غانتس يؤيد إخلاء بؤرة «أفيتار» في الضفة لكن عبر «حوار مع المستوطنين»

طائرة «درون» إسرائيلية تلقي قنابل مسيلة للدموع على فلسطينيين يحتجون على إقامة بؤرة «أفيتار» الاستيطانية في الضفة الغربية أول من أمس (إ.ب.أ)
طائرة «درون» إسرائيلية تلقي قنابل مسيلة للدموع على فلسطينيين يحتجون على إقامة بؤرة «أفيتار» الاستيطانية في الضفة الغربية أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

غانتس يؤيد إخلاء بؤرة «أفيتار» في الضفة لكن عبر «حوار مع المستوطنين»

طائرة «درون» إسرائيلية تلقي قنابل مسيلة للدموع على فلسطينيين يحتجون على إقامة بؤرة «أفيتار» الاستيطانية في الضفة الغربية أول من أمس (إ.ب.أ)
طائرة «درون» إسرائيلية تلقي قنابل مسيلة للدموع على فلسطينيين يحتجون على إقامة بؤرة «أفيتار» الاستيطانية في الضفة الغربية أول من أمس (إ.ب.أ)

أفادت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية بأن وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، يسعى إلى إتمام عملية إخلاء بؤرة «أفيتار» الاستيطانية على جبل صبيح في بلدة بيتا (شمال الضفة الغربية) على جناح السرعة، لكنه يريد أن يتم ذلك عبر «حوار مع المستوطنين» لتجنب اللجوء إلى استخدام القوة والعنف.
وأكدت الإذاعة الإسرائيلية أن عناصر الجيش والشرطة مستعدون لإخلاء البؤرة في أي وقت. وقال مصدر أمني إسرائيلي إنه كان يجب القيام بهذه الخطوة قبل نحو شهر.
وأقام مستوطنون بؤرة «أفيتار» على جبل صبيح (جنوب بيتا) في الثاني من مايو (أيار) الماضي، وانتقل إليها عشرات المستوطنين الذين يقيمون في منازل متنقلة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة في المكان منذ نحو شهرين، خلفت 4 قتلى ومئات الجرحى من بلدة بيتا. ويحاول المستوطنون تثبيت البؤرة بكل الطرق.
واستفسر عضو الكنيست موشيه أربل من غانتس حول وضع الأراضي التي أقيمت عليها البؤرة الاستيطانية، بعد صدور رأي جاء فيه أن بعض هذه الأراضي لم يتم حرثه خلال السنوات الأخيرة، ما قد يجعله بمثابة «أرض أميرية» (حكومية)، وعندها يمكن تنظيم الوضع القانوني للبؤرة، ومنع عملية إخلائها.
وطلب أربل أيضاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، أن يوضح ما إذا كان وزير الجيش مخولاً بإصدار أوامر بإخلاء نقطة استيطانية بمفرده أم أن الأمر يتطلب تدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي.
واتهمت منظمة التحرير الفلسطينية، أمس، المستوطنين باستغلال انشغال المنطقة والعالم بأحداث مدينة القدس، والعدوان على قطاع غزة، لبناء البؤرة الآخذة بالتوسع.
وذكر تقرير أصدره المكتب الوطني للدفاع عن الأرض التابع لمنظمة التحرير أنه «في زمن قصير، ضم المكان أكثر من أربعين مسكناً، بمبادرة من الحركة الاستيطانية (نحالاه)، وبتمويل ومساعدة لوجيستية ومشاركة من عناصر جيش الاحتلال، ودعم مما يسمى المجلس الإقليمي (شومرون). وقد بنيت البؤرة الاستيطانية على أراضي بيتا وقبلان ويتما على تلة كانت في الثمانينيات من القرن الماضي معسكراً لجيش الاحتلال».
وبحسب التقرير، فإن مساحة البؤرة في وضعها الراهن عشرات الدونمات، لكن القائمين على المشروع يخططون للاستيلاء على أرض تقدر مساحتها بنحو 600 دونم.
ويعيش في المكان 42 عائلة، وفي قائمة المعنيين بالانضمام للبؤرة هناك 75 عائلة أخرى. وقد بنيت هذه البؤرة الاستيطانية على بعد 1.6 كلم إلى الشرق من مفترق زعترة قرب نابلس. وفي حسابهم على «فيسبوك»، كتب المستوطنون أن البؤرة الاستيطانية بنيت لتمنع التواصل بين القرى الثلاث قبلان ويتما وبيتا، ولخلق تواصل جغرافي بين مستوطنة «تفوح» غرب مفترق زعترة ومستوطنة «مجداليم» الموجودة على بعد 9 كلم إلى الجنوب الشرقي من المفترق على طريق الغور. أما اسمها «أفيتار» فقد اختار لها المستوطنون الاسم الأول لمستوطن من «يتسهار» القريبة كان قد قُتل في مايو (أيار) 2013. ومنذ تاريخه، جرت في الأعوام 2013 و2016 و2018 ثلاث محاولات لبناء البؤرة الاستيطانية في المكان، غير أنه كان يتم إخلاء «الكرفانات» التي يقيم بها المستوطنون في كل مرة.
وتابع التقرير: «والآن، ومن أجل تبرير إقامة البؤرة الاستيطانية، ومنع تنفيذ تفكيكها، يدور الحديث، حسب أوساط المستوطنين وأوساط حكومية وفي المعارضة، عن أراضٍ قيد المسح تابعة لما يسمى المجلس الإقليمي (شومرون)، أي أراضي دولة، فيما الجميع يعلم أنه عندما بنيت القاعدة العسكرية في المكان، تم إصدار أمر وضع اليد (على أراض خاصة) لاحتياجات عسكرية. هذه المرة وضع في المكان كرفانات وخيام، وذلك بعد بضع ساعات على عملية إطلاق النار على الطلاب الثلاثة من المدرسة الدينية في (إيتمار) في الثاني مايو (أيار) الماضي. وقد تحولت البؤرة إلى مكان يحج إليه المؤيدون، من بينهم حاخام صفد شموئيل الياهو، وحاخام السامرة الياكيم لفنون، وحاخام تفوح شمعون روزنتسفايغ، وأعضاء الكنيست ميكي زوهر (الليكود) وعميحاي شكلي (يمينا)، وأعضاء حركة (بني عكيفا)، ويجري التخطيط لاستضافة جماعية لمئات المؤيدين، بهدف فرضها بصفتها أمراً واقعاً، وتحويلها لاحقاً إلى مستوطنة».
واتهم التقرير إسرائيل بدفع عدد من مشاريع البناء في المستوطنات في الضفة الغربية، في عهد الحكومة الإسرائيلية الجديدة، برئاسة نفتالي بينت، وتتضمن مدارس وكنس لتعليم التوراة، وبناء مجمع تجاري، فضلاً عن وحدات سكنية جديدة في مستوطنة «يتسهار».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.