لندن وبروكسل تدعوان بكين إلى احترام الحريات في هونغ كونغ

سكان المستعمرة السابقة يتهافتون على العدد الأخير لصحيفة «أبل دَيلي»

العدد الأخير من صحيفة «أبل دايلي» اليومية المنادية بالديمقراطية (أ.ب)
العدد الأخير من صحيفة «أبل دايلي» اليومية المنادية بالديمقراطية (أ.ب)
TT

لندن وبروكسل تدعوان بكين إلى احترام الحريات في هونغ كونغ

العدد الأخير من صحيفة «أبل دايلي» اليومية المنادية بالديمقراطية (أ.ب)
العدد الأخير من صحيفة «أبل دايلي» اليومية المنادية بالديمقراطية (أ.ب)

دعا وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، الصين إلى احترام الحريات الأساسية لشعب هونغ كونغ وحرية الصحافة في المستعمرة البريطانية السابقة، في حين ألقى الاتحاد الأوروبي باللوم على بكين في إغلاق صحيفة «أبل دَيلي» اليومية المنادية بالديمقراطية قائلاً، إن هذا مؤشر على قمع حرية الإعلام. كما أعربت رئيسة تايوان، تساي إنج ون، أمس (الخميس)، عن حزنها بسبب إغلاق الصحيفة الشعبية المؤيدة للديمقراطية، وتعهدت بمواصلة دعم كفاح المدينة من أجل الحرية.
وينظر إلى إغلاق الصحيفة على أنّه آخر ضربة تتلقاها الحريات التي كان سكان الجزيرة يتمتعون بها إلى الآن. كما أنّه أثار قلقاً من احتمال مغادرة وسائل إعلام دولية المركز المالي بعد استقرارها فيه. وتشكّلت طوابير طويلة صباح أمس أمام الأكشاك لراغبين في حيازة العدد الأخير من الصحيفة التي أكرِهت على إيقاف الصدور بعد نحو عام على تبني السلطات المحلية قانوناً للأمن القومي بدفع من بكين.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن راب قوله أمس، في مؤتمر صحافي افتراضي من سنغافورة «نرى بالتأكيد ما يحدث مع إغلاق (أبل ديلي) واعتقال صحافيين بجدية شديدة». كما قال، إن المملكة المتحدة «سوف تستمر في بحث ما يمكننا القيام به من أجل دعم هونغ كونغ». وكان قد تقرر غلق صحيفة «أبل ديلي» مطلع الأسبوع المقبل، بعد سلسلة من النزاعات مع السلطات الصينية، طبقاً لما أعلنته الشركة الأم، الأربعاء. وقالت صحيفة «نيكست ديجيتال»، إن العدد الأخير سيتم إصداره يوم السبت المقبل، في حين شكرت القراء بسبب دعمهم على مدار أعوام. وكانت شرطة هونغ كونغ اعتقلت كاتب عمود، يعمل لصالح الصحيفة بموجب قانون الأمن الوطني بالمدينة، في عملية لا تزال جارية. وفي رسالة وداع كتبها نائب رئيس التحرير تشان بوي – مان، الذي أوقف الأسبوع الماضي بتهمة المساس بالأمن القومي، قال، إن «(أبل دَيلي) رحلت»، مضيفاً أن «حرية الصحافة ذهبت ضحية الاستبداد».
لطالما كانت «أبل ديلي» في مرمى سهام بكين بسبب دعمها حركة الاحتجاج المطالبة بالديمقراطية في هونغ كونغ وانتقادها قادة الصين. وكان مالك الصحيفة جيمي لاي الموقوف حالياً في السجن لانخراطه في المظاهرات المؤيدة للديمقراطية عام 2019، وجهت إليه التهم بموجب قانون الأمن القومي ويواجه خطر السجن مدى الحياة. لكن الفصل الأخير للصحيفة التي تأسست قبل 26 عاماً كان الأسبوع الماضي حين دهمت الشرطة قاعة تحريرها وصادرت أجهزة كومبيوتر وأوقفت كبار مسؤوليها وجمّدت أصولها. وعطلت هذه الخطوة الصحيفة عن مواصلة عملها أو دفع رواتب موظفيها. وأعلن المحررون أنهم سيطبعون الخميس مليوناً للعدد الأخير، وهو رقم كبير نظراً لعدد سكان هونغ كونغ البالغ 7.5 مليون نسمة. وأوقفت الصحيفة ليل الخميس - الجمعة صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي وموقعها المحلي. وصار أكثر من ألف شخص بينهم نحو 700 صحافي عاطلين عن العمل. وقالت ثماني روابط لصحافيين في بيان مشترك، كما جاء في تقرير «الصحافة الفرنسية»، «خسر أهل هونغ كونغ وسيلة إعلام تجرأت على التعبير وكافحت من أجل الحقيقة»، داعية الأشخاص العاملين في وسائل إعلام إلى ارتداء ملابس سود. وفرضت بكين قانون الأمن القومي في هونغ كونغ السنة الماضية رداً على المظاهرات الهائلة المؤيدة للديمقراطية عام 2019. تقول السلطات، إن الحملة ضد «أبل دَيلي» سببها مقالات تعتبر أنها تدعم العقوبات الدولية ضد الصين، وهو رأي بات حالياً يعد مخالفاً للقانون. ويُلاحق رئيس تحرير الصحيفة راين لو ومديرها العام شونغ كيم - هونغ بتهمة «التواطؤ مع دولة أجنبية». وتراجعت هونغ كونغ في الترتيب السنوي لحرية الصحافة الذي تعده منظمة «مراسلون بلا حدود»، من المرتبة الـ18 عام 2002 إلى المرتبة الـ80 هذه السنة. والثلاثاء قالت رئيسة السلطة التنفيذية كاري لام، إنّ «انتقاد الحكومة ليس المشكلة» إنّما الخط الأحمر الذي كان يتوجب تفاديه هو «تنظيم أنشطة تحض على الأعمال التخريبية».



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.