بوريطة يناقش مع بلينكن في روما تطورات الوضع في ليبيا والشرق الأوسط

شدد على أهمية تخصيص الجهود لمواجهة خطاب «داعش» المتطرف

وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة (إ.ب.أ)
وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة (إ.ب.أ)
TT

بوريطة يناقش مع بلينكن في روما تطورات الوضع في ليبيا والشرق الأوسط

وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة (إ.ب.أ)
وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة (إ.ب.أ)

بحث وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» الذي عقد اليوم (الاثنين) في روما، مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، بما في ذلك الوضع في ليبيا والشرق الأوسط.
ويأتي هذا اللقاء بعد آخر اتصال جمع بين المسؤولين في 30 أبريل (نيسان) الماضي، والذي نوّه فيه الطرفان بالشراكة الاستراتيجية الصلبة والدائمة، القائمة بين المملكة المغربية والولايات المتحدة منذ عقود.
وفي ما يخص الوضع في منطقة الساحل، أشاد بلينكن «بالدور الذي يضطلع به المغرب في تحقيق الاستقرار في منطقة موسومة بالاضطراب».
من جهة أخرى، قال بوريطة إن المجموعات الإرهابية التي تنشط في القارة الأفريقية أظهرت استعدادها للتعاون مع شبكات الجريمة المنظمة والمجموعات الانفصالية.
وذكر خلال افتتاح الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي المناهض لـ«داعش» أن «هذا التوجه ينبغي مراقبته بانتباه لأنه يتغلغل في عمق السكان المحليين، ويستغل الحدود المليئة بالفجوات، للتنقل بحرية وتجنيد المقاتلين».
وأشار الوزير المغربي إلى أن «ربع معدل العنف الإرهابي في العالم يحدث في أفريقيا؛ حيث تنشط الجماعات الإرهابية في نصف الدول الأفريقية».
وبعد تأكيده ضرورة ممارسة أقصى قدر من الضغط على الكيان الإرهابي، رحّب بوريطة بدعم التحالف لبلدان المنطقة في مجالين جوهريين، هما تجميع وحماية أدلة ميدان المعركة والأمن الشامل الضروري للحدود. وقال: «ما زلنا على استعداد لدعم هذه الجهود ومشاطرة خبراتنا، ولا سيما مجال الأمن وتدبير الحدود».
وشدد على أهمية تخصيص أكبر مقدار من الجهود، لمواجهة خطاب «داعش» المتطرف، الذي يغذي التجنيد عبر جميع أنحاء العالم، معرباً عن التزام المغرب «بالمساهمة في هذا الجهد من خلال تجربته الفريدة».
تجدر الإشارة إلى أن التحالف الدولي المناهض لـ«داعش»، أُنشئ في العام 2014، بهدف هزيمة هذه الجماعة الإرهابية. وهو يضم اليوم 83 دولة ومنظمة دولية.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».