«النواب» المغربي يصادق بالإجماع على قانون يسهّل استقطاب الأطباء الأجانب

صادق مجلس النواب المغربي بالإجماع على قانون يسهّل استقطاب الأطباء الأجانب ويشجع الأطباء المغاربة في الخارج على العودة للعمل في بلدهم (أ.ب)
صادق مجلس النواب المغربي بالإجماع على قانون يسهّل استقطاب الأطباء الأجانب ويشجع الأطباء المغاربة في الخارج على العودة للعمل في بلدهم (أ.ب)
TT

«النواب» المغربي يصادق بالإجماع على قانون يسهّل استقطاب الأطباء الأجانب

صادق مجلس النواب المغربي بالإجماع على قانون يسهّل استقطاب الأطباء الأجانب ويشجع الأطباء المغاربة في الخارج على العودة للعمل في بلدهم (أ.ب)
صادق مجلس النواب المغربي بالإجماع على قانون يسهّل استقطاب الأطباء الأجانب ويشجع الأطباء المغاربة في الخارج على العودة للعمل في بلدهم (أ.ب)

صادق مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان) في جلسة عمومية، مساء أول من أمس، بالإجماع، على مشروع قانون يفتح الباب لاستقطاب الأطباء الأجانب للعمل بالمغرب ويشجع الأطباء المغاربة المزاولين في الخارج على العودة للعمل في المغرب.
ورغم الجدل الذي أثير حول هذا المشروع، فإنه صودق عليه من دون مناقشة، وبالصيغة التي قدمتها الحكومة.
وقال مصدر نيابي لـ«الشرق الأوسط»، إن الفرق النيابية شكلت لجنة للتداول في التعديلات التي يمكن إدخالها على المشروع، ولكن وزير الصحة، خالد آيت الطالب، أكد لهم ضرورة المصادقة على النص كما أتت به الحكومة، على أساس الاستجابة لتعديلات الفرق على مستوى النصوص التطبيقية التي سيتم إصدارها.
ويأتي المشروع لمواجهة النقص الحاد الذي يعانيه القطاع الصحي من حيث الموارد البشرية، خاصة أن المغرب مقبل على «تعميم التغطية الاجتماعية».
وتتجاوز الحاجيات البشرية في القطاع 97 ألف مهني، منهم 32 ألفاً و522 من الأطباء، و65 ألفاً و44 من الممرضين، بحيث لا تتعدى الكثافة الحالية 1.7 مهني لكل 1000 نسمة؛ ما يعني نقصاً مهولاً يصل إلى 2.75 مهني لكل 1000 نسمة.
وخلال تقديمه للمشروع، قال وزير الصحة المغربي، إن هذا النص سيمكن من توفير «إطار يضمن استقطاب الموارد البشرية، وتقوية القدرات العلاجية للمنظومة الصحية الوطنية، وتحفيز الاستثمارات الأجنبية».
واعتبر الوزير آيت الطالب، أن القانون في صيغته الحالية يضع شروطاً «تعجيزية» في وجه الأطباء الأجانب الراغبين في مزاولة المهنة في المغرب، من قبيل شرط وجود اتفاقية للمعاملة بالمثل، أو شرط الإقامة لمدة 10 سنوات متواصلة بالمغرب، أو الزواج بمغربية.
وأوضح الوزير المغربي، أن المشروع الجديد يضع الشروط نفسها لقبول عمل الأطباء الأجانب مقارنة مع المغاربة، ويضع إجراءات تحفيزية لتشجيع الكفاءات الأجنبية واستقطابها للعمل في المغرب.
وينص المشروع على الاقتصار على شرط التقييد بجدول الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء، الذي يخول فور الحصول عليه، الحق في مزاولة المهنة، واعتماد التقييد بجدول الهيئة أساساً لتسليم الطبيب الأجنبي بطاقة التسجيل، وفق الشروط القانونية المتعلقة بدخول وإقامة الأجانب بالمملكة المغربية.
وفيما يخص الأطباء المغاربة في الخارج، قال الوزير آيت الطالب، إن المشروع يحفزهم على العودة والعمل في المغرب «من خلال حذف شرط معادلة الشهادة أو الدبلوم المحصل عليه من مؤسسة أجنبية»، والتأكيد على أن التجربة المهنية الميدانية المكتسبة ببلدان المهجر «كافية لتغني عن كل شرط للمعادلة»، كما جرى حذف شرط عدم التقييد في جدول هيئة أجنبية للأطباء، للعمل في المغرب، وكذلك حذف شرط التشطيب من جدول الهيئة الأجنبية إذا كان مقيداً فيها.
ويرتكز هذا المشروع على خطاب للعاهل المغربي الملك محمد السادس في 12 أكتوبر (تشرين الأول) 2018، جاء فيه «ندعو لدراسة إمكانية فتح بعض القطاعات والمهن غير المرخصة حالياً للأجانب، كقطاع الصحة أمام بعض المبادرات النوعية والكفاءات العالية شريطة أن تساهم في نقل الخبرات وفي خلق فرص الشغل».
وسبق لوزير الصحة أن أشار إلى أن المشروع يأتي في سياق تنزيل القانون المتعلق بالحماية الاجتماعية، الذي «يستهدف توسيع قاعدة المواطنين المؤمنين ما يفرض تعزيز الموارد البشرية».
وينص المشروع على إخضاع الأطباء الأجانب للشروط نفسها المطبقة على الأطباء المغاربة المتمثلة في التوفر على شهادات وديبلومات تخول لهم مزاولة مهنة الطب، وعدم سبق إدانتهم بسبب ارتكاب جناية أو جنحة ضد الأشخاص أو نظام الأسرة أو الأخلاق العامة، وألا تكون صدرت في حقهم عقوبة تأديبية أدت إلى الوقف عن العمل، أو شطب اسمهم من جدول هيئة طبية أجنبية. كما يشترط المشروع «معادلة شهادة الطب» بالنسبة للأجنبي. ويمكن التأكد إن اقتضت الضرورة من صحة الدبلوم من قبل «الهيئة الوطنية للأطباء».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.