سيرخيو راموس: أقوى محاربي ريال مدريد يرحل بهدوء

لا يليق بلاعب قدم الكثير للنادي الملكي أن تنتهي مسيرته بمؤتمر صحافي مقتضب يبدو فيه مهزوماً ومنهاراً

راموس وكأس دوري الأبطال بعد الفوز على أتلتيكو مدريد في النهائي بميلان عام 2016 (أ.ب)
راموس وكأس دوري الأبطال بعد الفوز على أتلتيكو مدريد في النهائي بميلان عام 2016 (أ.ب)
TT

سيرخيو راموس: أقوى محاربي ريال مدريد يرحل بهدوء

راموس وكأس دوري الأبطال بعد الفوز على أتلتيكو مدريد في النهائي بميلان عام 2016 (أ.ب)
راموس وكأس دوري الأبطال بعد الفوز على أتلتيكو مدريد في النهائي بميلان عام 2016 (أ.ب)

جاء المدافع الإسباني سيرخيو راموس إلى ريال مدريد لاعباً مراهقاً، ورحل أسطورة كبيرة، بعدما قضى داخل النادي الملكي 16 موسماً، لعب خلالها 671 مباراة، وسجل 101 هدف، وحصل على 4 بطولات لدوري أبطال أوروبا. وفي الحقيقة، يجسد راموس (35 عاماً) هذا النادي بشكل لا مثيل له، لكنه رحل بطريقة لم يخطط لها، بل ربما لم يخطط للرحيل عن هذا النادي على الإطلاق!
وقد كان أول ما قاله تقريباً، في أثناء جلوسه في المؤتمر الصحافي الذي عقد في مركز التدريب بالنادي في فالديباس للمرة الأخيرة: «أود أن أقول إنني لم أرغب أبداً في الرحيل عن ريال مدريد؛ كنت أرغب دائماً في البقاء هنا». وقد تم تنظيم مراسم وداع راموس بشكل قصير، حيث اقتصر الأمر على كلمات وتصريحات قصيرة، وبضع ابتسامات قسرية، وقليل من التصفيق، أمام نحو 20 شخصاً. وكانت الغرفة فارغة تقريباً، إذ لم يكن بها سوى راموس، والمسؤول الإعلامي بالنادي إيميليو بوتراغينيو، والمصور كارلوس كارباخوسا، وجهاز تلفزيون. ولم يحضر رئيس النادي، فلورنتينو بيريز، هذا المؤتمر الصحافي، وهو ما جعل راموس يقول بحدة: «ربما كان من الجيد أن يكون هنا؛ كانت ستتاح له الفرصة للتحدث إذا كان لديكم مزيد من الأسئلة».
ومن الواضح أن بيريز لم يكن يرغب في الظهور علناً في هذه المناسبة، وهناك سؤال يجب طرحه قبل كل شيء: كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ لقد اعترف راموس بأنه أخطأ هذه المرة في أثناء المفاوضات الخاصة بتمديد عقده مع النادي، وأنه لم يدرك ذلك حتى فوات الأوان. ويمكن القول إن أكثر عبارة رددها راموس كانت «الموعد النهائي للرد على العرض المقدم». لقد كان هناك موعد نهائي للرد على العرض، وهو ما لم يلتزم به راموس، وشقيقه وكيل أعماله رينيه، أو ربما لم يعتقدا أن هذا الموعد النهائي سيكون مهماً حقاً بالنسبة للاعب في مكانته. ومن المؤكد أن الأمور لم تكن لتسير بهذه الطريقة في ظروف مختلفة.
ووفقاً لراموس الذي قال في عام 2019 إنه يريد الاعتزال في ريال مدريد حتى لو «لعب مجاناً»، لم يكن الأمر يتعلق بالمال، لكنه كان يتعلق بمدة العقد، فقد عرض عليه النادي عقداً جديداً لمدة عام واحد، مع تقليص راتبه الحالي بنسبة 10 في المائة بسبب التداعيات المالية لفيروس كورونا، لكن راموس كان يريد أن يمتد العقد لمدة عامين من أجل استقرار عائلته. وأشار راموس إلى أن رفض هذا العرض «لم يكن رفضاً نهائياً»، بل كان «جزءاً من المفاوضات». كما اعترف بأنه طلب من ريال مدريد المضي قدماً و«التخطيط من دوني»، لكنه أكد أن ذلك لم يكن إعلان خروج أيضاً، لكنها كانت طريقة للقول إنه «لا أحد أهم من النادي»، ولا حتى هو.
وفي غضون ذلك، تعاقد ريال مدريد مع ديفيد ألابا، وبدأت وسائل الإعلام تتحدث عن اهتمام كثير من الأندية بالتعاقد مع راموس. ولم يقدم ريال مدريد عرضاً ثانياً لراموس الذي لم يشارك في كثير من المباريات في عام 2021 بسبب الإصابة، وتم استبعاده في نهاية المطاف من قائمة منتخب إسبانيا في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020. وبالتالي، لم يكن في موقف قوي، ولم يقدم ريال مدريد عرضاً أفضل، كما توقفت الاتصالات بين الجانبين تقريباً، ولم يكن هناك سوى شعور بعدم الثقة بين الطرفين. وعندما عاد راموس أخيراً إلى ريال مدريد ليقول إنه سيقبل بالعرض المقدم له لعام واحد، كان النادي قد سحب العرض المقدم له لأن الموعد النهائي للرد على العرض كان قد انتهى! من المؤكد أن ريال مدريد كان بإمكانه تقديم العرض مرة أخرى لو كان يرغب في ذلك، وبالتالي فمن المنطقي أن يشك راموس في رغبة النادي من الأساس في التجديد له، لكن الرد كان بارداً للغاية من النادي، حيث قال: «لم يعد العرض مطروحاً على الطاولة؛ لقد انتهى الأمر».
وكانت إذاعة «أوندا سيرو» قد أشارت إلى أن الموعد النهائي لرد راموس على العرض المقدم من ريال مدريد كان في شهر مارس (آذار) الماضي، لكن المدافع الإسباني المخضرم قال: «لم يخبرني أحد بوجود موعد نهائي للرد؛ لقد اعتقدت أنه كان جزءاً من المفاوضات، ولا أعرف لماذا تم وضع موعد نهائي للرد دون إخطاري به. ربما أسأت الفهم، لكنني لم أعرف شيئاً عن هذا الموعد النهائي للرد، وكنت متفاجئاً. لقد قالوا لي إنه لم يعد هناك عرض، وإن الأمر قد انتهى».
وعلى الرغم من أن الطرفين سينفصلان، فقد انهمرت الدموع من راموس بعد أن استعاد ذكريات 16 عاماً قضاها في سانتياغو برنابيو، وقال: «حضرت اليوم الأول مع والدي وشقيقي؛ كنت أبلغ 19 عاماً، مجرد طفل. والآن، لدي عائلتي المذهلة، زوجة وأربعة أطفال»، وأضاف: «وصلت إلى هنا مع عائلتي، وسأتركه مع عائلتي التي كانت دائماً موجودة معي... شكراً لهم لأنهم كانوا إلى جانبي في نجاحاتي وإخفاقاتي. وشكراً لكل شخص حرص على الاحترام، وفي بعض الأوقات على تشجيعي». وأكد: «أود أيضاً أن أشكر الجماهير؛ لسوء الحظ ليس ممكناً بالنسبة لكم الوجود هنا... دائماً سيكون لكم مكان في قلبي».
هكذا، انتهت مسيرة المدافع الإسباني العملاق مع النادي الملكي بعد مسيرة امتدت لـ16 موسماً. لقد بدا الأمر مفاجئاً، لكن كانت هناك بعض المؤشرات على هذا الانفصال. ففي عام 2015، أخبر راموس بيريز بأنه يرغب في الرحيل إلى مانشستر يونايتد، لكن إيكر كاسياس كان قد رحل للتو بطريقة مؤلمة، وبالتالي لم يكن رئيس النادي يرغب في رحيل راموس أيضاً. وقال بيريز، آنذاك، إنه إذا رحل راموس، فإنه سيضطر إلى الرحيل خلفه!
لكن من الواضح أن راموس كان يفتقر إلى الجرأة لإجبار النادي على السماح له بالرحيل، وقد اتضح بعد ذلك أن قرار البقاء كان أفضل له، حيث أصبح قائداً للفريق، وتوج بدوري أبطال أوروبا للسنوات الثلاث التالية على التوالي. لكن في عام 2019، طلب راموس من بيريز السماح له بالانتقال إلى الصين مجاناً. وقال الرئيس علناً إنه لا يستطيع فعل ذلك، ودعا أي ناد يرغب في الحصول على خدمات راموس إلى تقديم عرض للنادي، وقام في نهاية المطاف بتمديد عقد راموس لفترة أخرى.
لكن هذه المرة، لم يكن هناك طريق للعودة، وربما يعود السبب جزئياً في ذلك إلى ما حدث في المرات التي أشرنا إليها عندما كان راموس يرغب في الرحيل. ويتحدث راموس عن علاقته ببيريز بأنها مثل علاقة «الأب والابن»، وأشار إلى أنه حتى «العائلات تشهد بعض النقاشات والخلافات»، لكن من الواضح أن العلاقة بين الطرفين قد شهدت بعض التوترات في الآونة الأخيرة، حيث كان الرجلان اللذان يتمتعان بمكانة كبيرة داخل النادي يشكلان بشكل ضمني (وأحياناً بشكل صريح) تهديداً أحدهما للآخر. وقد اندلعت تلك الصراعات على الملأ في الصحافة، ولم يتم نسيان هذه الخلافات حتى في أفضل اللحظات. وأشار راموس مراراً وتكراراً إلى أنه لا يريد أي مواجهة الآن.
لكن يجب الإشارة إلى أن راموس قد فاز بـ22 بطولة، كما قاد المنتخب الإسباني للفوز بكأس العالم، والفوز بكأس الأمم الأوروبية مرتين، ويعد أكثر اللاعبين مشاركة في المباريات الدولية بقميص المنتخب الإسباني (برصيد 180 مباراة). وعلاوة على ذلك، فإن أهمية راموس لا تقتصر على ما يقدمه داخل المستطيل الأخضر، لكنها تمتد إلى ما هو أكثر من ذلك، فهو رمز كبير، سواء لريال مدريد أو منتخب إسبانيا. وعلى مدار أكثر من عقد من الزمان، كان راموس ركيزة أساسية في صفوف ريال مدريد، ومن المؤكد أن الأمر سيختلف تماماً عند رؤيته بأي قميص آخر. وقد اعترف راموس بأنه لم يحدد إلى أي مكان سيذهب حتى الآن. وقد قال المدير الفني السابق لريال مدريد زين الدين زيدان، ذات مرة، ملخصاً الأمر: «القيم مهمة للغاية، والقيمة الرئيسية لهذا النادي هي الالتزام، وبذل أقصى جهد ممكن لتحقيق الفوز. وقائدنا راموس يجسد ذلك أفضل من أي شخص آخر، فهو يتمتع بهذا الالتزام وهذا النبل».
وعند نقطة ما في حفل الوداع، أشار راموس إلى «ماركة راموس»، لكي يؤكد أنه يقوم بكل شيء «بشكل كامل»، ويبذل قصارى جهده من أجل الفريق الذي يدافع عن ألوانه. وقال المدافع الإسباني المخضرم: «يعرفني الناس جيداً لأنني لم أخلق دوراً لكي ألعبه، لكنني ألعب كما أنا بطبيعتي»، لكن الحقيقة أن هناك شعوراً بأن راموس قد خلق دوراً خاصاً به أيضاً، فهو لاعب يختلف تماماً عن الآخرين، من حيث الأداء الشرس داخل الملعب، والمكانة الكبيرة التي صنعها لنفسه على مدار سنوات طويلة، وثقته بنفسه وقدراته وإمكانياته. أما خارج الملعب، فإنه يمتلك شخصية مرحة أقل جدية مما يعتقده كثيرون. وتشير الإحصائيات إلى أنه اللاعب الأكثر مشاركة في المباريات، كما أنه الأكثر حصولاً على البطاقات الحمراء أيضاً.
قد لا يكون هناك أي لاعب آخر يتمتع بقوة شخصيته وقيادته وشراسته داخل الملعب وتحمله للمسؤولية. وخلال الفترة التي غاب عنها الجمهور عن الملاعب بسبب تفشي فيروس كورونا، كان يمكنك بسهولة أن تسمع صوته يتردد في أنحاء الملعب وهو يوجه التعليمات لزملائه، حتى لو كان يجلس على مقاعد البدلاء ولا يشارك في المباريات. كل هذه الأمور تجعل نهاية مسيرة راموس مع ريال مدريد بهذا الشكل غريبة للغاية، فلا يليق بهذا اللاعب الأسطورة الذي قدم الكثير للنادي الملكي أن تنتهي مسيرته في غرفة فارغة، ومؤتمر صحافي مقتضب، في الوقت الذي يبدو فيه مهزوماً منهاراً، على غير عادته.
لقد اعتدنا رؤيته على مدار فترة طويلة وهو يطوع كل شيء لإرادته داخل المستطيل الأخضر، كما أنه كان صاحب أهم لحظة في تاريخ ريال مدريد، عندما سجل هدفاً قاتلاً برأسية متقنة في الدقيقة 92.48 في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2014. وفي النهاية، يجب أن نشير إلى أن راموس لديه وشم على ضلوعه مكتوب عليه «أنا سيد مصيري»، لكن يبدو أنه لم يكن كذلك هذه المرة! والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما الخطوة التالية لراموس بعد الرحيل عن ريال مدريد؟ ارتبط راموس بأندية مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان وإشبيلية، وحتى برشلونة. وفي الوقت الذي كشف فيه راموس قدراً ضئيلاً عن خططه، كانت مسألة انتقاله إلى برشلونة غير واردة، فيما من غير المحتمل أن يعود إلى النادي الذي شهد بدايته، وهو إشبيلية.
وأوضح راموس خلال المؤتمر الصحافي القصير: «يتعين علينا أن ننظر إلى أندية أخرى. في يناير (كانون الثاني) الماضي، تلقيت عروضاً من أندية أخرى؛ لقد تلقينا مكالمات، لكنني لم أرغب أبداً في المغادرة، وكنت صريحاً في ذلك». وتابع: «لكننا الآن نتطلع لفريق جيد؛ لقد استمتعت بوقتي مع إشبيلية؛ إنه ناد صباي، لكنني لا أعتقد أن إشبيلية ينظر إلى راموس، ولا أعتقد أن راموس ينظر إلى إشبيلية». وبالحديث عن برشلونة، قال راموس: «لا، لن أوقع لبرشلونة؛ هذا مستحيل».
ولا توجد سوى القليل من الأندية الأوروبية التي تستطيع تحمل راتبه الذي قالت صحيفة «ماركا» إنه يصل إلى 12 مليون يورو سنوياً. وربما يكون باريس سان جيرمان هو المكان المناسب لراموس، وبالتأكيد يمكن للفريق الفرنسي الاستفادة من قوة شخصية وخبرة اللاعب الحاصل على لقب دوري أبطال أوروبا 4 مرات لقيادته إلى اللقب القاري. كما أن مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي من الفرق الإنجليزية القليلة التي تستطيع تحمل راتبه المرتفع. لكن سيتي يملك دفاعاً قوياً، وربما يعاني اللاعب الإسباني في أسلوب لعب المدرب جوسيب غوارديولا.
وقد دخل راموس في مفاوضات مع يونايتد في 2015، قبل أن يقرر البقاء في ريال مدريد. وعلى الرغم من أن راتبه ما زال كما هو، فإنه أكبر بستة أعوام، وهناك كثير من الشكوك بشأن حالته البدنية. وقد قال مانويل فلوريس الذي يعيش في إشبيلية، حيث نشأ راموس، إن باريس ربما هي المدينة المناسبة للمدافع الإسباني أكثر من مانشستر لقربها من إسبانيا، حيث تعمل بيلار روبيو (زوجة راموس) مقدمة في التلفزيون.
وأضاف فلوريس: «لا أعتقد أنه سيذهب إلى إنجلترا». وعلى الرغم من شعوره بالفخر لنشأته في المدينة مثل راموس، أشار فلوريس إلى أن المدافع الحاصل على كأس العالم 2010 لم يعد محبوباً مثل الماضي بعد رحيله عن أشبيلية إلى ريال مدريد في 2005. ومع محاولة وسائل إعلام معرفة رأي السكان المحليين في إشبيلية بشأن راموس، كانت هناك حالة من عدم الاكتراث. وقال فلوريس إنه يتمنى عودة راموس إلى إشبيلية، لكن اللاعب قطع الطريق أمام هذا الخيار في خطاب وداعه في المؤتمر الصحافي، كما استبعد انضمامه إلى برشلونة، غريم ريال مدريد. وأكد: «يمكنني نفي ذلك بشكل قاطع، لذا يمكنكم الشعور بالراحة».



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.