تونس تواجه انتشار السلالات المتحورة

سجلت أعلى حصيلة إصابات يومية

عنبر عناية مكثفة لمرضى «كورونا» في تونس (أ.ف.ب)
عنبر عناية مكثفة لمرضى «كورونا» في تونس (أ.ف.ب)
TT

تونس تواجه انتشار السلالات المتحورة

عنبر عناية مكثفة لمرضى «كورونا» في تونس (أ.ف.ب)
عنبر عناية مكثفة لمرضى «كورونا» في تونس (أ.ف.ب)

كشفت وزارة الصحة التونسية عن تسجيل 90 حالة وفاة جديدة جراء فيروس «كورونا»، وأكدت بلوغ عدد الإصابات الجديدة 4664 إصابة في أعلى حصيلة يومية، وذلك من مجموع 13117 تحليلا مخبريا، وهو ما مثل نسبة 35.5 في المائة من الحالات الإيجابية.
ونتيجة لتفاقم الوضع الوبائي وانتشار السلالات المتحورة في تونس، وارتفاع عدد المقيمين في المستشفيات إلى نحو 3 آلاف مصاب، فقد بلغ العدد الإجمالي للوفيات منذ ظهور الوباء حدود 14579 وفاة. وبلغ معدل الوفيات في الأسبوع الماضي 82 حالة وفاة يومياً، وتوقعت وزارة الصحة أن العدد سيرتفع في الأيام المقبلة، ويتم تسجيل أكثر من 17 ألف حالة وفاة منذ بدء الجائحة.
ومكنت الحكومة التونسية الولاة والمسؤولين الحكوميين في الجهات، من اتخاذ القرارات الملائمة للوضع الوبائي في ولاياتهم، وتراوحت القرارات إلى حد الآن بين الحجر الصحي الشامل والحجر الموجه وعزل المناطق الموبوءة بالكامل عن بقية مناطق البلاد. وبلغ الوضع الوبائي في تونس درجات غير مسبوقة من الخطورة أمام التفشي المتسارع لفيروس «كورونا» وانتشار السلالات المتحورة من البريطانية والجنوب أفريقية والبرازيلية وسلالة «دلتا» التي تعدّ وفق الخبراء الأخطر والأسرع انتشارا بنسبة 60 في المائة مقارنة بالسلالة البريطانية.
وفي القيروان التي شهدت موجة عدوى قياسية بـ«كورونا»، أطلقت منظمات المجتمع المدني نداء استغاثة دولياً وسط تواصل تدهور الوضع الصحي واتساع دائرة العدوى مع انتشار المتحوّر «دلتا». ووجهت المنظمات والجمعيات نداء إلى المجتمع الدولي والمنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان للتدخل من أجل إيجاد حل ووقف نزيف العدوى بعد أن تم استيفاء قدرة الاستيعاب الممكنة.
ولكسر حلقة العدوى، أقرت السلطات التونسية الحجر الصحي الشامل في عدد من الولايات، شملت زغوان وسليانة والقيروان وباجة. أما بالنسبة للمناطق التي تشهد معدل انتشار مرتفعا جداً، أي أكثر من 400 حالة من كل 100 ألف ساكن، فإن القائمة تضم 11 منطقة في سبع ولايات، وهي منوبة وطبربة من ولاية منوبة ومدينة نابل وجومين من ولاية بنزرت والكاف الشرقية والكاف الغربية وسيدي بوزيد والمكناسي والسعيدة من ولاية سيدي بوزيد وبن قردان من ولاية مدنين ورمادة من ولاية تطاوين.
يشار إلى أن تونس استلمت نحو مليونين و311 ألف جرعة لقاح ضد «كورونا»، ومن المنتظر أن تتسلم مليونا و53 ألف جرعة خلال الشهر المقبل.
ويستمر منع التجول من الساعة العاشرة ليلا الى الخامسة صباحاً، حتى يوم 11 يوليو (تموز) المقبل، علاوة على تطبيق جميع التدابير الوقائية وتراتيب حفظ الصحة والالتزام بارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وغسل اليدين وتهوية الفضاءات.
وتم تكليف الولاة بالإشراف على إبرام ميثاق سلامة مع المنظمات والأطراف المهنية لتعزيز إجراءات التطبيق والمراقبة، إلى جانب تطبيق البروتوكولات الصحية في الأماكن المفتوحة للعموم، خاصة التجارية والفنادق وقاعات الأفراح والمؤتمرات والمقاهي والمطاعم، وتحديد طاقة الاستيعاب في الأماكن الجماعية بـ 50 في المائة في الفضاءات المفتوحة، و30 في المائة في الأماكن المغلقة، علاوة على منع استعمال الشيشة.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.