بوركينا فاسو تمدد حالة الطوارئ 12 شهراً بسبب الهجمات الإرهابية

TT

بوركينا فاسو تمدد حالة الطوارئ 12 شهراً بسبب الهجمات الإرهابية

صوّت برلمان بوركينا فاسو، أول من أمس، على تمديد حال الطوارئ السارية منذ ديسمبر (كانون الأول) 2018، في أقاليم عدّة من هذا البلد الذي يشهد تصاعداً في الهجمات الإرهابية. وسيستمرّ هذا التمديد 12 شهراً، ويبدأ سريانه اعتباراً من 13 يوليو (تموز)، في 14 من أصل 45 إقليماً موزَّعة على ست مناطق تشهد هجمات جهادية دموية بشكل متزايد.
وليل الرابع إلى الخامس من يونيو، هاجم مسلّحون، بينهم «شبّان تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عاماً»، بحسب المتحدث باسم الحكومة، أوسيني تمبورا، منطقة سولهان، في شمال شرقي البلاد، ما أسفر عن مقتل 132 شخصاً على الأقل، وفق الحكومة، و160، بحسب مصادر محلية.
ويُعدّ هذا الهجوم الأكثر دموية منذ بدء العمليات المتطرفة في بوركينا فاسو عام 2015. ودافعت وزيرة العدل، فيكتوريا كيبورا، عن مشروع القانون، وقالت إنّ «حالة الطوارئ أتاحت اعتقال 800 شخص، والمحاكمات ستبدأ في الأيام المقبلة».
وشددت على ضرورة أن «تواصل السلطات الإدارية اتّخاذ إجراءات تتلاءم مع مجالات اختصاصها لفترة طويلة كافية لمحاربة الإرهابيين بشكل فعال، واستعادة وجود الدولة وسلطتها في المناطق المحتلة»، من أجل «السماح تدريجياً بعودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية».
وتمنح حال الطوارئ التي أعلنها رئيس بوركينا فاسو، روش مارك كريستيان كابوري، في ديسمبر 2018، وتمّ تمديدها مراراً، سلطات إضافية لقوات الأمن، بما في ذلك سلطة تنفيذ عمليات تفتيش للمنازل ليلاً ونهاراً. كما يمكن بموجبها تقييد بعض الحريات الأساسية، مثل حرية التنقل أو التجمع.
وتعاني بوركينا فاسو، وهي دولة فقيرة في غرب أفريقيا، من هجمات إرهابية منتظمة منذ ست سنوات، على غرار جارتيها مالي والنيجر.
وخلفت هذه الهجمات المنسوبة إلى جماعات متطرفة أكثر من 1400 قتيل، وأكثر من مليون نازح. وذكرت الأمم المتحدة وحكومة بوركينا فاسو أن المذبحة التي وقعت في شمال شرقي البلاد، وقُتل فيها أكثر من 130 هذا الشهر نفَّذها في الأغلب أطفال بين سن 12 و14 عاماً.
وأغار مسلحون على قرية سولهان في مساء الرابع من يونيو، وفتحوا النار على السكان، وأحرقوا المنازل. وكان ذلك أسوأ هجوم في سنوات بالمنطقة التي تعاني من المتطرفين المرتبطين بتنظيمي «داعش» و«القاعدة». وقال المتحدث باسم الحكومة أوسيني تامبورا إن أغلب المهاجمين كانوا أطفالاً، مما أثار استنكار الأمم المتحدة. وقال منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في بيان أول من أمس (الخميس): «نستنكر بشدة تجنيد الجماعات المسلحة غير الحكومية للأطفال والمراهقين. هذا انتهاك جسيم لحقوقهم الأساسية».
وعلى الرغم من تدخل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقوات مسلحة دولية، فلا تزال هجمات المتطرفين مستمرة دون هوادة في أنحاء منطقة الساحل بغرب أفريقيا، التي تشمل مالي والنيجر المجاورتين.
وقال مسؤولون محليون في شمال بوركينا فاسو، حيث يسيطر المتطرفون على مساحات شاسعة من الأرض، إن الجماعات المتطرفة استخدمت الجنود الأطفال في هجماتها خلال العام الماضي، لكن هجوم هذا الشهر هو أبزر هذه الهجمات.
ويمثل هذا الهجوم انتكاسة جديدة للبلد الفقير الواقع في غرب أفريقيا، الذي يشهد منذ 2018 ارتفاعاً حاداً في الهجمات على المدنيين والجنود. وقالت «اليونيسف» إن المئات لقوا حتفهم، ونزح أكثر من 1.2 مليون، واضطر كثير منهم إلى العيش في مخيمات مؤقتة منتشرة في المناطق القاحلة في الشمال والشرق والوسط. وأُغلقت أكثر من 2200 مدرسة، نحو واحدة من كل عشرة، مما أثر على أكثر من 300 ألف طفل.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».