«الإدارة الذاتية» في شرق الفرات تنتظر مزيداً من اللقاحات

لتسريع حملة التطعيم

مخيم «العريشة» جنوب الحسكة (الشرق الأوسط)
مخيم «العريشة» جنوب الحسكة (الشرق الأوسط)
TT

«الإدارة الذاتية» في شرق الفرات تنتظر مزيداً من اللقاحات

مخيم «العريشة» جنوب الحسكة (الشرق الأوسط)
مخيم «العريشة» جنوب الحسكة (الشرق الأوسط)

قال مسؤول طبي في «الإدارة الذاتية» شمال شرقي سوريا إن برنامج التطعيم ضد فيروس «كورونا» سيتسارع بوتيرة كبيرة في الأسابيع المقبلة مع توقعات بوصول المزيد من جرعات اللقاحات، في وقت نقلت مسؤولة الإعلام في «منظمة الصحة العالمية» العمل على ضمان استمرار حملات التطعيم ضد فيروس «كورونا»، فيما أطلقت «اللجنة الدولية للصيب الأحمر» خطة عاجلة لتوزيع مياه الشرب في محافظة الحسكة بعد توقف مضخة العلوك بريف المدينة.
وقال الدكتور جوان مصطفى رئيس هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية، إن خطة التطعيم في مناطق نفوذ الإدارة شملت في مرحلتها الأولى تطعيم العاملين في الخطوط الأمامية لمواجهة الوباء وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، إلى جانب حملات تطعيم في مخيمات «الهول» و«روج» و«نوروز» الواقعة أقصى شمال شرقي البلاد، ولدى حديثه أكد أن حملات التطعيم استهدفت غالبية مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، وبلغ عدد الذين تلقوا تطعيم التلقيح حتى اليوم نحو 7 آلاف توزعوا بين ثلاثة فئات، «الأولى الطواقم الطبية والصحية والثانية كبار السن فوق 55 عاماً، أما الفئة الثالثة فكانوا من أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة التي قد تتوفى جراء الإصابة بالوباء».
وانطلقت حملات التلقيح في مناطق الإدارة بداية شهر مايو (أيار) الماضي، وسجلت هيئة الصحة 18490 إصابة بالجائحة بينها 763 حالة وفاة و1865 حالة تماثلت للشفاء، وتعاني المنطقة أساساً من نقص طبي حاد فرضه انتشار فيروس «كورونا» مع تدني نظام الرعاية الصحية وخروج العديد من المستشفيات عن الخدمة جراء الحرب الدائرة منذ 10 سنوات.
وتسلمت مناطق الإدارة 23 ألف جرعة لقاح من منظمة الصحة، وأكد مصطفى أن المنظمة وعدت أن ترسل دفعة ثانية من اللقاحات بداية الشهر المقبل، «كل شخص يتم تطعيمه يحتاج الى جرعتين، ما يعني أن هذا العدد يكفي فقط لـ11 ألف شخص، وهناك وعود من منظمة الصحة بإرسال المزيد من الجرعات بداية شهر يوليو (تموز) المقبل».
وتعليقاً على موعد إرسال دفعات ثانية من اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا»، أخبرت إيناس همام مسؤولة الإعلام والاتصال في مكتب سوريا بـ«منظمة الصحة العالمية»، في إفادة صحافية أن وصول الدفعة الثانية يعتمد على العديد من العوامل، «بما في ذلك توافر اللقاح في السوق العالمية والقدرة على التصنيع والشراء والاستثمار في التسليم»، وشددت على أنهم يبذلون قصارى جهدهم لضمان استمرار حملات التطعيم ضد الجائحة في بلد يشهد حرباً منذ سنوات، ولفتت قائلة: «نعمل مع شركائنا في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والتحالف من أجل اللقاحات (غافي)، والتحصين لتسريع تسليم الدفعة الثانية من اللقاحات إلى سوريا بالوقت المناسب بموجب آلية كوفاكس».
إلى ذلك واستجابةً للنقص الحاد في كميات المياه القادمة من محطة علوك بريف مدينة رأس العين لمواجهة وباء «كورونا»، أعلنت «اللجنة الدولية للصيب الأحمر» و«منظمة الهلال الأحمر العربي السوري» خطة عاجلة لتوزيع المياه في مناطق مدينة الحسكة وريفها مرتين يومياً، من خلال صهاريج المياه المتنقلة ونقاط تم تحديدها عبر صفحتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي لتوزيع المياه الصالحة للشرب.
وتغذي محطة العلوك محافظة الحسكة ومدنا وبلدات رئيسية تتبع لها تضم أكثر من مليون نسمة و120 ألف نازح ولاجئ يقطنون 3 مخيمات مكتظة وعشرات من مراكز الإيواء. وتشكو منظمات إنسانية دولية ومحلية تعمل في المنطقة من أن بدائل ضخ المياه من محطة مياه العلوك غير كافية، حيث تقوم بتوزيع المياه عبر الصهاريج بشكل متقطع، لكنها تستغرق وقتاً طويلاً، وناشدت «الصليب الأحمر الدولية» كل الأطراف المنخرطة في الصراع إلى الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني، وتحييد المنشآت الخدمية والمدنية وعلى رأسها المياه والكهرباء، من دائرة الصراعات.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.