متى «تنطفئ» أجزاء من الدماغ؟https://aawsat.com/home/article/3055376/%D9%85%D8%AA%D9%89-%C2%AB%D8%AA%D9%86%D8%B7%D9%81%D8%A6%C2%BB-%D8%A3%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%BA%D8%9F
من الممكن أن «تنام» أو «تنطفئ» أجزاء من الدماغ حين يكون الأشخاص متعبين للغاية (ذا صن)
باريس:«الشرق الأوسط»
TT
باريس:«الشرق الأوسط»
TT
متى «تنطفئ» أجزاء من الدماغ؟
من الممكن أن «تنام» أو «تنطفئ» أجزاء من الدماغ حين يكون الأشخاص متعبين للغاية (ذا صن)
أكدت دراسة علمية حديثة أن بعض أجزاء الدماغ تنطفئ عند دخول الشخص في أحلام اليقظة أو حين يكون ذهنه شارداً. وبحسب صحيفة «ذا صن» البريطانية، فقد أكدت الدراسة أن الأشخاص حين يكونون متعبين للغاية، من الممكن أن «تنام» أو «تنطفئ» أجزاء من دماغهم بشكل مستقل عن بعضها البعض. وتوصل الفريق التابع لمعهد باريس للدماغ لهذه النتائج بعد إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي على مخ عدد من الأشخاص في لحظات عشوائية، وسؤالهم عما إذا كانوا قد شعروا في هذه اللحظات بالشرود الذهني (السرحان) أو دخلوا في أحلام يقظة. وقال البروفسور توماس أندريلون، الذي قاد الدراسة، إن فريقه لاحظ انبعاث موجات بطيئة من أجزاء مختلفة من الدماغ في لحظات الشرود أو أحلام اليقظة، مما يشير إلى أن هذه الأجزاء انطفأت تماماً كما يحدث أثناء النوم، وذلك رغم يقظة الأشخاص ظاهرياً. وأضاف أندريلون أن هذا يمكن أن يفسر سبب نسيان الأشخاص لبعض التفاصيل الهامة أو مكان وضع أشياء بعينها حين يكونون متعبين للغاية. وتم نشر الدراسة في مجلة Nature Communications العلمية. وسبق أن ذكرت دراسة سابقة نشرت في 2017 أن هناك بعض مناطق المخ تعرف باسم «شبكة الوضع الافتراضي» تنشط فيدخل الشخص في أحلام اليقظة أو يسرح في ماضيه أو مستقبله. وتوصلت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة كامبريدج البريطانية إلى أن تلك الشبكة تسمح لنا أيضاً بأداء بعض المهام، التي اعتدنا عليها، بطريقة آلية، مثل القيادة على طريق مألوف لنا.
«اشترِ الآن!»... وثائقي «نتفليكس» الجديد يكشف دهاليز مؤامرة التسوق
الصورة المصاحبة لبوستر الفيلم الوثائقي (نتفليكس)
تُغري عبارة «اشترِ الآن» ملايين المستهلكين من حول العالم، لتبضع الكثير من السلع الاستهلاكية التي غالباً لا يحتاجون إليها، خصوصاً في فترة نهاية العام؛ حيث تنشط العروض الترويجية، وتزداد حملتا «الجمعة البيضاء» و«الجمعة السوداء» وغيرهما، وهي حيل يكشف دهاليزها الفيلم الوثائقي الجديد الذي أصدرته «نتفليكس» قبل أيام، تحت عنوان: «الشراء الآن: مؤامرة التسوق».
يأتي هذا الفيلم من تأليف وإخراج المرشحة لجائزة «إيمي» للأفلام الوثائقية، نيك ستيسي، لتنبيه المستهلك إلى الأكاذيب التي تم بيعها له وصارت تُكلفه الكثير، كما يكشف الستار عن حيل كبرى العلامات التجارية وأساليبها الذكية في اصطياد المستهلك وتحفيز رغبته الدائمة في الشراء، في عمليات تلاعب نفسي وعاطفي تضمن استمرار ضخ مزيد من الأموال لهذه الشركات العالمية.
تلاعب نفسي
تقول المصممة السابقة في «أمازون»، مارين كوستا، التي ساعدت في تطوير الموقع: «إنك تتعرّض للخداع بنسبة 100 في المائة، وهذا علم مركب ومُتعمد، بهدف إقناعك بشراء المنتجات». وأشارت، خلال مشاركتها في الفيلم، إلى أن المسوقين يستخدمون الاختبارات والبيانات لتحديد كل التفاصيل، بما في ذلك الألوان، التي ستدر أكبر قدر من المال، من خلال تحفيز المستهلك على ضغط «اشترِ الآن»، وخيارات الشحن المجاني وغير ذلك.
بينما يكشف بول بولمان الذي أدار «يونيليفر»، وهي إحدى أبرز الشركات متعددة الجنسيات في العالم، وتُعد من أكبر منتجي السلع المنزلية، مثل مواد التنظيف وغيرها، عن أن شركته تصل لنحو ملياري مستهلك يومياً، مضيفاً: «لا أظن أن المستهلك هو الجاني في هذه الحالة، لأنه يتم تشجيعه على ذلك باستمرار». ويؤكد أنه حين تُرمى هذه المنتجات فإن ذلك لا يعني التخلص منها، فلا يوجد مكان للتخلص منها بشكل نهائي، بل ينتهي بها الأمر في مكان آخر على كوكب الأرض، مما يُنذر بمزيد من العواقب الوخيمة. ويتابع: «بعد 10 أعوام من إدارة (يونيليفر)، شعرت بأنني أستطيع إحداث تأثير أكبر في العالم بترك عالم الشركات».
من ناحيته، بيّن المدير التنفيذي لشركة «فريم وورك» المتخصصة في التقنية نيراف باتيل، الذي انضم إلى شركة «أبل» في عام 2009، أن النجاح الباهر الذي حقّقته «أبل» عبر إصداراتها المتعددة لجهاز «الآيفون» هو أمر أغرى معظم الشركات الإلكترونية الاستهلاكية التي اعتمدت هذا المسلك. وأضاف: «إذا كنت تصنع حواسيب محمولة، أو هواتف ذكية يملكها كل المستهلكين بالفعل، فسيعتمد نموذج عملك على أنهم بحاجة إلى استبدال ما لديهم». وتابع: «هناك قرابة 13 مليون هاتف يتم التخلص منها يومياً، وذلك رغم كونها بالغة التطور وباهظة الثمن».
هدر بيئي
وخلال اللقطات المتعددة المعروضة في هذا الوثائقي الصادم يمكن للمشاهد أن يرى بنفسه أكواماً من النفايات المتكدسة، كما أن الفيلم يقدّم أرقاماً جديرة بالاهتمام والتمعن، منها أن حجم النفايات البلاستيكية على مستوى العالم تصل إلى نحو 400 مليون طن كل عام، إلى جانب 92 مليون طن من نفايات المنسوجات سنوياً، وفي عام 2022 تجاوز حجم النفايات الكهربائية والإلكترونية حدود 62 مليون طن؛ مما يعني أن الإسراف في الشراء يشكّل أيضاً خطورة بالغة على الكوكب، ويتسبّب في تراكم النفايات على المدى الطويل.
ملصقات كاذبة
في مشاركة لها في الفيلم تقول المهندسة الكيميائية، جان ديل: «بناء على رأيي الذي بنيته من زيارة آلاف المتاجر، ومحاولة إيجاد مصانع تعيد تدوير الأشياء، تبيّن لي أن أغلب ملصقات قابلية إعادة التدوير على العبوات البلاستيكية كاذبة». وتضيف: «عملت في أشهر العلامات التجارية التي تصنع الأحذية والملابس والألعاب، وهذه الشركات تحرص فعلاً على جعل مصانعها تعمل دون إلحاق الضرر بالبيئة، إلا أنه بمجرد أن يصنعوا المنتج ويضعوه على رف المتجر، فإنهم يتبرؤون منه»، مشيرة إلى أن الغالبية العظمى من البلاستيك هي مواد غير قابلة لإعادة التدوير.
ويختتم الفيلم الوثائقي الذي يمتد لنحو 90 دقيقة، فصوله بتوجيه نصيحة إلى المستهلكين أن يكونوا أكثر وعياً، ويتجنبوا الوقوع في فخ إدمان التسوق أو اقتناء منتجات لا يحتاجون إليها، مع تأكيد أن المعلومات الواردة فيه لن تروق لمُلاك الشركات العالمية وتهدد بتضخم ثرواتهم التي تستند إلى هوس الشراء بالدرجة الأولى.