حملة في الكونغرس للسيطرة على موارد «حماس»

معسكر صيفي للأطفال في غزة نظمته كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة «حماس» (إ.ب.أ)
معسكر صيفي للأطفال في غزة نظمته كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة «حماس» (إ.ب.أ)
TT

حملة في الكونغرس للسيطرة على موارد «حماس»

معسكر صيفي للأطفال في غزة نظمته كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة «حماس» (إ.ب.أ)
معسكر صيفي للأطفال في غزة نظمته كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة «حماس» (إ.ب.أ)

تتزامن زيارة الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين إلى واشنطن، ولقاؤه عدداً من المشرعين، مع موجة من التحركات في الكونغرس الأميركي الداعية إلى الضغط على حركة حماس، والسيطرة على مواردها المالية.
فبعد أن رفض كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جيم ريش، الإفراج عن جزء من المساعدات الأميركية لقطاع غزة، تخوفاً من وصولها إلى أيدي الحركة، دفع ديمقراطيون وجمهوريون في مجلس النواب باتجاه إقرار مشروع قانون يهدف إلى محاصرة «حماس» مادياً عبر معاقبة كل مَن يدعمها. وطرح المشرعون في هذا الإطار مشروع قانون بعنوان «منع التمويل الدولي لحماس» لفرض عقوبات ضد الأشخاص والوكالات والحكومات التي تساعد «حماس»، أو مجموعات مسلحة أخرى في قطاع غزة كـ«الجهاد الإسلامي».
وبدأ قلق طارحي المشروع يتنامى في ظل تقارير أفادت بتصاعد في التبرعات بالعملة الرقمية (بيتكوين)، إلى حركة «حماس» بعد أحداث غزة. إذ أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الحركة التي صنفتها الولايات المتحدة تنظيماً إرهابياً في عام 1997، شهدت تزايداً في التبرعات الرقمية من دون تحديد قيمة المبلغ الإجمالي الذي وصل إليها.
ويدعو مشروع القانون المطروح الذي يحظى بدعم 50 نائباً من الحزبين على الأقل حتى الساعة، الإدارة الأميركية إلى تقديم تقرير سنوي للكونغرس يعرض «الأشخاص أو الوكالات أو الدول التي تقدم الدعم المادي وتمول حركة حماس أو الجهاد الإسلامي أو أي تنظيمات تابعة لهما». كما يلزم الرئيس الأميركي، في حال إقراره، بفرض عقوبات على هذه المجموعات مع تقديم استثناءات مرتبطة بالمساعدات الإنسانية كالغذاء والدواء والمعدات الطبية.
ويقول أحد عرابي المشروع النائب الديمقراطي جوش غوتيمير إن «هذا القانون سيقوي من نظام العقوبات الهادف إلى إضعاف هذه المجموعات الإرهابية التي تهدد حليف الولايات المتحدة إسرائيل، وتعرقل السلام وتزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط».
وحذر غوتيمير من التهديد المتزايد الذي تشكله حركة حماس، مشيراً إلى «الهجمات التي نفذتها بآلاف الصواريخ» خلال أحداث غزة الأخيرة.
ودعا طارحو المشروع زملاءهم في المجلس إلى إقرار المشروع، مذكرين بقانون مماثل مرره مجلس النواب السابق للسيطرة على حركة حماس وداعميها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.