نزوح قياسي من «إيثر»... و«بتكوين» تعود للارتفاعhttps://aawsat.com/home/article/3054201/%D9%86%D8%B2%D9%88%D8%AD-%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%85%D9%86-%C2%AB%D8%A5%D9%8A%D8%AB%D8%B1%C2%BB-%D9%88%C2%AB%D8%A8%D8%AA%D9%83%D9%88%D9%8A%D9%86%C2%BB-%D8%AA%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B9
شهدت صناديق ومنتجات العملة المشفرة {إيثر} نزوحاً قياسياً في نهاية يونيو (رويترز)
نيويورك:«الشرق الأوسط»
TT
نيويورك:«الشرق الأوسط»
TT
نزوح قياسي من «إيثر»... و«بتكوين» تعود للارتفاع
شهدت صناديق ومنتجات العملة المشفرة {إيثر} نزوحاً قياسياً في نهاية يونيو (رويترز)
أظهرت بيانات من كوين شيرز لإدارة الأصول الرقمية أن صناديق ومنتجات العملة المشفرة إيثر شهدت نزوحا قياسيا لتدفقات رؤوس الأموال في الأسبوع الأخير من يونيو (حزيران)، لتتحمل وطأة معنويات سلبية تجاه العملات الرقمية. وأشارت البيانات إلى أن المؤسسات الاستثمارية سحبت 50 مليون دولار من صناديق ومنتجات إيثر في رابع أسبوع على التوالي من نزوح التدفقات. وعلى مدار شهر يونيو، خسرت إيثر حوالي 22 من قيمتها مقابل الدولار. لكنها صعدت 5.4 في المائة يوم الاثنين إلى 2091.96 دولار. ومن ناحية أخرى، سجلت صناديق ومنتجات بتكوين سابع أسبوع على التوالي لتدفقات نازحة بلغت قيمتها الإجمالية 1.3 مليون دولار. ومنذ بداية العام بلغت التدفقات الخارجة من بتكوين حوالي 490 مليون دولار. وأكبر عملة مشفرة في العالم منخفضة 8.4 في المائة مقابل الدولار منذ بداية يونيو، وبعد أن سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند حوالي 65 ألف دولار في منتصف أبريل (نيسان)، هوت بتكوين حوالي 46 في المائة. وفي الأسواق، قادت العملة الرقمية الشهيرة بتكوين سوق العملات الرقمية إلى الارتفاع خلال تعاملات الثلاثاء، وارتفع سعرها بنسبة 5.5 في المائة ليبلغ 36373 دولار لكل وحدة بتكوين في تعاملات نيويورك. كما ارتفعت القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة في العالم كله بنسبة 5 في المائة تقريبا إلى 1.44 تريليون دولار بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ للأنباء عن موقع كوين غريكو المعني بتسعير العملات الرقمية. وفي واحدة من أخطر الضربات الحكومية لسوق العملات الرقمية قررت بريطانيا الأحد حظر شركة بينانس ماركتس ليمتد التابعة لشركة تجارة العملات الرقمية العالمية بينانس. كما أعلنت منصة هوبي إحدى أشهر منصات العملات الرقمية في الصين أنه تم حظر تعامل مستخدمي العملات الرقمية في سوق المشتقات المالية بالصين. وتقول بلومبرغ إن المضاربين في سوق العملات المشفرة يشيرون غالبا إلى تزايد الإجراءات الرقابية الرسمية ضد هذه العملات باعتباره إشارة إلى نضج هذه السوق. وفي المقابل، تعمل سوق الأسهم الألمانية على توسيع نطاق أعمالها في الأصول الرقمية بشكل كبير. وأعلنت البورصة الألمانية «دويتشه بورزه» الثلاثاء أن مجموعة «داكس» تستحوذ على حصة أغلبية الثلثين في شركة «كريبتو فاينانس إيه جي»، ومقرها سويسرا. ويتردد أن مشغل منصة التداول في فرانكفورت يستثمر في ذلك مبلغا في نطاق «معتدل» مكون من ثلاثة أرقام بالفرنك السويسري. ولم تُجب المجموعة عن الأسئلة المتعلقة برقم أكثر دقة للسعر. وتأسست شركة «كريبتو فاينانس إيه جي» عام 2017، وتقدم خدمات تداول واستثمار للعملاء من المؤسسات والمهنيين في مجال الأصول الرقمية، والتي تشمل أيضا العملات المشفرة مثل «بيتكوين». ويتوقع الشركاء أن تكتمل الصفقة بحلول الربع الأخير من عام 2021.
الانتخاب الرئاسي... خطوة أولى لإنقاذ لبنان من أزمته الاقتصاديةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/5099239-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A9-%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-%D9%84%D8%A5%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B0-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%AA%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9
الانتخاب الرئاسي... خطوة أولى لإنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية
الكرسي الرئاسي الشاغر في «قصر بعبدا» بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون (رويترز)
منذ عام 2019، يشهد لبنان واحدة من أشد الأزمات الاقتصادية والمالية في تاريخه الحديث... أزمة تجاوزت نطاق الاقتصاد لتؤثر بشكل حاد في جميع جوانب الحياة، فقد أثقلت هذه الأزمة كاهل المواطن اللبناني، وأغرقت البلاد في دوامة من انهيار شامل للنظامين المالي والاقتصادي، بعد أن فقدت العملة المحلية أكثر من 95 في المائة من قيمتها. ونتيجة لذلك، تفشى التضخم بشكل غير مسبوق مع ارتفاع أسعار السلع والخدمات إلى مستويات قياسية، في حين قفزت معدلات الفقر والبطالة بشكل دراماتيكي.
وفي خضم هذا الواقع المأساوي، شلّت الصراعات السياسية الحادة مؤسسات الدولة، فقد تعمقت الانقسامات إلى حد أن الحكومة أصبحت عاجزة عن اتخاذ خطوات حاسمة لمعالجة الأزمة جذرياً. ومع تفاقم الأوضاع، أضافت الحرب الأخيرة مع إسرائيل عبئاً جديداً على لبنان، مخلّفة خسائر بشرية ومادية هائلة قدّرها «البنك الدولي» بنحو 8.5 مليار دولار، وزادت من تعقيد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، فقد بات من الصعب تصور أي إمكانية لاحتواء أعبائها في غياب انتخاب رئيس للجمهورية.
المنصب الرئاسي والمأزق الاقتصادي
المنصب الرئاسي، الذي لا يزال شاغراً منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، يحمل للفائز به قائمة طويلة من التحديات الاقتصادية والمالية المتراكمة، التي باتت تهدد بنية الدولة وكيانها. فقد أدى غياب هذا المنصب إلى تعطيل عملية تشكيل الحكومة، مما جعل الدولة غير قادرة على التفاوض بجدية مع الجهات الدولية المانحة التي يحتاج إليها لبنان بقوة لإعادة إحياء اقتصاده، مثل «صندوق النقد الدولي» الذي يشترط إصلاحات اقتصادية ومالية جذرية مقابل أي دعم مالي يمكن أن يوفره.
وعليه؛ فإن انتخاب رئيس جديد للجمهورية يمثل أولوية ملحة ليس فقط لاستعادة الثقة المحلية والدولية، بل أيضاً ليكون مدخلاً أساسياً لبدء مسار الإصلاحات التي طال انتظارها.
ومن بين أبرز هذه التحديات، ملف إعادة الإعمار، الذي تُقدر تكلفته بأكثر من 6 مليارات دولار، وفق موقع «الدولية للمعلومات»، وهو عبء مالي ضخم يتطلب موارد هائلة وجهوداً استثنائية لتأمين التمويل اللازم.
لكن عملية إعادة الإعمار ليست مجرد عملية تقنية لإصلاح البنية التحتية أو ترميم الأضرار، بل هي اختبار حقيقي لقدرة الدولة على استعادة مكانتها وتفعيل دورها الإقليمي والدولي. وفي هذا السياق، تبرز الحاجة الملحة إلى رئيس يتمتع برؤية استراتيجية وشبكة واسعة من العلاقات الدولية، وقادر على استخدام مفاتيح التواصل الفعّال مع الدول المانحة والمؤسسات المالية الكبرى. فمن دون قيادة سياسية موحدة تتمتع بالصدقية، فستبقى فرص استقطاب الدعم الخارجي محدودة، خصوصاً أن الثقة الدولية بالسلطات اللبنانية تعرضت لاهتزاز كبير في السنوات الأخيرة بسبب سوء الإدارة وغياب الإصلاحات الهيكلية.
فرصة محورية لإحداث التغيير
كما يأتي انتخاب رئيس للجمهورية يوم الخميس بوصفه فرصة محورية لإحداث تغيير في مسار الأزمات المتراكمة التي يعاني منها لبنان، والتي تفاقمت بشكل حاد خلال عام 2024؛ بسبب الصراعات المتصاعدة والأزمة الاقتصادية الممتدة.
ومع انكماش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة -5.7 في المائة خلال الربع الرابع من 2024، انعكست التداعيات السلبية بوضوح على الاقتصاد، فقد تراجعت معدلات النمو بشكل كبير منذ عام 2019، ليصل الانخفاض التراكمي إلى أكثر من 38 في المائة عام 2024، مقارنة بـ34 في المائة خلال العام السابق عليه. وتزامن هذا التدهور مع تصعيد الصراع في الربع الأخير من 2024، مما أضاف آثاراً إنسانية مدمرة، مثل النزوح الجماعي والدمار واسع النطاق، وبالتالي أدى إلى خفض إضافي في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 6.6 في المائة بحلول منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2024. وكان قطاع السياحة، الذي يمثل أحد أعمدة الاقتصاد اللبناني، من بين الأشد تضرراً، فقد تراجعت عائداته لتتحول من فائض إلى عجز بنسبة -1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي عام 2024.
منصب حاكم «المصرف المركزي»
كذلك يمثل هذا الحدث محطة مهمة لإصلاح المؤسسات اللبنانية، بما في ذلك معالجة الشغور في المناصب القيادية التي تُعد ركيزة أساسية لاستقرار البلاد. ومن بين هذه المناصب، حاكم «مصرف لبنان» الذي بقي شاغراً منذ انتهاء ولاية رياض سلامة في 31 يوليو (تموز) 2023، على الرغم من تعيين وسيم منصوري حاكماً بالإنابة. لذا، فإن تعيين خَلَفٍ أصيل لحاكم «المصرف المركزي» يُعدّ خطوة حاسمة لضمان استقرار النظامين المالي والنقدي، خصوصاً أن «مصرف لبنان» يشكل محوراً رئيسياً في استعادة الثقة بالنظامين المصرفي والمالي للبلاد.
علاوة على ذلك، سيجد الرئيس الجديد نفسه أمام تحدي إصلاح «القطاع المصرفي» الذي يُعدّ جوهر الأزمة الاقتصادية. فملف المصارف والمودعين يتطلب رؤية شاملة لإعادة هيكلة القطاع بطريقة شفافة وعادلة، تُعيد ثقة المودعين وتوزع الخسائر بشكل منصف بين المصارف والحكومة والمودعين. ومع إدراج لبنان على «اللائحة الرمادية» وتخلفه عن سداد ديونه السيادية، تصبح هذه الإصلاحات ضرورية لاستعادة العلاقات بالمؤسسات المالية الدولية، واستقطاب التمويل اللازم، ومنع إدراج لبنان على «اللائحة السوداء». ناهيك بورشة إصلاح القطاع العام وترشيده وتفعيله، فتكلفة مرتَّبات القطاع العام مرتفعة جداً نسبةً إلى المعايير الدولية. فعلى مرّ السنين، شكّل مجموع رواتب وتعويضات القطاع العام لموظفي الخدمة الفعلية والمتقاعدين (وعددهم نحو 340 ألفاً) نحو 40 في المائة من إجمالي نفقات الموازنة، الأمر الذي شكّل عبئاً فادحاً على مالية الدولة والاقتصاد عموماً.
آمال اللبنانيين في قيادة جديدة
وسط هذه الأزمات المتشابكة، يعوّل اللبنانيون على انتخاب رئيس جديد للجمهورية لفتح نافذة أمل على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. فمن المأمول أن يسعى الرئيس المقبل، بدعم من حكومة فاعلة، إلى إعادة بناء الثقة الدولية والمحلية، واستعادة الاستقرار السياسي، وهما شرطان أساسيان لوقف التدهور الاقتصادي وتحفيز النمو. فاستعادة قطاع السياحة؛ الرافعة الأساسية للاقتصاد اللبناني، على سبيل المثال، تتطلب تحسين الأوضاع الأمنية وتعزيز الثقة بلبنان بوصفه وجهة آمنة وجاذبة للاستثمارات. وهذه الأمور لن تتحقق إلا بوجود قيادة سياسية قادرة على تقديم رؤية استراتيجية واضحة لإعادة الإعمار وتحقيق الإصلاحات الضرورية. وبالنظر إلى العجز المستمر في الحساب الجاري والانخفاض الكبير في الناتج المحلي الإجمالي، يصبح نجاح الرئيس الجديد في معالجة هذه الملفات عاملاً حاسماً لإنقاذ لبنان من أزمته العميقة، وإعادة توجيه الاقتصاد نحو التعافي والنمو المستدام.