في ركن مميز بقاعة كبار الزوار بمتحف المركبات الملكية (وسط القاهرة)، يخطف أقْدم هاتف أرضي في مصر، والمصنوع من الذهب والفضة، اهتمام كبار زوار المتحف، لا سيما أنه يؤرخ لدخول الهواتف الأرضية للبلاد عام 1927، بالتزامن مع تدشين أول سنترال لخدمة الاتصالات في «المحروسة»، وهو سنترال «رمسيس»، الذي ما زال قائماً في موقعه نفسه بشارع رمسيس (وسط القاهرة).
ويعود الهاتف الذي يُعرض بقاعة كبار الزوار إلى عهد الملك فؤاد الأول، أحد أشهر ملوك الأسرة العلوية، (1927: 1936)، الذي أجرى من خلاله أول مكالمة هاتفية إيذاناً ببدء عمل السنترال بسعة 10 آلاف خط وقتها تغطي مدينتي القاهرة والإسكندرية فقط، وقد صُنع الهاتف خصيصاً للملك فؤاد الأول في استكهولم بالسويد، وهو من ماركة «أريكسون»، ومصنوع من الذهب والفضة المطلية والأبانوس.
ويعتبر أحمد الصباغ، مدير عام متحف المركبات الملكية، وجود هذا الهاتف النادر بالمتحف «مكسباً مهماً وميزة قوية»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»، «إنه يثير انبهار الزوار من المسؤولين والشخصيات العامة والدبلوماسية، ليس فقط باعتباره تحفة فنية فريدة، بل لأنه أول وأقدم هاتف في مصر ما زال باقياً، ومن بين الذين أبدوا إعجابهم بالهاتف الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات المصري، الذي حرص أيضاً على التقاط العديد من الصور التذكارية بجواره».
قاعة كبار الزوار مخصصة فقط لاستقبال الشخصيات العامة والمسؤولين الرسميين والوفود العربية والأجنبية المصاحبة لهم، بهدف الاستراحة خلال زيارة المتحف، وتضم مجموعة من المقتنيات والقطع النادرة التي تعود لفترة حكم أسرة محمد علي، أبرزها المكتب الخاص بالخديوي إسماعيل، حيث يوضع الهاتف فوق سطح المكتب.
كما تضم القاعة طاقم صالون مذهب يعود أيضاً للخديوي إسماعيل، حيث يستخدم بالوقت الراهن لاستراحة الضيوف، فضلاً عن جهاز «غرامافون» من مُقْتنيات الأميرة فوزية، وما زال الجهاز يعمل عقب صيانته وترميمه، وصندوق موسيقى كان أيضاً من ممتلكات الأميرة فوزية، صُنع في جنيف بسويسرا عام 1875 ميلادية.
وظل هاتف الملك فؤاد الأول محفوظاً بمخزن وزارة السياحة والآثار في المتحف المصري بالتحرير، لمدة 18 عاماً، خلال فترة إغلاق متحف المركبات الملكية، لكن عقب انتهاء مشروع الترميم، وافتتاح المتحف للجمهور في 30 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2020، أعيد الهاتف إلى متحف المركبات.
ويضم متحف المركبات الملكية بحي بولاق أبو العلا (وسط القاهرة) مجموعات نادرة من العربات الملكية التي تعود إلى فترة حكم أسرة محمد علي، ويضم بجانب قاعة كبار الزوار 6 قاعات أخرى مفتوحة للجمهور العام، أبرزها قاعة الأنتيكخانة، وتعرض العربات والمركبات المهداة إلى الأسرة العلوية خلال المناسبات المختلفة، وقاعة الاستقبال، وتضم شاشة عرض سينمائي، يعرض فيها فيلم وثائقي عن فترة حكم أسرة محمد علي، فضلاً عن بعض المقتنيات من قطع الحلي والنياشين، وقاعة الجمالون (الموكب) التي توثق لشكل الشارع خلال العصور الملكية، بينما تعرض قاعة المناسبات الملكية مجموعة من أندر العربات الملكية التي استخدمت في مناسبات رسمية، ومنها العربة الآلاي، التي أهداها الإمبراطور نابليون الثالث وزوجته الإمبراطورة أوجيني للخديوِ إسماعيل أثناء حفل افتتاح قناة السويس عام 1869 ميلادية، وتعرض قاعة الحصان مجموعة نادرة من ملابس الفرسان والعاملين على العربات الملكية، وإكسسوارات مختلفة للخيول الملكية.
أقْدم هاتف في مصر يُبهر كبار زوار «المركبات الملكية»
صُنع خصيصاً للملك فؤاد الأول من الذهب والفضة
أقْدم هاتف في مصر يُبهر كبار زوار «المركبات الملكية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة