استهداف قاعدة أميركية في ريف دير الزور

رتل من الآليات العسكرية الأميركية يتحرك بالقرب من مدينة القامشلي السورية (رويترز)
رتل من الآليات العسكرية الأميركية يتحرك بالقرب من مدينة القامشلي السورية (رويترز)
TT

استهداف قاعدة أميركية في ريف دير الزور

رتل من الآليات العسكرية الأميركية يتحرك بالقرب من مدينة القامشلي السورية (رويترز)
رتل من الآليات العسكرية الأميركية يتحرك بالقرب من مدينة القامشلي السورية (رويترز)

قال متحدث عسكري أميركي إن قوات أميركية في سوريا تعرضت لهجوم بعدة صواريخ، اليوم الاثنين، لكن التقارير الأولية لم تشر إلى أي إصابات.
وذكر الكولونيل وين ماروتو المتحدث باسم التحالف الذي يقاتل تنظيم «داعش» في العراق وسوريا في تغريدة على «تويتر» أن الهجوم وقع الساعة 7:44 بالتوقيت المحلي وأنه يجري حالياً تقييم الأضرار. ولم يتطرق إلى الجهة التي يحتمل أن تكون قد نفذت الهجوم.
وسقطت قذائف مدفعية في «حقل العمر» النفطي ومساكن الحقل بريف دير الزور الشرقي؛ الذي تتخذه القوات الأميركية قاعدة عسكرية لها، ما أدى إلى وقوع خسائر مادية واحتراق سيارات كانت في الموقع المستهدف.
وأفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الميليشيات الإيرانية في منطقة غرب الفرات استهدفت (الاثنين) القاعدة الأميركية من مواقعها في ريف دير الزور.
وفي سياق ذلك، حلّقت طائرات الاستطلاع التابعة للقوات الأميركية و«التحالف الدولي» في أجواء المنطقة، وفقاً للمرصد.
يأتي ذلك بعد ساعات من استهداف القوات الأميركية لمواقع وتجمعات تلك الميليشيات الموالية لإيران عند الحدود السورية العراقية.
وقُتل عدد من عناصر الفصائل المدعومة من إيران في الغارات الجوية الأميركية التي استهدفت مواقعهم، الأحد.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الاثنين)، إن الولايات المتحدة اتخذت إجراء ضرورياً ومناسباً ومدروساً عندما شنت الضربات الجوية التي استهدفت الفصائل المدعومة من إيران في العراق وسوريا، موجهة رسالة قوية ومهمة.
وشدد بلينكن على أن الضربات يجب أن تمثّل رسالة «قوية» لردع المقاتلين الموالين لإيران عن مواصلة استهداف القوات الأميركية. وقال: «آمل أن تكون الرسالة التي بعثتها ضربات الليلة الماضية وصلت، وأن تردع أي خطوات مستقبلية». وأضاف: «توجه هذه الخطوة للدفاع عن النفس وللقيام بما يلزم لمنع أي هجمات أخرى، رسالة مهمة وقوية» إلى الفصائل المستهدفة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.