«قوات سوريا الديمقراطية» تشن هجمات رداً على قصف حقل العمر

TT

«قوات سوريا الديمقراطية» تشن هجمات رداً على قصف حقل العمر

شنت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) أمس سلسلة هجمات احترازية في محيط المواقع العسكرية التي تعرضت لاستهداف صاروخي بالقرب من قاعدة حقل العمر النفطي بريف محافظة دير الزور شرق سوريا، في وقت قال الكولونيل وين ماروتو الناطق باسم التحالف الدولي إن القوات الأمريكية في سوريا تعرضت لهجوم صاروخي دون وقوع إصابات أو أضرار، فيما أعلن «مجلس منبج العسكري» المتحالف مع قوات «قسد» تدمير دبابة تابعة للجيش التركي شمال مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي.
وقال المركز الإعلامي لـقوات «قسد» في بيان نشر على حسابها الرسمي، عن تنفيذ عدة عمليات احترازية في المناطق المحيطة بقاعدة حقل العمر منعاً لأي تحركات قد تقوم بها خلايا تنظيم «داعش» الإرهابي، بعد تعرض قواعد لها متقدمة لمحاربة خلايا التنظيم بريف دير الزور الشرقي مساء الاثنين الثلاثاء الماضي لهجمات صاروخية خطيرة.
وأكد القيادي فرهاد شامي مدير المركز الإعلامي لقوات «قسد»: «في تمام الساعة 19:45 من مساء الاثنين تعرضت قواعدنا بريف دير الزور لهجمات صاروخية خطيرة، الأضرار اقتصرت على الخسائر المادية فقط».
وكانت قاعدة التحالف الدولي في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، تعرضت مساء الاثنين الماضي لقصف صاروخي وقالت صفحات إخبارية وحسابات محلية إن طائرات مسيرة للتحالف الدولي قصفت بعد الهجوم مباشرةً قواعد ومواقع عسكرية تابعة لفصائل موالية لإيران على الضفة الغربية لنهر الفرات، وأظهرت اللقطات أصوات راجمات صواريخ وقذائف نارية تطلق من قاعدة العمر باتجاه الضفة الثانية من النهر.
في السياق أعلن المتحدث باسم عملية العزم الصلب للتحالف الدولي ضد «داعش» الكولونيل واين ماروتو، في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي بموقع تويتر: «أن القوات المسلحة للولايات المتحدة في سوريا، خلال تعرضها لقصف صاروخي، ودفاعاً عن النفس، أطلقت نيران مدفعية مضادة للبطاريات على المواقع التي انطلقت منها الصواريخ»، مضيفاً أن الهجوم: «وقع عند تمام الساعة 19:44 بالتوقيت المحلي، ويجري حالياً تقييم الأضرار».
ويأتي الهجوم على قاعدة حقل العمر عقب قصف جوي أمبلاكي على مواقع تابعة لفصائل الحشد الشعبي العراقي الموالية لإيران بريف منطقة البوكمال شرقاً على الحدود بين سوريا والعراق المجاور، وذكر نشطاء وحسابات محلية أن مناطق محافظة دير الزور جنوب نهر الفرات وشرقه شهدت استنفاراً أمنياً وعسكرياً وتحركات للقوات النظامية والقوات الموالية الحليفة، كما سمع دوي انفجارات في مدينة الميادين.
الى ذلك أعلن «مجلس منبج العسكري» المتحالف مع قوات «قسد» تدمير دبابة عسكرية تابعة للجيش التركي في قرية الجات بريف منبج الشمالي، تزامنت مع تقدم الجيش التركي وفصائل الجيش الحر الموالية لها نحو القرية والمناطق الخاضعة لسيطرة الأولى، وقال شرفان درويش الناطق الرسمي لـ«مجلس منبج» أن أهالي المنطقة: «أخلوا منازلهم وممتلكاتهم تحت تأثير ضربات الأسلحة الثقيلة التابعة لمدفعية الاحتلال التركي، والتي استهدفتهم وأدت إلى تدمير العديد من المنازل الأمر الذي دفع الأهالي الى الهروب»، وأشار الى استمرار هجمات الجيش التركي باستهداف قريتي «هوشرية» و «الجات» بقذائف الهاون، وتابع قائلاً: «القذائف اطلقت من قاعدتها المتمركزة في قرية (قيراطه) شمال شرقي مدينة منبج، وشاركت فصائل سورية تدعمها تركيا قامت أيضاً بقصف القريتين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة».



انقلابيو اليمن متهمون ببيع الكتب المدرسية في السوق السوداء

عناصر حوثيون يزورون مطابع الكتاب المدرسي الخاضعة لهم في صنعاء (فيسبوك)
عناصر حوثيون يزورون مطابع الكتاب المدرسي الخاضعة لهم في صنعاء (فيسبوك)
TT

انقلابيو اليمن متهمون ببيع الكتب المدرسية في السوق السوداء

عناصر حوثيون يزورون مطابع الكتاب المدرسي الخاضعة لهم في صنعاء (فيسبوك)
عناصر حوثيون يزورون مطابع الكتاب المدرسي الخاضعة لهم في صنعاء (فيسبوك)

انقضى الأسبوع الأول منذ بدء العام الدراسي في مناطق سيطرة الحوثيين، من دون حصول عشرات الآلاف من التلاميذ على كتب المنهج الدراسي، بسبب قيام قادة الجماعة في قطاع التربية والتعليم ببيع الكتب في السوق السوداء لجني الأموال والإنفاق على برامج التطييف والمجهود الحربي.

وأفادت مصادر تربوية في صنعاء بأن قادة الحوثيين المسؤولين عن قطاع التعليم حولوا أرصفة الشوارع في العاصمة المختطفة ومدن أخرى إلى سوق سوداء لبيع المناهج في وقت يشكو فيه أولياء الأمور من عدم حصول أبنائهم على الكتب المقررة.

يعجز كثير من الآباء اليمنيين عن توفير الكتب الدراسية من السوق السوداء (الشرق الأوسط)

واتهمت المصادر قيادات انقلابية يتصدرهم يحيى الحوثي شقيق زعيم الجماعة الحوثية والمعين وزيراً للتربية والتعليم في الحكومة غير المعترف بها، بالضلوع في عملية المتاجرة العلنية بالعملية التعليمية وبالكتاب المدرسي ومستقبل الطلبة في اليمن.

وأجرت «الشرق الأوسط» جولة في بعض شوارع صنعاء ووثقت بعضا من مظاهر انتشار بيع الكتاب المدرسي، سواء عبر باعة أرصفة أو في نقاط بيع رسمية تابعة للانقلابيين.

تعليم بلا منهج

يؤكد عبد الله، وهو عامل في محل تجاري في صنعاء، أنه اضطر بعد انتظار دام أسبوعاً كاملاً دون أن يحصل ثلاثة من أبنائه على مناهج التعليم، إلى الخروج لأحد الشوارع القريبة من منزله بحي مذبح شمال صنعاء لشراء الكتب لأطفاله.

وعبر عبد الله في حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن شعوره بالصدمة أثناء معرفته أن سعر الكتاب الواحد يصل في السوق السوداء إلى 1000 ريال يمني (نحو دولارين)، ما يعني أنه بحاجة إلى مبلغ كبير حتى يتمكن من توفير جميع الكتب لأبنائه الذي يدرسون في الصفوف، الثالث والخامس والسادس الابتدائي.

مناهج دراسية تباع على الأرصفة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء (الشرق الأوسط)

وأوضح أن أطفاله لا يزالون يواصلون تعليمهم في مدرسة حكومية بالحي دون كُتب، بعد أن عجز عن توفيرها لهم من السوق السوداء، نظراً لأسعارها المرتفعة، معبراً عن شكواه من استمرار المماطلات من قبل إدارة المدارس الخاضعة للجماعة فيما يخص تأمين الكتب المدرسية للطلبة.

وأثار الإفراغ الحوثي المتعمد لمخازن مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء ومدن أخرى من مناهج التعليم وبيعها في السوق السوداء موجة غضب واسعة في أوساط الناشطين الحقوقيين والمغردين اليمنيين.

وتداول ناشطون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي صوراً تظهر انتشار كميات من الكتب المدرسية على أرصفة كثير من الشوارع في المحتلة صنعاء.

جريمة أخلاقية

اتهم ياسر، وهو اسم مستعار لناشط تربوي في صنعاء، الجماعة الحوثية بتعمد عدم توزيع الكتاب المدرسي على الطلبة في المدارس، في مقابل قيامها بشكل يومي بالتوزيع المجاني لملازم مؤسس الجماعة حسين الحوثي، حيث تجبر الطلبة على قراءتها سعيا لتفخيخ عقولهم.

وطالب ياسر كافة المنظمات الدولية المعنية بدعم التعليم بوقف الدعم المقدم للجماعة الحوثية ووضع حد لعبثها وانتهاكاتها المتكررة بحق العملية التعليمية واستغلالها للكتاب المدرسي وبيعه في الأسواق السوداء.

وفي تعليق له، قال الناشط الإعلامي الموالي للحوثيين مجدي عقبة إن اتخاذ الجماعة من الكتاب المدرسي سلعة تباع على الأرصفة وفي نقاط بيع تم تخصيصها للغرض «جريمة وفضيحة أخلاقية بامتياز». لافتاً إلى إصرار الجماعة على تحويل مؤسسات الدولة الخدمية إلى شركات ربحية.

ومنذ الانقلاب والاستيلاء على مؤسسات الدولة، سعت الجماعة الحوثية جاهدة إلى تحويل كافة المؤسسات في قطاع التربية والتعليم من مؤسسات خدمية مجانية وفقاً للدستور والقوانين النافذة، إلى مؤسسات استثمارية ربحية تصب إيراداتها في جيوب وأرصدة قياداتها، بدءاً من تأجير أسطح وأسوار المدارس، وليس انتهاءً ببيع الكتاب المدرسي في السوق السوداء.