بلينكن: القوات الأجنبية ستغادر ليبيا «قريباً»

عناصر مسلحة تحمل العلمين التركي والليبي فى طرابلس (ارشيفية - رويترز)
عناصر مسلحة تحمل العلمين التركي والليبي فى طرابلس (ارشيفية - رويترز)
TT

بلينكن: القوات الأجنبية ستغادر ليبيا «قريباً»

عناصر مسلحة تحمل العلمين التركي والليبي فى طرابلس (ارشيفية - رويترز)
عناصر مسلحة تحمل العلمين التركي والليبي فى طرابلس (ارشيفية - رويترز)

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مقابلة صحافية نشرت اليوم الثلاثاء، إن القوات الأجنبية سترحل قريبا عن ليبيا.
وقال بلينكن لصحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية اليومية، ردا على سؤال عن القوات الروسية والتركية في ليبيا، إن القوات الأجنبية سترحل قريبا وإن العملية ستستغرق بعض الوقت.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد قال الأسبوع الماضي إن الانتخابات هي السبيل الوحيد لضمان تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا.
وفي ختام محدثات عقدت في برلين الأسبوع الماضي، قالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش اليوم الأربعاء إن القوى الدولية أحرزت تقدما فيما يتعلق بإخراج المقاتلين الأجانب من البلاد
واستهدف اجتماع اليوم الأربعاء في برلين إحراز تقدم في إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية الأخرى من ليبيا بعد شهور من دعوة وقف إطلاق النار إلى انسحابهم وكذلك بخصوص بحث الخطوات ذات الصلة بتأمين الانتخابات المزمعة في ديسمبر (كانون الأول).
وقالت المنقوش في مؤتمر صحافي بعد المحادثات إنها تأمل في انسحاب المرتزقة من جانبي الصراع في الأيام المقبلة، دون أن تذكر تفاصيل.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن تركيا وروسيا، وهما تدعمان طرفين متناحرين في ليبيا، توصلتا إلى تفاهم مبدئي للعمل على سحب 300 من المرتزقة السوريين من كل جانب.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إنه يعتقد أن هناك تفاهما بين تركيا وروسيا على سحب تدريجي لمقاتليهما. وأضاف «هذا لا يعني أن الجميع سيخرجون مرتزقتهم بين عشية وضحاها».
واجتمع موفدون ليبيون أمس الاثنين في سويسرا في مستهل محادثات مدتها أربعة أيام تديرها الأمم المتحدة وتهدف إلى تهيئة الظروف القانونية المواتية لإجراء الانتخابات المقررة في ديسمبر (كانون الأول) والتي يأملون أن تكون بداية «عهد جديد» في البلاد.
ويشارك نحو 75 موفدا في المناقشات الجارية في جنيف حيث يأملون في الاتفاق على قواعد دستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة يوم 24 ديسمبر.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا يان كوبيش إن من المؤسف أن القضية لم تحسم، مضيفا أن المغادرة دون حل ليست «خياراً» بالنظر إلى الجدول الزمني.
واتفقت الفصائل المتحاربة على هدنة منذ أكتوبر (تشرين الأول) ووافقت جميعها على حكومة وحدة وطنية انتقالية وعلى إجراء انتخابات.
ومع ذلك تثور الشكوك في الجلسات الخاصة حول مدى التزام كل طرف في حين ما زال العديد من الجماعات المسلحة تمارس نفوذا على الأرض مما قد يقوض نزاهة الانتخابات. وأبدى العديد من المشاركين تفاؤلهم لدى بدء المحادثات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».