هيئة اتهام البشير تقاطع جلسة محاكمته وتشتكي لرئيس القضاء

وصفت الإجراءات بالمجهضة للعدالة واعتبرت استمرارها «خيانة»

الرئيس السوداني السابق عمر البشير خلال إحدى جلسات محاكمته السابقة (أ.ف.ب)
الرئيس السوداني السابق عمر البشير خلال إحدى جلسات محاكمته السابقة (أ.ف.ب)
TT

هيئة اتهام البشير تقاطع جلسة محاكمته وتشتكي لرئيس القضاء

الرئيس السوداني السابق عمر البشير خلال إحدى جلسات محاكمته السابقة (أ.ف.ب)
الرئيس السوداني السابق عمر البشير خلال إحدى جلسات محاكمته السابقة (أ.ف.ب)

وجهت هيئة الاتهام في محاكمة الرئيس المعزول عمر البشير، ورفاقه من مدبري انقلاب الإنقاذ، شكوى لرئيس القضاء تتعلق بإجراءات المحاكمة وما وصفته بـ«المخالفات والقانونية والإجرائية» التي تهدد بإجهاض العدالة وانهيار قواعد المحاكمة العادلة.
وغابت هيئة الاتهام في بلاغ مدبري انقلاب الثلاثين من يونيو (حزيران) 1989 دون إبلاغ المحكمة، ما اضطرها لتأجيل الجلسة المقررة أمس إلى الثلاثاء القادم، وقالت إنها المرة الأولى التي يغيب فيها الاتهام، برغم احتجاج هيئة الدفاع عن المتهمين. وقال المتحدث باسم هيئة الاتهام المحامي المعز حضرة في نشرة صحافية أمس، إن هيئته تقدمت بمذكرة لرئيس القضاء المكلف، تتعلق بإجراءات المحاكمة، وما يحدث فيها من مخالفات منذ بداية المحاكمة.
وأوضح حضرة أن المذكرة احتوت تفاصيل ما يحدث في المحاكمة «من مخالفات للقانون والإجراءات» والذي من شأنه أن يؤدي إلى «إجهاض العدالة وانهيار قواعد المحاكمة العادلة».
ووفقاً للمذكرة، فإن هيئة الاتهام رأت الصمت «عما يحدث أو المشاركة فيه يرقى إلى درجة خيانة الشعب السوداني، الذي نمثله في هذه المحاكمة». وتابع حضرة: «لذلك قررنا عدم حضور جلسة اليوم، حتى يتم الفصل في طلبنا».
من جهة ثانية أنهت إحدى أكبر بعثات حفظ السلام الدولية مهمتها في السودان بعد أكثر من عقدين من الزمن قضتها في حفظ السلام في إقليم دارفور، الذي شهد حرباً أهلية بين القوات الحكومية وحركات متمردة، منذ عام 2003، وبعد سقوط نظام الرئيس عمر البشير بثورة شعبية، أصدر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة القرار 2559 الذي قضى بخروج تدريجي لبعثة حفظ السلام من السودان، ابتداءً من العام الماضي.
وإثر اندلاع النزاع الأهلي في دارفور، والذي راح ضحيته مئات الآلاف وملايين النازحين واللاجئين، حلت قوة حفظ السلام الدولية المختلطة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمعروفة اختصاراً بـ«يوناميد» في الإقليم المضطرب، وانحصرت مهمتها في بسط الأمن وحماية المدنيين، بعدد بلغ 23 ألف جندي ومدني.
وأعلنت البعثة في مؤتمر صحافي عقدته بالخرطوم أمس، اكتمال سحب قواتها بحلول اليوم 30 يونيو الجاري، انفاذاً لقرار مجلس الأمن بالرقم 2559 لعام 2020، الذي أنهى تفويض البعثة، التي كانت قد بدأت انسحاباً تدريجياً منذ العام الماضي.
وقال الأمين العام المساعد للأمين العام للأمم المتحدة مباي باباكار سيسي للصحافيين أمس، المكلف بالإشراف على فترة السحب التدريجي، وإعادة أصول البعثة لأوطانها، ونقل مواقع الفرق إلى السلطات المحلية، إن بعثته سلمت نحو 14 موقعاً للحكومة لاستخدامها في الأعمال المدنية تبعاً لاتفاق إطاري بين البعثة والحكومة، وبناءً على ذلك تسلمت السلطات المحلية نحو 193 مركبة، بينها 27 شاحنة لنقل المياه والصرف الصحي و196 مولد كهرباء، وتبرعت بمرافقها الطبية لاستخدامها من قبل المجتمعات المحلية. وبحسب سيسي، فإن عشرات الدول أسهمت في البعثة التي امتدت مهمتها نحو 13 سنة بنحو 100 ألف جندي وشرطي من قوات حفظ السلام.
وقال سيسي إن «يوناميد» إحدى أكبر بعثات حفظ السلام في تاريخ الأمم المتحدة، وفرت بيئة أمنية في دارفور، وإنها ستغادر بتاريخ من الإنجازات في مجال حماية المدنيين، وتحقيق الاستقرار المجتمعي ودعم سيادة القانون وتقديم المساعدات الإنسانية ودعم تنفيذ عملية حفظ السلام. وأوضح سيسي أن البعثة ستحتفظ بقوة شرطة قوامها 363 فرداً، لحماية أفراد الأمم المتحدة ومرافقها داخل قاعدة الفاشر اللوجيستية، في الوقت الذي ينتظر أن تتولى القوات المشتركة السودانية الانتشار خارج القاعدة تحت إمرة الحكومة السودانية بالتنسيق الوثيق مع فريق تصفية اليوناميد، والذي ينتظر أن تستمر عملية انسحابه نحو عام ابتداء من اليوم.
وانتهى تفويض يوناميد في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2020، وبدأ السحب التدريجي، وبلغت العملية مرحلة التصفية الكاملة، مشيراً إلى بقاء الأمم المتحدة في السودان وعدم مغادرتها له، عبر التنسيق مع بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان المعروفة اختصاراً بـ«يونيتامس»، وفريق الأمم المتحدة القطري، وتتبادل مع أفضل الممارسات والدروس المستفادة من عملها في دارفور، لتوسيع نطاق مكاسب بناء السلام.
وشهد إقليم دارفور السوداني ابتداءً من العام 2003 حرباً بين القوات الحكومية وحركات مسلحة متمردة محلية، أودت بحياة أكثر من 300 ألف، وتشريد ونزوح ولجوء نحو 2.5 مليون شخص، وإثر ذلك كون الاتحاد الأفريقي قوة حفظ سلام إقليمية عرفت باسم «أميد»، وتم دعمها لاحقاً بقوات أممية من عدد من دول العالم، لتتحول إلى بعثة «هجين» بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
وشهد الإقليم خلال فترة الحرب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وشهد جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وعمليات تصفية عرقية، أصدرت بموجبها المحكمة الجنائية الدولية مذكرات قبض ضد الرئيس الأسبق عمر البشير، وعدد من مساعديه، اتهموا بارتكاب تلك الفظائع في الإقليم إبان ممارستهم للسلطة.



إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
TT

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)

بهدف توحيد الصف اليمني ومساندة الشرعية في بسط نفوذها على التراب الوطني كله، أعلن 22 حزباً ومكوناً سياسياً يمنياً تشكيل تكتل سياسي جديد في البلاد، هدفه استعادة الدولة وتوحيد القوى ضد التمرد، وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية بوصفها قضيةً رئيسيةً، ووضع إطار خاص لها في الحل النهائي، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية.

إعلان التكتل واختيار نائب رئيس حزب «المؤتمر الشعبي» ورئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر رئيساً له، كان حصيلة لقاءات عدة لمختلف الأحزاب والقوى السياسية - قبل مقاطعة المجلس الانتقالي الجنوبي - برعاية «المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي»، حيث نصَّ الإعلان على قيام تكتل سياسي وطني طوعي للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، يسعى إلى تحقيق أهدافه الوطنية.

القوى السياسية الموقعة على التكتل اليمني الجديد الداعم للشرعية (إعلام محلي)

ووفق اللائحة التنظيمية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، ستكون للمجلس قيادة عليا تُسمى «المجلس الأعلى للتكتل» تتبعه الهيئة التنفيذية وسكرتارية المجلس، على أن يكون المقر الرئيسي له في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وتكون له فروع في بقية المحافظات.

وبحسب اللائحة التنظيمية للتكتل، فإن الأسس والمبادئ التي سيقوم عليها هي الدستور والقوانين النافذة والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، والعدالة، والمواطنة المتساوية، والتوافق والشراكة، والشفافية، والتسامح.

ونصَّ الباب الثالث من اللائحة التنظيمية على أن «يسعى التكتل إلى الحفاظ على سيادة الجمهورية واستقلالها وسلامة أراضيها، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتعزيز علاقة اليمن بدول الجوار، ومحيطه العربي والمجتمع الدولي».

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الشريك في السلطة الشرعية، شارك في اللقاء التأسيسي للتكتل الجديد، لكنه عاد وقاطعه. وأكد المتحدث الرسمي باسمه، سالم ثابت العولقي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتابع نشاط التكتل الذي تعمل عليه مجموعة من الأطراف لإعلانه، ويؤكد عدم مشاركته في هذا التكتل أو الأنشطة الخاصة به، وأنه سيوضح لاحقاً موقفه من مخرجات هذا التكتل.

ومن المقرر أن يحل التكتل الجديد محل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تأسس منذ سنوات عدة؛ بهدف دعم الحكومة الشرعية في المعركة مع جماعة الحوثي الانقلابية.

ويختلف التكتل الجديد عن سابقه في عدد القوى والأطراف المكونة له، حيث انضم إليه «المكتب السياسي للمقاومة الوطنية» بقيادة العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وغيرهما من القوى التي لم تكن في إطار التحالف السابق.

ووقَّع على الإعلان كل من حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، و«الحزب الاشتراكي اليمني»، و«التنظيم الناصري»، و«المكتب السياسي للمقاومة الوطنية»، و«الحراك الجنوبي السلمي»، وحزب «الرشاد اليمني»، وحزب «العدالة والبناء».

كما وقَّع عليه «الائتلاف الوطني الجنوبي»، و«حركة النهضة للتغيير السلمي»، وحزب «التضامن الوطني»، و«الحراك الثوري الجنوبي»، وحزب «التجمع الوحدوي»، و«اتحاد القوى الشعبية»، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وحزب «السلم والتنمية»، وحزب «البعث الاشتراكي»، وحزب «البعث القومي»، وحزب «الشعب الديمقراطي»، و«مجلس شبوة الوطني»، و«الحزب الجمهوري»، وحزب «جبهة التحرير».

وذكرت مصادر قيادية في التكتل اليمني الجديد أن قيادته ستكون بالتناوب بين ممثلي القوى السياسية المُشكِّلة للتكتل، كما ستُشكَّل هيئة تنفيذية من مختلف هذه القوى إلى جانب سكرتارية عامة؛ لمتابعة النشاط اليومي في المقر الرئيسي وفي بقية فروعه في المحافظات، على أن يتم تلافي القصور الذي صاحب عمل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تحوَّل إلى إطار لا يؤثر في أي قرار، ويكتفي بإعلان مواقف في المناسبات فقط.

بن دغر مُطالَب بتقديم نموذج مختلف بعد إخفاق التحالفات اليمنية السابقة (إعلام حكومي)

ووفق مراقبين، فإن نجاح التكتل الجديد سيكون مرهوناً بقدرته على تجاوز مرحلة البيانات وإعلان المواقف، والعمل الفعلي على توحيد مواقف القوى السياسية اليمنية والانفتاح على المعارضين له، وتعزيز سلطة الحكومة الشرعية، ومكافحة الفساد، وتصحيح التقاسم الحزبي للمواقع والوظائف على حساب الكفاءات، والتوصل إلى رؤية موحدة بشأن عملية السلام مع الجماعة الحوثية.