عن جميع المخالفين، وفق ما أكد مصدر في «8 آذار» لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن هذه الخطة وعلى عكس ما يعتقد البعض من شأنها أن تخفف العبء عن الحزب الذي لطالما طالب بها، ولا سيما فيما يتعلق بملاحقة المطلوبين في قضايا المخدرات والسرقات التي باتت تتفاقم في الضاحية في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى ملاحقة فارضي الخوات على المواطنين والمؤسسات التجارية في بعض القطاعات كاشتراكات الكهرباء والقنوات الفضائية.
وكشف المصدر عن «تطمينات» تلقاها «حزب الله» بأن هذه الخطة سوف تسير في مجال لا يمس «أمن المقاومة».
وكان أمين عام حزب الله أطلق صرخة لافتة في هذا الموضوع في عام 2012 محذرا من الفلتان المتفشي في بعض أحياء الضاحية وواضعا الدولة أمام مسؤولياتها عبر أجهزتها الأمنية المعنية، وفي شهر مايو (أيار) 2013 وبعد التفجيرات التي ضربت الضاحية اتخذ قرار انتشار القوى الأمنية لتعمل على الأرض بالتنسيق مع حزب الله.
وفيما أشار النائب عن بيروت في كتلة المستقبل عمار حوري، أن الخطة التي انطلقت في بيروت ستمتد إلى الضاحية بموافقة حزب الله الذي أصبح في الفترة الأخيرة هو الذي يطالب بقيام القوى الأمنية بدورها في المنطقة، أكد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن مراحل الخطة في بيروت التي بدأت بإزالة الشعارات والأعلام الحزبية ستستكمل أيضا منعا لأي تجاوزات وإلقاء القبض على أي مخل بالأمن، نافيا في الوقت عينه علمه بموعد بدء الخطة في الضاحية.
وفيما تشير المعلومات إلى احتمال بدء الخطة في الأيام القليلة المقبلة بعدما وضعت اللمسات التحضيرية الأخيرة، يرفض المعنيون الإعلان عن الموعد المحدد لبدء التنفيذ، وهو ما أشار إليه مصدر عسكري مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش اللبناني مع بعض القوى الأخرى في جهوزيته الكاملة معلوماتيا وعسكريا وأمنيا للانطلاق بالخطة في الضاحية، لافتا في الوقت عينه إلى وجود مراكز وحواجز الجيش في مختلف مناطق الضاحية وعناصرها يقومون بدورهم، وأوضح إنما هذه المرة وبناء على القرار والاتفاق السياسي فإن الإجراءات ستكون شاملة وعلى نطاق واسع». وفيما لم ينف المصدر العسكري إمكانية وقوع بعض المواجهات مع بعض المطلوبين خلال تنفيذ المداهمات جدد تأكيده جهوزية كل العناصر لهذه المهمة التي سبق أن نفذت في مناطق في البقاع حيث تمكنت من توقيف عدد كبير من المطلوبين ومداهمة مصانع للمخدرات. وكانت جلسات الحوار بين «حزب الله» و«المستقبل» قد بدأت نهاية العام الماضي تحت عنوان أساسي هو التخفيف من الاحتقان اجتماعيا وإعلاميا. ورغم أنها لم تؤد لغاية الآن إلى تسجيل اختراقات لافتة فإن أبرز نتائجها كانت هذه القرارات الأمنية، انطلاقا من طرابلس في الشمال مرورا بسجن رومية والبقاع وصولا إلى بيروت والضاحية، علما أن ملف رئاسة الجمهورية والخلافات التي تحول لغاية الآن دون انتخاب رئيس بعد 10 أشهر من الفراغ في هذا الموقع، لم يكن بعيدا كذلك عن جدول أعمال الجلسة الأخيرة التي عقدت الأسبوع الماضي بين الطرفين، إنما اقتصرت على تحديد الصفات العامة للرئيس العتيد مع إصرار حزب الله على تمسكه بمرشحه النائب ميشال عون.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.