السماح للمعارضة بالتكتّل لخوض انتخابات المناطق في فنزويلا

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
TT

السماح للمعارضة بالتكتّل لخوض انتخابات المناطق في فنزويلا

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)

أعلنت السلطة الانتخابية في فنزويلا أن المعارضة ستتمكن من الترشح مجددا بشكل تحالف في انتخابات المناطق في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بعدما منعت من ذلك منذ فوزها في الاقتراع التشريعي عام 2015.
وكانت «منصة الوحدة الديمقراطية» قد أُنشئت في 2008 بمشاركة نحو ثلاثين حزبا ومجموعة معارضة لسلطة الرئيس الاشتراكي السابق هوغو تشافيز (1999-2013). وهزمت الحزب الحاكم في الانتخابات التشريعية عام 2015 في سابقة منذ 15 عاما.
وقال رئيس «المجلس الوطني للانتخابات» بيدرو كالزاديا إن تحالف «منصة الوحدة الديمقراطية» مدرج على لائحة «ثماني منظمات وطنية وافقنا اليوم على أسمائها للمشاركة في الانتخابات المقبلة» لرؤساء البلديات وحكام الولايات في 21 نوفمبر.
وقبيل الانتخابات الرئاسية عام 2018، أمرت محكمة العدل العليا التي اتهمتها المعارضة بالخضوع لسلطة كراكاس، باستبعاد هذه المجموعة بحجة أنها لم تكن حزبا بل تحالف أحزاب. وبالتالي قاطعت الأحزاب المعارضة الرئيسية الانتخابات الرئاسية التي أفضت إلى إعادة انتخاب نيكولاس مادورو في 2018، والانتخابات التشريعية في 2020. وفي عمليتي الاقتراع تحدثت عن تنظيم طغى عليه الانحياز والتزوير.
ووعد مادورو، أمس الإثنين، باحترام أي فوز للمعارضة في الانتخابات الإقليمية. وقال: «أعلن أمامكم: اعتبارا من هذه الانتخابات أعتقد أنه من الأفضل (...) أن يكون الفائز فيها هو من يحكم (...). سنلغي ما كنا نسميه نظام الحماية».
ويشير مادورو إلى مناصب «الحُماة» التي أنشأها الرئيس الاشتراكي في المناطق التي فازت فيها المعارضة بمناصب حكام او في المجالس البلدية من أجل انتزاع السلطة من المسؤولين المنتخبين وتسليمها إلى أعضاء الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا الحاكم.
وأضاف مادورو في احتفال رسمي: «سنوقف نظام حماة الولايات والبلديات ليتمكن من يفوز من الحكم».
وجاء إعلانا السلطة الانتخابية والرئيس الفنزويلي بينما أكد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا الاستعداد لمراجعة العقوبات المفروضة على هذه الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية مقابل تنظيم انتخابات سليمة.
وقالت واشنطن والمفوضية الأوروبية وأوتاوا في بيان مشترك الجمعة: «نحن على استعداد لمراجعة سياسات العقوبات بناء على تحقيق تقدم الكبير في مفاوضات شاملة» من أجل «تمكين كل الفنزويليين من التعبير عن آرائهم سياسيا عبر انتخابات محلية وبرلمانية ورئاسية تتسم بالصدقية وشاملة وشفافة».
ومعلوم أن واشنطن وأوتاوا والعديد من الدول الأوروبية تعترف بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيس البرلمان المنتخب في 2015، رئيسا موقتا لفنزويلا.
ودعا غوايدو في مايو (أيار) إلى إعادة إطلاق المفاوضات بين المعارضة والحكومة، وهو خيار كان قد استبعده في السابق.
وفي المقابل أبدى مادورو الذي أوقف في 2019 حوارا مع المعارضة برعاية النرويج في مواجهة تزايد العقوبات الأميركية ضد حكومته، استعداده للقاء ممثليها «متى شاءت وحيثما تريد وكما تريد»، شرط رفع الإجراءات القمعية الأحادية و الاعتراف بالبرلمان الحالي الذي يسيطر عليه الحزب الحاكم والإفراج عن الأموال الفنزويلية المجمدة في الخارج.
ومنذ ثلاثة أعوام، كثفت الولايات المتحدة الضغوط الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية لازاحة مادورو لكن بدون نتيجة.
وتشهد فنزويلا منذ سنوات أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية حادّة، ويعاني اقتصادها من حالة ركود منذ ثماني سنوات مع ارتفاع هائل في نسبة التضخّم التي بلغت نحو ثلاثة آلاف في المائة عام 2020.
وفرّ نحو ستة ملايين شخص من البلاد استقبلتهم 17 دولة في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.



كندا: نساء من السكان الأصليين يسعين لتفتيش موقع اختبارات سابق لـ«سي آي إيه»

عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
TT

كندا: نساء من السكان الأصليين يسعين لتفتيش موقع اختبارات سابق لـ«سي آي إيه»

عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)

تأمل مجموعة من النساء من السكان الأصليين في وقف أعمال البناء في موقع مستشفى سابق في مونتريال بكندا، يعتقدن أنه قد يكشف حقيقة ما جرى لأبنائهن المفقودين عقب تجارب لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قبل نصف قرن.

وتسعى تلك النسوة منذ عامين لتأخير مشروع البناء الذي تقوم به جامعة ماكغيل وحكومة كيبيك، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتعتمد الناشطات على محفوظات وشهادات تشير إلى أن الموقع يحتوي على قبور مجهولة لأطفال كانوا في مستشفى رويال فيكتوريا ومعهد آلان ميموريال، مستشفى الأمراض النفسية المجاور له.

في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وخلف جدران المعهد القديم الباهتة، قامت الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بتمويل برنامج أطلق عليه الاسم الرمزي «إم كي ألترا».

خلال الحرب الباردة كان البرنامج يهدف إلى تطوير الإجراءات والعقاقير لغسل أدمغة الناس بطريقة فعالة.

أُجريت التجارب في بريطانيا وكندا والولايات المتحدة على أشخاص، من بينهم أطفال من السكان الأصليين في مونتريال، أُخضعوا لصدمات كهرباء وعقاقير هلوسة وحرمان من الأحاسيس.

ورأت كاهنتينثا الناشطة البالغة 85 عاماً من سكان موهوك بكاناواكي جنوب غربي مونتريال، وهي شخصية رائدة في حركة حقوق السكان الأصليين سافرت إلى بريطانيا والولايات المتحدة للتنديد بالاستعمار، أن هذه الحرب «أهم شيء في حياتها».

وقالت: «نريد أن نعرف لماذا فعلوا ذلك ومن سيتحمل المسؤولية».

أعمال أثرية

في خريف 2022، حصلت الناشطات على أمر قضائي بتعليق أعمال بناء حرم جامعي جديد ومركز أبحاث في الموقع، مشروع تبلغ كلفته 870 مليون دولار كندي (643 مليون دولار أميركي).

وقالت الناشطة كويتييو (52 عاماً) إن نساء المجموعة يصررن على أن يرافعن في القضية بأنفسهن من دون محامين؛ «لأن بحسب طرقنا، لا أحد يتحدث نيابة عنا».

في الصيف الماضي، أُحضرت كلاب مدربة ومجسّات للبحث في المباني المتداعية في العقار الشاسع. وتمكنت الفرق من تحديد ثلاثة مواقع جديرة بإجراء عمليات حفر فيها.

لكن بحسب ماكغيل ومؤسسة كيبيك للبنى التحتية التابعة للحكومة، «لم يتم العثور على بقايا بشرية».

وتتهم الأمهات من شعب الموهوك الجامعة ووكالة البنى التحتية الحكومية بانتهاك اتفاقية من خلال اختيار علماء آثار قاموا بعملية البحث قبل إنهاء مهمتهم في وقت مبكر جداً.

وقال فيليب بلوان، وهو عالم أنثروبولوجيا يتعاون مع الأمهات: «أعطوا أنفسهم سلطة قيادة التحقيق في جرائم يحتمل أن يكون قد ارتكبها موظفوهم في الماضي».

ورغم رفض الاستئناف الذي قدمته الأمهات، في وقت سابق هذا الشهر، تعهدن بمواصلة الكفاح.

وقالت كويتييو: «على الناس أن يعرفوا التاريخ؛ كي لا يعيد نفسه».

تنبهت كندا في السنوات القليلة الماضية لفظائع سابقة.

فقد أُرسل أجيال من أطفال السكان الأصليين إلى مدارس داخلية حيث جُرّدوا من لغتهم وثقافتهم وهويتهم، في إطار ما عدّه تقرير الحقيقة والمصالحة في 2015 «إبادة ثقافية».

بين 1831 و1996 أُخذ 150.000 من أطفال السكان الأصليين من منازلهم ووُضعوا في 139 من تلك المدارس. وأُعيد بضعة آلاف منهم إلى مجتمعاتهم.