جنرال إسرائيلي يعدّ السنوار «محكوماً بالموت»

بعد تهديدات كوخافي بحرب أخرى على غزة

السنوار لدى استقباله رئيس المخابرات المصرية عباس كامل في وساطة لوقف إطلاق نار نهاية مايو الماضي (إ.ب.أ)
السنوار لدى استقباله رئيس المخابرات المصرية عباس كامل في وساطة لوقف إطلاق نار نهاية مايو الماضي (إ.ب.أ)
TT

جنرال إسرائيلي يعدّ السنوار «محكوماً بالموت»

السنوار لدى استقباله رئيس المخابرات المصرية عباس كامل في وساطة لوقف إطلاق نار نهاية مايو الماضي (إ.ب.أ)
السنوار لدى استقباله رئيس المخابرات المصرية عباس كامل في وساطة لوقف إطلاق نار نهاية مايو الماضي (إ.ب.أ)

بعد ساعات من إعلان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، خلال لقائه، في العاصمة الأميركية واشنطن، مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أن «هناك فرصة معقولة لمواجهة عسكرية أخرى في غزة في المستقبل القريب»، صرح رئيس «شعبة العمليات» السابق في الجيش الإسرائيلي، أهرون حليوة، الذي عُين مؤخراً رئيساً لـ«شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)»، بأن رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة، يحيى السنوار، «محكوم بالموت».
وفي مقابلة معه، تنشر اليوم الجمعة في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، سئل حليوة عن سبب عدم اغتيال السنوار بعد ظهوره في غزة في أعقاب وقف إطلاق النار، فأجاب: «بعد تحقيق وقف إطلاق النار بوساطة مصر والولايات المتحدة، أصبح الأمر إشكالياً أكثر، وينبغي اتخاذ قرار بشأن ثمن خطوة كهذه. ولكن إن سألتني: هل السنوار محكوم بالموت؟ أجيب: نعم». وأضاف أن إطلاق قذائف صاروخية من غزة في الفترة القريبة، لن يكون في نظره دليلاً على فشل العملية العسكرية الأخيرة؛ «بل سيكون استمراراً لها. وإذا دعت الحاجة إلى العودة لتوجيه ضربات ليوم أو يومين آخرين، فإني سأوصي بتوجيه ضربات شديدة جداً».
وعاد حليوة ليدافع عن عملية تدمير عمارة الجلاء في غزة خلال الحرب، التي ضمت مكاتب وكالة الأنباء الأميركية «أسوشييتد برس»، فقال إنه ينام الليل ملء جفونه من بعد هذه العملية، رغم الانتقادات الشديدة التي ترددت في الولايات المتحدة والعالم. وتابع: «وجدت أهداف بالغة الأهمية بالنسبة للجيش الإسرائيلي، هي عبارة عن رادارات تشويش إلكترونية هدفها توجيه ضربات تعرقل نشاط الطائرات الإسرائيلية، وكان ينبغي إطفاء (الإبريق الكهربائي) الذي كان يعمل في هذا المبنى. فقد كانت تلك منظومات قتال إلكتروني بكل معنى الكلمة، استهدفت منظومة دفاعاتنا الجوية».
واعترف رئيس «شعبة العمليات» السابق في الجيش الإسرائيلي بأن الجيش لم يكن يتوقع أن تطلق «حماس» قذائف صاروخية على القدس، لكنه أضاف: «تقديراتي هي أنه لو كان يحيى السنوار يعلم كيف سيكون الرد الإسرائيلي، لما أطلق قذائف صاروخية على القدس. لو أن الأمر بإمكانه، فإنه سيود العودة إلى 10 مايو (أيار)، عند الساعة 17:59، ليلغي إطلاق القذائف الصاروخية على القدس».
ورفض حليوة الانتقادات التي تسمع في الإعلام وفي اليسار الإسرائيلي وفي الخارج، والتي تقول إن إسرائيل تعزز قوة «حماس» بعملياتها، والدليل أن كل جولة حربية جديدة مع غزة تظهر قدرات جديدة أكبر وأقوى لدى منظمات المقاومة الفلسطينية، وكان رده: «لا توجد علاقة بين التهدئة وتعاظم قوة (حماس)، فالعدو يعزز قوته في جميع الأحوال وخلال القتال أيضاً. وينبغي أن تكون هناك تهدئة أو عملية اجتياح كبرى تعيد احتلال القطاع».
وكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي قد أكد أن رئيس الأركان، أفيف كوخافي، الذي أنهى لقاءاته العسكرية في واشنطن، باشر سلسلة لقاءات أمنية مع المخابرات الأميركية، لتشمل سوليفان، وكذلك مدير «وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)» ويليام بيرنز، ومدير «جهاز الاستخبارات الوطنية (DNI)» أفريل هاينز.
وقال إن كوخافي تحدث خلال لقائه مع سوليفان عن احتمالات اندلاع مواجهة جديدة مع غزة قريباً، واستعرض الدروس والعبر من الحملة العسكرية الأخيرة على قطاع غزة، وكيفية جعل الضربات المقبلة أقسى.
وقال إن «حماس» تضع صعوبات وعراقيل أمام الجهود المصرية لتحقيق التهدئة أو أي «عملية تسوية». وأكد أن إسرائيل تصر في هذه المفاوضات على أن تعيد إليها حركة «حماس» 4 أسرى ومفقودين قبل السماح بإعادة إعمار قطاع غزة، علماً بأن «حماس» ترفض هذا الشرط وتقول إن «إعادة الإسرائيليين الأربعة يجب أن تتم في إطار صفقة لتبادل الأسرى».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».