بلينكن: الضربات الجوية وجهت رسالة قوية للفصائل المدعومة من إيران

صورة من التلفزيون السوري تُظهر الدخان يتصاعد نتيجة الضربات الجوية الأميركية على الحدود السورية العراقية (أ.ف.ب)
صورة من التلفزيون السوري تُظهر الدخان يتصاعد نتيجة الضربات الجوية الأميركية على الحدود السورية العراقية (أ.ف.ب)
TT

بلينكن: الضربات الجوية وجهت رسالة قوية للفصائل المدعومة من إيران

صورة من التلفزيون السوري تُظهر الدخان يتصاعد نتيجة الضربات الجوية الأميركية على الحدود السورية العراقية (أ.ف.ب)
صورة من التلفزيون السوري تُظهر الدخان يتصاعد نتيجة الضربات الجوية الأميركية على الحدود السورية العراقية (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الاثنين)، إن الولايات المتحدة اتخذت إجراء ضرورياً ومناسباً ومدروساً عندما شنّت ضربات جوية استهدفت فصائل مدعومة من إيران في العراق وسوريا، موجهة رسالة قوية ومهمة.
وقال بلينكن للصحافيين في روما: «اتخذنا إجراء ضرورياً ومناسباً ومدروساً يهدف للحد من مخاطر التصعيد، وكذلك لتوجيه رسالة ردع واضحة لا لبس فيها»، حسبما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
وشدد على أن الضربات يجب أن تمثل رسالة «قوية» لردع المقاتلين الموالين لإيران في سوريا والعراق عن مواصلة استهداف القوات الأميركية. وقال: «آمل أن تكون الرسالة التي بعثتها ضربات الليلة الماضية وصلت، وأن تردع أي خطوات مستقبلية». وأضاف: «توجه هذه الخطوة للدفاع عن النفس وللقيام بما يلزم لمنع أي هجمات أخرى، رسالة مهمة وقوية» إلى الفصائل المستهدفة.
وأعلن البنتاغون أن ثلاث منشآت عسكرية (اثنتان في سوريا وواحدة في العراق) تستخدمها فصائل موالية لإيران استهدفت ليل الأحد الاثنين. وأشار إلى أن المنشآت التي استهدفتها الضربات «تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران تشارك في هجمات بطائرات بلا طيار ضد أفراد ومنشآت أميركية في العراق».
ولدى سؤاله في روما بشأن إن كانت الولايات المتحدة تحمّل إيران مسؤولية الهجمات، رد بلينكن بالقول إن «عدداً من المجموعات التي تورطت في الهجمات الأخيرة هي ميليشيات مدعومة من إيران».
وكانت الضربات التي تمت في المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق الثانية التي يأمر بها الرئيس الأميركي جو بايدن، رداً على الهجمات التي تستهدف قوات بلاده في العراق.
وقُتل عدد من عناصر فصائل مدعومة من إيران في الغارات الجوية الأميركية التي استهدفت مواقعهم على الحدود السورية العراقية، الأحد.
ونددت الحكومة العراقية، اليوم (الاثنين)، بالضربة الجوية الأميركية، وقالت إنها ستدرس كل الخيارات القانونية لمنع تكرارها. وعقد مجلس الوزراء برئاسة مصطفى الكاظمي اجتماعاً أمنياً طارئاً اليوم بعد الضربات الجوية الأميركية التي وصفها بأنها انتهاك لسيادة العراق. ويعد ذلك انتقاداً نادراً لإجراء أميركي من جانب حكومة الكاظمي، الذي حاول تحجيم نفوذ الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران. ويقول مسؤولون عراقيون إنهم يريدون تجنّب التورط في تصعيد متبادل بين واشنطن وطهران.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.