دعا وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، الصين إلى احترام الحريات الأساسية لشعب هونغ كونغ وحرية الصحافة في المستعمرة البريطانية السابقة، في حين ألقى الاتحاد الأوروبي باللوم على بكين في إغلاق صحيفة «أبل دَيلي» اليومية المنادية بالديمقراطية قائلاً، إن هذا مؤشر على قمع حرية الإعلام. كما أعربت رئيسة تايوان، تساي إنج ون، أمس (الخميس)، عن حزنها بسبب إغلاق الصحيفة الشعبية المؤيدة للديمقراطية، وتعهدت بمواصلة دعم كفاح المدينة من أجل الحرية.
وينظر إلى إغلاق الصحيفة على أنّه آخر ضربة تتلقاها الحريات التي كان سكان الجزيرة يتمتعون بها إلى الآن. كما أنّه أثار قلقاً من احتمال مغادرة وسائل إعلام دولية المركز المالي بعد استقرارها فيه. وتشكّلت طوابير طويلة صباح أمس أمام الأكشاك لراغبين في حيازة العدد الأخير من الصحيفة التي أكرِهت على إيقاف الصدور بعد نحو عام على تبني السلطات المحلية قانوناً للأمن القومي بدفع من بكين.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن راب قوله أمس، في مؤتمر صحافي افتراضي من سنغافورة «نرى بالتأكيد ما يحدث مع إغلاق (أبل ديلي) واعتقال صحافيين بجدية شديدة». كما قال، إن المملكة المتحدة «سوف تستمر في بحث ما يمكننا القيام به من أجل دعم هونغ كونغ». وكان قد تقرر غلق صحيفة «أبل ديلي» مطلع الأسبوع المقبل، بعد سلسلة من النزاعات مع السلطات الصينية، طبقاً لما أعلنته الشركة الأم، الأربعاء. وقالت صحيفة «نيكست ديجيتال»، إن العدد الأخير سيتم إصداره يوم السبت المقبل، في حين شكرت القراء بسبب دعمهم على مدار أعوام. وكانت شرطة هونغ كونغ اعتقلت كاتب عمود، يعمل لصالح الصحيفة بموجب قانون الأمن الوطني بالمدينة، في عملية لا تزال جارية. وفي رسالة وداع كتبها نائب رئيس التحرير تشان بوي – مان، الذي أوقف الأسبوع الماضي بتهمة المساس بالأمن القومي، قال، إن «(أبل دَيلي) رحلت»، مضيفاً أن «حرية الصحافة ذهبت ضحية الاستبداد».
لطالما كانت «أبل ديلي» في مرمى سهام بكين بسبب دعمها حركة الاحتجاج المطالبة بالديمقراطية في هونغ كونغ وانتقادها قادة الصين. وكان مالك الصحيفة جيمي لاي الموقوف حالياً في السجن لانخراطه في المظاهرات المؤيدة للديمقراطية عام 2019، وجهت إليه التهم بموجب قانون الأمن القومي ويواجه خطر السجن مدى الحياة. لكن الفصل الأخير للصحيفة التي تأسست قبل 26 عاماً كان الأسبوع الماضي حين دهمت الشرطة قاعة تحريرها وصادرت أجهزة كومبيوتر وأوقفت كبار مسؤوليها وجمّدت أصولها. وعطلت هذه الخطوة الصحيفة عن مواصلة عملها أو دفع رواتب موظفيها. وأعلن المحررون أنهم سيطبعون الخميس مليوناً للعدد الأخير، وهو رقم كبير نظراً لعدد سكان هونغ كونغ البالغ 7.5 مليون نسمة. وأوقفت الصحيفة ليل الخميس - الجمعة صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي وموقعها المحلي. وصار أكثر من ألف شخص بينهم نحو 700 صحافي عاطلين عن العمل. وقالت ثماني روابط لصحافيين في بيان مشترك، كما جاء في تقرير «الصحافة الفرنسية»، «خسر أهل هونغ كونغ وسيلة إعلام تجرأت على التعبير وكافحت من أجل الحقيقة»، داعية الأشخاص العاملين في وسائل إعلام إلى ارتداء ملابس سود. وفرضت بكين قانون الأمن القومي في هونغ كونغ السنة الماضية رداً على المظاهرات الهائلة المؤيدة للديمقراطية عام 2019. تقول السلطات، إن الحملة ضد «أبل دَيلي» سببها مقالات تعتبر أنها تدعم العقوبات الدولية ضد الصين، وهو رأي بات حالياً يعد مخالفاً للقانون. ويُلاحق رئيس تحرير الصحيفة راين لو ومديرها العام شونغ كيم - هونغ بتهمة «التواطؤ مع دولة أجنبية». وتراجعت هونغ كونغ في الترتيب السنوي لحرية الصحافة الذي تعده منظمة «مراسلون بلا حدود»، من المرتبة الـ18 عام 2002 إلى المرتبة الـ80 هذه السنة. والثلاثاء قالت رئيسة السلطة التنفيذية كاري لام، إنّ «انتقاد الحكومة ليس المشكلة» إنّما الخط الأحمر الذي كان يتوجب تفاديه هو «تنظيم أنشطة تحض على الأعمال التخريبية».
لندن وبروكسل تدعوان بكين إلى احترام الحريات في هونغ كونغ
سكان المستعمرة السابقة يتهافتون على العدد الأخير لصحيفة «أبل دَيلي»
لندن وبروكسل تدعوان بكين إلى احترام الحريات في هونغ كونغ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة