بسبب احتكاكها بالبشر... سلاحف طوّرت مقاومة للمضادات الحيوية

سلاحف تتقاسم بيئتها مع البشر (إ.ب.أ)
سلاحف تتقاسم بيئتها مع البشر (إ.ب.أ)
TT

بسبب احتكاكها بالبشر... سلاحف طوّرت مقاومة للمضادات الحيوية

سلاحف تتقاسم بيئتها مع البشر (إ.ب.أ)
سلاحف تتقاسم بيئتها مع البشر (إ.ب.أ)

بسبب احتكاكها بالبشر، أثبتت ثمانية أنواع من المضادات الحيوية أنها أقل فعالية على سلاحف غالاباغوس العملاقة، حسب ما أعلن عنه معهد تشارلز داروين. وكانت قد أثبتت دراسة أن سلاحف جزر غالاباغوس التي تتقاسم بيئتها مع البشر ولا سيما في المناطق الزراعية والسياحية وفي المدن، تظهر كمية أكبر من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ذات الاستخدام البشري أو البيطري. وأوضح المعهد في بيان أن «السلاحف التي تعيش في المناطق النائية بدون تفاعل مع الكائنات البشرية (...) تظهر قدرا أقل من المقاومة»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأجرى الدراسة علماء من هيئات مختلفة بينها جامعات إسبانية وحديقة سانت لويس للحيوانات في الولايات المتحدة ومتنزه غالاباغوس الوطني. وحلل العلماء براز 270 سلحفاة تعيش في ألسيدو وسانتا كروز، الجزيرتين الأكثر تعدادا بالسكان في الأرخبيل.
وقالت أينوا نييتو كلاودين الباحثة في معهد تشارلز داروين وحديقة سانت لويس للحيوانات إن «مقاومة المضادات الحيوية تنتشر في العالم، متسببة بوباء خفي يهدد الصحة والعلاجات لأمراض البشر والحيوانات».
وأشارت إلى أن وباء «كوفيد - 19» زاد من استخدام المضادات الحيوية، وكانت النتيجة ظهور بكتيريا مقاومة لها في العالم بأسره. وتابعت أن «التعايش اللصيق بين الحيوانات والبشر أوجد السيناريو المثالي حتى تصل البكتيريا المقاومة إلى الأنواع البرية وتلوث مسكنها، في استمرارية لدورة انتقال المقاومة».
ولفتت الدراسة التي نشرت في مجلة «إنفايرنمنتل بولوشن» إلى أن درجات المقاومة التي رصدت «ما زالت متدنية»، ما يوحي بـ«أننا أمام وضع يمكن عكسه» إذا تم ضبط استخدام المضادات الحيوية والحد منها في الأرخبيل. ويؤوي أرخبيل غالاباغوس الواقع على مسافة ألف كلم قبالة سواحل الإكوادور، 12 صنفا من السلاحف العملاقة، في حين انقرضت ثلاثة أصناف. ووصلت السلاحف إلى الأرخبيل البركاني قبل ثلاثة إلى أربعة ملايين عام ويعتقد أن التيارات البحرية وزعتها على مختلف الجزر، ما أدى إلى ظهور أجناس عدة منها.
والأرخبيل المدرج على قائمة التراث العالمي الطبيعي والمصنف محمية محيط حيوي لما يحتوي عليه من بيئة نباتية وحيوانية فريدة في العالم، شكل حقل دراسات لعالم التاريخ الطبيعي الإنجليزي تشارلز داروين (1809 - 1882) لوضع نظريته حول تطور الأجناس.


مقالات ذات صلة

علماء يحاولون كشف لغز الحوت الأندر في العالم

يوميات الشرق العلماء الدوليون ألكسندر ويرث (من اليسار) وجوي ريدنبرغ ومايكل دينك يدرسون حوتاً ذكراً ذا أسنان مجرفية قبل تشريحه في مركز إنفيرماي الزراعي «موسغيل» بالقرب من دنيدن بنيوزيلندا 2 ديسمبر 2024 (أ.ب)

علماء يحاولون كشف لغز الحوت الأندر في العالم

يجري علماء دراسة عن أندر حوت في العالم لم يتم رصد سوى سبعة من نوعه على الإطلاق، وتتمحور حول حوت مجرفي وصل نافقاً مؤخراً إلى أحد شواطئ نيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلنغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق «مو دينغ» يُكثّف نجوميته (أ.ب)

أغنية رسمية بـ4 لغات لفرس النهر التايلاندي القزم «مو دينغ» (فيديو)

إذا لم تستطع رؤية فرس النهر التايلاندي القزم، «مو دينغ»، من كثب، فثمة الآن أغنية رسمية مميّزة له بعدما بات الحيوان المفضَّل لكثيرين على الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.