«فيولكوم» المشترك لإنتاج وقود أنظف وأكثر كفاءة

منذ ما يقرب من 10 سنوات، تعمل «أرامكو» ومركز «كاوست» للاحتراق النظيف معاً على تطوير تقنيات ثورية تغيير قواعد اللعبة وترسم مستقبل وقود النقل الفعال. ويستعد مشروعهما التعاوني المتمثل في برنامج «فيولكوم» لتقليل الانبعاثات من وقود النقل، في وقت تظل فيه محركات الاحتراق الداخلي قيد الاستخدام على نطاق واسع، بل ويزداد الطلب عليها.
من المتوقع، وبحلول عام 2035، أن يرتفع عدد سيارات الركاب التي تجوب طرقات العالم إلى 2 مليار (من 1.3 مليار حالياً). فيما يتعين، في الفترة الزمنية ذاتها، خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية بأكثر من النصف، وصولاً إلى صافي صفر انبعاثات بحلول عام 2050، تُظهر التوقعات أن غالبية السيارات ستظل تستخدم محركات الاحتراق حتى عام 2040 على الأقل. ويعتقد برنامج «فيولكوم» أن محركات الاحتراق الداخلي المتقدمة الفعالة تعد - على الأمد القصير إلى المتوسط - الطريقة الأكثر كفاءة في تقليل ثاني أكسيد الكربون. وفي حين تتوسع تدريجياً خيارات النقل البديلة المنخفضة أو الصفرية، مثل السيارات الكهربائية، فإن أبحاث «فيولكوم» تظل مطلوبة.
وفي المرحلة الثالثة، يتبع برنامج «فيولكوم» الآن مسارين بحثيين رئيسيين: تغيير كيمياء الوقود من خلال تصميم منتجات وقود جديدة مثل «Aramco Mech»؛ وإعادة التفكير في تصميمات المحركات من خلال تعزيز كفاءتها. وقد ركزت أبحاث الوقود على تطوير محركات اشتعال بضغط البنزين تشتعل بسرعة أقل من الديزل وتنتج مستويات أقل بكثير من الهباب وانبعاثات أكاسيد النيتروجين. لذا، فقد ركزت أبحاث المحركات على منع ما يسمى «الضربة القاضية» التي تعد عاملاً رئيسياً يحد من كفاءة محركات السيارات، حيث تترجم هذه التقنيات إلى انبعاثات كربونية أقل، والمزيد من الأميال لكل غالون.
وإضافة إلى جعل الوقود أنظف وأكثر كفاءة مع تحسين محرك الاحتراق الداخلي، يضع برنامج «فيولكوم» أيضاً مساراً جديداً لكل صناعات النقل، بما في ذلك السيارات، والبواخر، والطائرات. إذ إن أبحاثه تعزز فهم العالم لاحتراق الوقود الهيدروكربوني، وتؤثر على تصميم المحرك في المستقبل.
يضع هذا التعاون «كاوست» و«أرامكو» في طليعة الباحثين عن تقنيات رائدة تحافظ على القدرة التنافسية الاقتصادية والبيئية لوقود النقل المشتق من النفط مستقبلاً.
ويقول أحمد الخويطر رئيس قسم التكنولوجيا في شركة «أرامكو»، «على مدار ما يقرب من عقد من الزمان، ساعدت نتائج أبحاث مركز الاحتراق النظيف في (كاوست) على تسريع تطوير تقنياتنا الرائدة مثل اشتعال ضغط البنزين. وبفضل ما يتمتع به المركز من إمكانات بحثية حديثة، تمكنا من تطوير تركيبات وقود متقدمة يمكنها تحسين كفاءة محركات الاحتراق الداخلي وتقليل الانبعاثات».