بيلاروسيا تعلق مشاركتها في الشراكة الشرقية ضمن الاتحاد الأوروبي

الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو (أ.ف.ب)
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو (أ.ف.ب)
TT

بيلاروسيا تعلق مشاركتها في الشراكة الشرقية ضمن الاتحاد الأوروبي

الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو (أ.ف.ب)
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو (أ.ف.ب)

أعلنت بيلاروسيا، اليوم الاثنين، تعليق مشاركتها في الشراكة الشرقية ضمن الاتحاد الأوروبي الهادفة إلى تحقيق تقارب بين الأوروبيين والجمهوريات السوفياتية السابقة، احتجاجاً على العقوبات التي فُرضت عليها بعد اعتراضها طائرة مدنية.
وقالت وزارة الخارجية البيلاروسية في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية: «لا نستطيع الوفاء بالتزاماتنا بموجب هذا الاتفاق في غمرة العقوبات والقيود التي فرضها الاتحاد الأوروبي»، لافتة إلى أنها بدأت «بتنفيذ آلية التعليق».
في المقابل، ندد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بقرار بيلاروسيا تعليق مشاركتها في المبادرة رداً على العقوبات التي فرضت عليها إثر تحويلها مسار طائرة ركاب. وكتب ميشال على «تويتر»: «اتّخذت بيلاروسيا خطوة أخرى إلى الوراء اليوم عبر تعليق مشاركتها في الشراكة الشرقية»، مضيفاً أن من شأن قرار مينسك أن «يصعد التوتر».
وفرض الأوروبيون مزيداً من العقوبات على مينسك بسبب قمعها حركة احتجاج واسعة بدأت مع إعادة انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشنكو في أغسطس (آب) 2020.
وأعلنت الخارجية البيلاروسية أيضاً استدعاء سفيرها لدى الاتحاد الأوروبي «للتشاور» و«دعوة» رئيس البعثة الأوروبية في بيلاروسيا للعودة إلى بروكسل «ليبلغ مسؤوليه الطابع غير المقبول للضغوط والعقوبات».
واعتبرت مينسك أن تعليق الشراكة الشرقية التي أُطلقت عام 2009 مع ست دول «سيؤثر سلباً في العلاقة مع الاتحاد الأوروبي على صعيد مكافحة الهجرة غير القانونية والجريمة المنظمة». كذلك، سيمنع المسؤولين الأوروبيين الذين شاركوا في صوغ العقوبات على بيلاروسيا من دخول أراضيها، وفق المصدر نفسه.
وأضافت الخارجية أن «بيلاروسيا تواصل إعداد إجراءات مضادة أخرى وخصوصاً ذات طابع اقتصادي... نأمل أن يكون مسؤولو الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء مدركين للطابع المدمر والعبثي لأي مقاربة عدائية في العلاقات» مع مينسك.
وتم إبلاغ هذه الإجراءات إلى رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في بيلاروسيا ديرك شويبل الذي استدعي إلى وزارة الخارجية.
ويأتي الرد البيلاروسي بعد رزمة أخيرة من العقوبات الاقتصادية والفردية تبناها الأوروبيون وبدأ تنفيذها الأسبوع الفائت. وقد استهدفت مسؤولين كباراً في بيلاروسيا ورجال أعمال إضافة إلى قطاعات حيوية مثل البوتاس والنفط والتبغ.
وأطلق الاتحاد الأوروبي الشراكة الشرقية مع بيلاروسيا وأوكرانيا ومولدافيا وأرمينيا وأذربيجان عارضاً توثيق العلاقات الاقتصادية والسياسية مقابل إصلاحات.
وترى أوكرانيا وجورجيا أن هذا الاتفاق يمهد لانضمامهما إلى الاتحاد، لكن المسؤولين الأوروبيين لم يسبق أن أطلقوا وعوداً في هذا المعنى.
وأكد الاتحاد الأوروبي على الدوام أن هذه الشراكة لا تهدف إلى توسيع نفوذه، لكن روسيا اعتبرتها تدخلاً في منطقتها.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».