الجيش اليمني يكبّد الحوثيين خسائر كبيرة في مأرب والجوف

العميد مجلي: جبهتا الكسارة والمشجح كانتا الأكثر اشتعالاً

عناصر من الجيش اليمني في إحدى جبهات القتال بمحافظة مأرب (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش اليمني في إحدى جبهات القتال بمحافظة مأرب (أ.ف.ب)
TT

الجيش اليمني يكبّد الحوثيين خسائر كبيرة في مأرب والجوف

عناصر من الجيش اليمني في إحدى جبهات القتال بمحافظة مأرب (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش اليمني في إحدى جبهات القتال بمحافظة مأرب (أ.ف.ب)

أفادت مصادر يمنية عسكرية بأن قوات الجيش والمقاومة الشعبية تصدت خلال الأيام الأخيرة لنحو 50 هجوماً حوثياً على امتداد خط النار في محافظتي مأرب والجوف، وهو الأمر الذي كبد الميليشيات المهاجمة عشرات من القتلى والجرحى.
وفي حين قالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات تحاول منذ أمس (الاثنين) ترتيب صفوفها، على أثر الخسائر التي تكبدتها بفعل المعارك وضربات طيران تحالف دعم الشرعية، أفاد المتحدث باسم الجيش اليمني، العميد عبده مجلي، باستعادة كثير من المواقع، مؤكداً أن جبهتي «الكسارة» و«المشجح» (غرب مأرب) كانتا الأكثر اشتعالاً.
وأشار مجلي، في إيجاز لوسائل الإعلام أمس، إلى أن الجيش والمقاومة الشعبية يواصلون العمليات الدفاعية والهجومية ضد ميليشيات الحوثي المتمردة في مختلف جبهات القتال.
وأوضح أن العمليات خلال الأيام الماضية حققت السيطرة على الأرض، وحررت مواقع مهمة، كما أنها أفشلت التسللات والهجمات العدائية للميليشيات الانقلابية في جبهات مأرب (صرواح والكسارة وهيلان والمشجح والمخدرة والجدعان وجبل مراد والعبدية وذنة وماس ورغوان).
وأضاف أن «جبهتي الكسارة والمشجح» كانتا أكثر الجبهات اشتعالاً، حيث تحول الجيش فيهما من الأعمال الدفاعية إلى الأعمال القتالية الهجومية التي استهدفت مجاميع الميليشيات، وأوقعت فيها خسائر بشرية ومادية. كما أنها أفشلت الهجمات المعادية، واستطاع الجيش تحرير موقعين حاكمين مكناه من السيطرة النارية على امتداد مواقع الميليشيات، وقطع طرق إمدادها.
وعن طبيعة المعارك في الجبهتين، قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية إن عناصر الجيش أحبطوا كل محاولات التسلل التي نفذتها مجاميع الميليشيات، وإن هذه المجاميع «إما قتلت أو أصيبت أو تم القبض عليها»، وإن جثث الحوثيين كانت متناثرة على امتداد المناطق والشعاب التي تدور فيها المعارك.
وبيَّن العميد مجلي أن الدفاعات الجوية للجيش دمرت طائرتين مسيرتين متفجرتين في منطقة الكسارة، كان الهدف منهما استهداف المدنيين والأعيان المدنية، كما أنها دمرت طائرة أخرى في جبهة صرواح. وتابع قائلاً: «شهدت جبهة صرواح هي الأخرى معارك بطولية وعمليات عسكرية، باستدراج العناصر الحوثية إلى كمائن محكمة سقطت على أثرها تلك العناصر بين قتيل وجريح، فيما لاذ من بقي منها بالفرار».
وأشار مجلي إلى العمليات الأخرى التي نفذها الجيش، والمعارك التي شهدتها جبهات جنوب مأرب وشمالها الغربي، في جبهات رغوان وماس، وقال: «نفذ الجيش الوطني هجمات معاكسة ضد الميليشيات الانقلابية، أسفرت عن خسائر بشرية تقدر بعشرات القتلى والجرحى. واستعاد الجيش أسلحة خفيفة ومتوسطة وكميات من الذخائر المتنوعة». واستطرد: «في جبهة رغوان، نفذت وحدات من الجيش والمقاومة الشعبية هجوماً مضاداً في منطقة العيرف، شمال شرقي وادي حلحلان، ضد العناصر الحوثية المتسللة التي وقعت بين قتيل وجريح، وتمت استعادة أسلحة وذخائر متنوعة، كما تم إفشال محاولات أخرى في جبهة العبدية، جنوب المحافظة».
إلى ذلك، أشاد العميد مجلي بطيران تحالف دعم الشرعية، لدوره الفعال في تدمير القدرات الحوثية الانقلابية، وقال: «خلال الأسبوع المنصرم، نفذ الطيران المقاتل عشرات الغارات الجوية الدقيقة المحكمة في جبهات صرواح والمشجح والكسارة وماس ورغوان، وتم استهداف دبابتين و3 مدرعات، كما استهدفت 15 عربة قتالية، إلى جانب استهداف مواقع وتحصينات وأرتال وتعزيزات الميليشيات الحوثية».
وفي محافظة الجوف المجاورة، شهدت الجبهات عمليات عسكرية، منها جبهة الخنجر (شمال المحافظة) التي نفذ فيها الجيش عمليات إغارة ناجحة، حقق من خلالها تقدمات ومكاسب ميدانية، بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وفي جبهة النضود، قال مجلي إن قوات الجيش «نفذت هجوماً مباغتاً، تم من خلاله تدمير قدرات الميليشيات الحوثية، وسقوط كثير من عناصرها بين قتيل وجريح، إضافة إلى تدمير آليات وعدد من العربات القتالية، وما عليها من أسلحة وذخائر، بالتزامن مع غارات جوية استهدفت ثكنات وتجمعات وعربات للجماعة الانقلابية».
وعن سير العمليات الأخرى في محافظات الضالع وتعز والحديدة والبيضاء، أفاد مجلي بأن الجيش والمقاومة قضوا على محاولات التسلل والهجمات للميليشيات في مختلف هذه الجبهات.
وقال إن «الفرق الهندسية التابعة للجيش والمقاومة في محافظة الحديدة تمكنت من تفكيك وانتزاع شبكة من الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية بالقرب من مطاحن البحر الأحمر بالحديدة. كما أتلفت 149 صندوقاً تضم 1.4 مليون صاعق تفجير تم ضبطها وهي في طريقها إلى مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية». وأفاد مجلي بأن قوات الجيش في محافظة الضالع «صدت هجمات وتسللات للميليشيات الحوثية في جبهة الفاخر غرب قعطبة، وألحقت بها الخسائر الفادحة في الأرواح والمعدات، حيث دارت المعارك في محيط تلة عثمان والجب وحبيل العبدي والمناطق المجاورة، وأجبرت القوات العناصر الحوثية على التراجع والفرار».
وفي محافظة البيضاء، حيث جبهة ناطع، قال العميد مجلي إن قوات الجيش الوطني «أفشلت هجمات وتسللات الميليشيات الحوثية التي حاولت التسلل باتجاه جبل القرحاء، وتمكنت من إلحاق الخسائر الفادحة بها في الأرواح والمعدات».
واتهم متحدث الجيش اليمني الميليشيات الحوثية بأنها «تواصل تصعيدها وتعنتها وصلفها، ورفضها لكل مساعي إحلال السلام وإنهاء الانقلاب، وارتهانها الكامل لمطامع إيران».
ووصف العميد مجلي تصعيد الميليشيات بإطلاق الصواريخ الباليستية والطيران المسير المتفجر، بصورة متعمدة ممنهجة في استهداف المدنيين، بـ«أنها أعمال مدانة ترقى إلى جرائم الحرب، ولا تسقط بالتقادم»، وقال إنها «لن تمر دون عقاب أو محاسبة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

المشرق العربي جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في مدينة الحديدة للتعبئة القتالية (فيسبوك)

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

بعد أن أخضعت العشرات منهم لدورات تدريبية تعبوية، منعت الجماعة الحوثية إعلاميين وصحافيين وناشطين حقوقيين في محافظة الحديدة اليمنية (223 كلم غرب صنعاء) من العمل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي جرافة حوثية تهدم محلاً تجارياً في إحدى المناطق التابعة لمحافظة الضالع (فيسبوك)

اعتداءات مسلحة أثناء تحصيل الحوثيين جبايات في الضالع

يتهم سكان محافظة الضالع اليمنية الجماعة الحوثية بارتكاب ممارسات إجرامية خلال تحصيل إتاوات تعسفية وغير قانونية من الباعة والتجار والسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

أشهر عدد من المنظمات المحلية، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، شبكة لحماية الحريات الصحافية في اليمن التي تتعرّض لانتهاكات عديدة يتصدّر الحوثيون قائمة مرتكبيها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».