مفوضية الانتخابات العراقية تؤكد غلق باب الترشيح

«حقوق الإنسان» تتحدث عن حرمان 1.5 مليون مواطن من المشاركة

TT

مفوضية الانتخابات العراقية تؤكد غلق باب الترشيح

أكدت مفوضية الانتخابات العراقية، أمس، قرار مجلس المفوضين السابق الذي اتخذه في الأول من مايو (أيار) الماضي، القاضي بإغلاق باب التقديم نهائيا أمام الراغبين بالترشيح للانتخابات النيابية العامة المقررة في 10 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
في الأثناء، تحدثت مفوضية حقوق الإنسان المستقلة في العراق، عن أن أكثر من مليون ونصف ناخب، سيحرمون من المشاركة في الانتخابات؛ لعدم وجود أسمائهم لغاية الآن في سجل الناخبين. ويتنافس أكثر من 3500 مرشح لشغل 329 مقعدا نيابيا في الانتخابات المقبلة.
وشددت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات خلال مؤتمرها الصحافي الأسبوعي، أمس، على أن «باب الترشح للانتخابات النيابية المقبلة، أغلق نهائيا في 1 - 5 - 2021 حيث إن القانون يمنع بعد هذا التاريخ انتقال أي مرشح من دائرة إلى أخرى أو من حزب أو تحالف إلى آخر».
ونفت المفوضية نفياً قاطعاً ما تتداوله بعض وسائل الإعلام من إمكانية بقاء باب التسجيل مفتوحا أمام المرشحين، ورأت أن ذلك «مدعاة لزعزعة ثقة الناخبين بالعملية الانتخابية».
وطبقا لقرار مجلس المفوضين المصوت عليه بالإجماع، فإن الإعلان النتائج الأولية سيتم خلال 24 ساعة لعملية الاقتراع (العامّ والخاصّ) وبعد الانتهاء من عمليات الفرز والعدّ الإلكتروني واليدوي للمحطّات التي سيتمّ اختيارها من كلّ مركز اقتراع. وتؤكد المفوضية أنه وفي «حال وجود اختلاف في نتائج الفرز والعدّ اليدوي عن النتائج الإلكترونية بنسبة 5 في المائة يصار إلى الفرز والعدّ اليدوي لجميع محطّات مراكز الاقتراع في البناية ذاتها».
وإذا ما نجحت المفوضية في قرار المتعلق بإعلان النتائج خلال الوقت المذكور، فستكون المرة الأولى التي تعلن فيها النتائج بوقت قياسي، حيث تعثرت عمليات إعلان النتائج النهائية في الدورات البرلمانية الأربع الماضية وتأخرت في بعضها إلى أكثر من 30 يوما.
وستجرى الانتخابات المقبلة للمرة الأولى وفق نظام الدوائر المتعددة في كل محافظة بعد أن كانت تجرى وفق نظام الدائرة الواحدة، أو نظام «سانت ليغو» الانتخابي.
ويتوقع أن تقوم المفوضية، خلال شهر يوليو (تموز)، بتنفيذ أولى عمليات المحاكاة الثلاث للتصويت العام والخاص للتأكد من دقة وسرعة الأجهزة الإلكترونية الانتخابية وإمكانية إرسال النتائج بيسر من المحطات وتسلّمها في المكتب الوطني من خلال الموظفين المختصين في لجنة المحاكاة بالتعاون مع شركة «ميرو» الكورية وبإشراف الشركة الألمانية الفاحصة وبحضور فريق الأمم المتحدة للمساعدة الانتخابية وفريق دولي.
وصادق مجلس المفوضين مؤخرا، على الأعداد النهائية لمراكز الاقتراع العام وبلغت (8273) مركزا، وعلى محطات الاقتراع العام البالغ عددها (55.041) محطة.
وتشير إحصاءات المفوضية إلى وجود (24.029.927) ناخبا في سجل الناخبين، وضمنهم المواليد الجدد (2001.2002.2003) والبالغ عددهم (988.435) ناخباً.
وكان مجلس المفوضية، استبعد قبل أيام، عدداً من المرشحين بقرارات غير باتة بناءً على ما ورد من جهات التحقق عن أهلية المرشح وعلى النحو الآتي، 5 مرشحين بناء على ما ورد من هيئة النزاهة الاتحادية، و5 مرشحين لعدم صحة الوثائق الدراسية بناءً على ما ورد من وزارتي التربية والتعليم العالي فضلاً عن استبعاد 17 مرشحاً لعدم تقديمهم وثيقة دراسية أو استكمال وثائق التقديم، إضافة إلى 5 مرشحين عسكريين يعملون في وزارة الدفاع، و40 مرشحاً وفق كتاب من مديرية تحقيق الأدلة الجنائية.
ويجيز قانون مجلس المفوضين للمستبعدين الطعن أمام الهيئة القضائية للانتخابات. وكذلك يعطي المجلس الحق للأحزاب والتحالفات السياسية في استبدال مرشحيها خلال ثلاثة أيام من تاريخ التبليغ بالاستبعاد على أن يتم إعادة المرشح المستبعد بدل المرشح البديل في حالة حصوله على حكم لصالحه من الهيئة القضائية المختصة.
من جهة أخرى، قالت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، إن أكثر من 1.5 مليون ناخب، سيحرمون من المشاركة في الانتخابات؛ لعدم وجود أسمائهم لغاية الآن في سجل الناخبين. وأوضح عضو المفوضية فاضل الغراوي في بيان، أمس، أن «حق الانتخاب دستوري ويجب على الحكومة حمايته وتهيئة كافة السبل لممارسته من قبل الناخب». وأضاف أن «مليون وخمسمائة ألف ناخب من مواليد 2001 - 2003 لن يستطيعوا المشاركة بالانتخابات؛ بسبب عدم وجود أسمائهم لغاية الآن في سجل الناخبين، وعدم حصولهم على بطاقات بايومترية أو بطاقات قصيرة الأمد». وطالب الغراوي، بـ«اتخاذ إجراءات عاجلة لشمول هذه الشرائح وتزويدهم بالبطاقة القصيرة الأمد وإدراجهم في سجل الناخبين بغية المحافظة على حقهم الدستوري بالانتخاب».



الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
TT

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)

يتضاعف خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بفعل الحرب الحوثية على الموارد الرئيسية للبلاد، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود، في حين تتزايد الدعوات إلى اللجوء للتنمية المستدامة، والبحث عن حلول من الداخل.

وبينما تتوالي التحذيرات من تعاظم احتياجات السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، تواجه الحكومة اليمنية تحديات صعبة في إدارة الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات للسكان في مناطق سيطرتها، خصوصاً بعد تراجع المساعدات الإغاثية الدولية والأممية خلال الأشهر الماضية، ما زاد من التعقيدات التي تعاني منها بفعل توقف عدد من الموارد التي كانت تعتمد عليها في سد الكثير من الفجوات الغذائية والخدمية.

ورجحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة حدوث ارتفاع في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن في ظل استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، حيث لا تزال العائلات تعاني من التأثيرات طويلة الأجل للصراع المطول، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الكلية السيئة للغاية، بينما تستمر بيئة الأعمال في التآكل بسبب نقص العملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وانخفاض قيمة العملة والتضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وبحسب توقعات الأمن الغذائي خلال الستة أشهر المقبلة، فإنه وبفعل الظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض فرص كسب الدخل المحدودة، ستواجه ملايين العائلات، فجوات مستمرة في استهلاك الغذاء وحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد واسعة النطاق على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) أو حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.

انهيار العملة المحلية أسهم مع تراجع المساعدات الإغاثية في تراجع الأمن الغذائي باليمن (البنك الدولي)

يشدد الأكاديمي محمد قحطان، أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، على ضرورة وجود إرادة سياسية حازمة لمواجهة أسباب الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى أن عائدات صادرات النفط والغاز كانت تغطي 70 في المائة من الإنفاق العام في الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهميتها في تشغيل مؤسسات الدولة.

ويضيف قحطان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن وقف هذه الصادرات يضع الحكومة في حالة عجز عن الوفاء بالتزاماتها، بالتضافر مع أسباب أخرى منها الفساد والتسيب الوظيفي في أهم المؤسسات الحكومية، وعدم وصول إيرادات مؤسسات الدولة إلى البنك المركزي، والمضاربة بالعملات الأجنبية وتسريبها إلى الخارج، واستيراد مشتقات الوقود بدلاً من تكرير النفط داخلياً.

أدوات الإصلاح

طبقاً لخبراء اقتصاديين، تنذر الإخفاقات في إدارة الموارد السيادية ورفد خزينة الدولة بها، والفشل في إدارة أسعار صرف العملات الأجنبية، بآثار كارثية على سعر العملة المحلية، والتوجه إلى تمويل النفقات الحكومية من مصادر تضخمية مثل الإصدار النقدي.

توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

ويلفت الأكاديمي قحطان إلى أن استيراد مشتقات الوقود من الخارج لتغطية حاجة السوق اليمنية من دون مادة الأسفلت يكلف الدولة أكثر من 3.5 مليار دولار في السنة، بينما في حالة تكرير النفط المنتج محلياً سيتم توفير هذا المبلغ لدعم ميزان المدفوعات، وتوفير احتياجات البلاد من الأسفلت لتعبيد الطرقات عوض استيرادها، وأيضاً تحصيل إيرادات مقابل بيع الوقود داخلياً.

وسيتبع ذلك إمكانية إدارة البنك المركزي لتلك المبالغ لدعم العرض النقدي من العملات الأجنبية، ومواجهة الطلب بأريحية تامة دون ضغوط للطلب عليها، ولن يكون بحاجة إلى بيع دولارات لتغطية الرواتب، كما يحدث حالياً، وسيتمكن من سحب فائض السيولة النقدية، ما سيعيد للاقتصاد توازنه، وتتعافى العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سيسهم في استعادة جزء من القدرة الشرائية المفقودة للسكان.

ودعا الحكومة إلى خفض نفقاتها الداخلية والخارجية ومواجهة الفساد في الأوعية الإيرادية لإحداث تحول سريع من حالة الركود التضخمي إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة البيئة الطاردة للاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين، مع الأهمية القصوى لعودة كل منتسبي الدولة للاستقرار داخل البلاد، وأداء مهاهم من مواقعهم.

الحكومة اليمنية تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لوقف حصار تصدير النفط (سبأ)

ويؤكد مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة باتت تدرك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية، مثل تسرب الكثير من أموال المساعدات الدولية والودائع السعودية في البنك المركزي إلى قنوات لإنتاج حلول مؤقتة، بدلاً من استثمارها في مشاريع للتنمية المستدامة، إلا أن معالجة تلك الأخطاء لم تعد سهلة حالياً.

الحل بالتنمية المستدامة

وفقاً للمصدر الذي فضل التحفظ على بياناته، لعدم امتلاكه صلاحية الحديث لوسائل الإعلام، فإن النقاشات الحكومية الحالية تبحث في كيفية الحصول على مساعدات خارجية جديدة لتحقيق تنمية مستدامة، بالشراكة وتحت إشراف الجهات الممولة، لضمان نجاح تلك المشروعات.

إلا أنه اعترف بصعوبة حدوث ذلك، وهو ما يدفع الحكومة إلى المطالبة بإلحاح للضغط من أجل تمكينها من الموارد الرئيسية، ومنها تصدير النفط.

واعترف المصدر أيضاً بصعوبة موافقة المجتمع الدولي على الضغط على الجماعة الحوثية لوقف حصارها المفروض على تصدير النفط، نظراً لتعنتها وشروطها صعبة التنفيذ من جهة، وإمكانية تصعيدها العسكري لفرض تلك الشروط في وقت يتوقع فيه حدوث تقدم في مشاورات السلام، من جهة ثانية.

تحذيرات من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد (أ.ف.ب)

وقدمت الحكومة اليمنية، أواخر الشهر الماضي، رؤية شاملة إلى البنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات القائمة لتتوافق مع الاحتياجات الراهنة، مطالبةً في الوقت ذاته بزيادة المخصصات المالية المخصصة للبلاد في الدورة الجديدة.

وكان البنك الدولي توقع في تقرير له هذا الشهر، انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 2 في المائة العام الماضي، بما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج الحقيقي.

ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي، وفقاً للبنك الدولي، بسبب استمرار الحصار الذي فرضته الجماعة الحوثية على صادرات النفط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات المالية للحكومة بنسبة 42 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وترتب على ذلك عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

وأبدى البنك قلقه من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والإنسانية.