سنوات السينما

نزهة رحيل في  «يا له من عالم رائع»
نزهة رحيل في «يا له من عالم رائع»
TT

سنوات السينما

نزهة رحيل في  «يا له من عالم رائع»
نزهة رحيل في «يا له من عالم رائع»

يا له من عالم رائع ‪(2006)‬ عالم ساخن في مدينة باردة

حمل الفيلم الروائي الثاني للمخرج والممثل فوزي بن سعيدي، «يا له من عالم رائع»، شكلاً مثيراً من أشكال الفيلم البوليسي قل (إن لم يكن ندر) استخدامه في السينما العربية. هو فيلم تشويقي حول قاتل محترف وعاشق أقل احترافاً في عالم يشيده المخرج بمحطات عديدة تنقل الفيلم بين أجواء فنية بديعة وبسلاسة وقدر من الغرابة.
من البداية، يطالعنا حي فقير من أحياء الدار البيضاء. قطعة ترابية، على خلفية من العمارات السكنية المتوسّطة وشارع يمتد عمقاً. بطلة الفيلم كنزة (نزهة رحيل) شرطية سير وفي ساعات فراغها تؤجّر هاتفها النقال لمن يود الاتصال. أحدهم (عبد الله شيشا) دائم الحديث مع محبوبته البعيدة. دائم القلق والغضب. واحدة من صديقاتها اللواتي يترددن على هذا الهاتف سعاد (فاطمة عاطف) تعمل خادمة بيوت و«مومس» معاً. ذات يوم يتصل قاتل محترف اسمه كامل (بن سعيدي) برقم سعاد المسجّل لديه فترد الشرطية كنزة. ما إن يسمع صوتها حتى يقع في حبها. تشترط عليه الكثير لكنه لا يُبالي. من أجلها مستعد لأي شيء بما في ذلك التخلّي عن حذره والمخاطرة بالظهور في وقت يحاول فيه أعداؤه النيل منه.
قبل ذلك، نرى كامل وهو ينفّذ عمليات القتل المطلوبة منه. إنه إنسان منفرد، يعمل وحيداً ولن نراه يتكلّم (لكننا سنسمع صوته حين يتّصل بكنزة). هناك شخصيات أخرى تملأ بعض الخانات الأصغر بينها شاب غارق في المواقع الإلكترونية الذي يكتشف شخصية القاتل (كون هذا يستلم مهامه عبر الإنترنت). لكن الأحداث تلتزم بمساعي القاتل البحث عن الشرطية الممتنعة عن مقابلته. ومرّتان يلتقيان دون أن يتأكد أحدهما من هويّة الآخر، إلى أن يلتقيا، بهويتين مفتوحتين، في المشهد الأخير.
هناك أكثر من بن سعيدي في هذا الفيلم، فهو كتب وأخرج وأشرف على توليف الفيلم كما قام بأداء الدور الرجالي الرئيسي فيه جامعاً كل المسؤوليات وماراً بكل النتائج بنجاح. «يا له من عالم رائع» مليء بالتصاميم الفنية الجميلة وبالنقل الموحي بين أساليب تعبيرية ثرية، وقصّة مثيرة الأحداث، علماً بأنها لا تقول الكثير في النهاية. بن سعيدي يستخدم اللقطة المصاحبة بانورامياً (Tracking Shot) بحب. من اللقطة الأولى لديه معرفة بيلا تار بفوائد ذلك النوع من اللقطات المتمهّلة التي تسير جنباً إلى جنب الحياة التي تستعرضها. في واحد من أفضل تصاميم الفيلم الفنية، يضع المخرج الكاميرا على ارتفاع مساوٍ لأرض القطار ويلتقط بطل الفيلم وهو يسير في الممر بين «الكابينات»، كل كابين تلفظ نوعاً من الحياة كالموزاييك ولو من لون واحد. حياة لا مكان لها في القصة لكي يتوقّف عندها الفيلم، لكنها كاشفة.
الكثير من المشاهد مزروعة لتثير حب العين للسينما. والمخرج لا يهاب مزج التشويق باستراحات موسيقية راقصة وبمشاهد مبنية على تعاليم السينما الصامتة (بما في ذلك عناوين مكتوبة عوض أن تكون منطوقة أو مسموعة) وأخرى بالأبيض والأسود. بن سعيدي يذهب إلى حد استخدام الأنيميشن في أحد مواقع الفيلم. وهو إذ يفعل ذلك، يرفع جرعة المعالجة الكرتونية بكاملها. مثل المشهد الذي تمطر فيه فوق رأس بطله وحده. مشهد خليق بالكوميدي العبقري بستر كيتون (وهناك ملامح وجه متشابهة بين بن سعيدي وكيتون).
قراءة «يا له من عالم رائع» اجتماعياً تتم استنتاجاً. تقول بطلة الفيلم: «لا أعرف كيف أقول أحبّك في مدينة شوارعها من أرقام». معظم الفيلم يرمي إلى تشكيل صورة ‪كرونوغرافية‬ لتلك الحياة. كاميرا غوردون سبونر (جديد باستثناء فيلمين طويلين سابقين) مستجيبة لرغبة بن سعيدي خلق حركة من كل شيء.


مقالات ذات صلة

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

يوميات الشرق في فيلمه السينمائي الثالث ينتقل الدب بادينغتون من لندن إلى البيرو (استوديو كانال)

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

الدب البريطاني المحبوب «بادينغتون» يعود إلى صالات السينما ويأخذ المشاهدين، صغاراً وكباراً، في مغامرة بصريّة ممتعة لا تخلو من الرسائل الإنسانية.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق المخرج العالمي ديفيد لينش (أ.ف.ب)

رحيل ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة

هل مات ديڤيد لينش حسرة على ما احترق في منزله من أرشيفات وأفلام ولوحات ونوتات موسيقية كتبها؟ أم أن جسمه لم يتحمّل معاناة الحياة بسبب تعرضه لـ«كورونا» قبل سنوات؟

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))
يوميات الشرق أحمد مالك وآية سماحة خلال العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

«6 أيام»... رهان سينمائي متجدد على الرومانسية

يجدد فيلم «6 أيام» الرهان على السينما الرومانسية، ويقتصر على بطلين فقط، مع مشاركة ممثلين كضيوف شرف في بعض المشاهد، مستعرضاً قصة حب في 6 أيام فقط.

انتصار دردير (القاهرة)
سينما النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)

سيف علي خان يصاب بست طعنات في منزله

تعرض نجم بوليوود الهندي سيف علي خان للطعن من متسلل في منزله في مومباي، اليوم الخميس، ثم خضع لعملية جراحية في المستشفى، وفقاً لتقارير إعلامية.

«الشرق الأوسط» (مومباي)
سينما لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)

أفلام الكوارث جواً وبحراً وبرّاً

مع استمرار حرائق لوس أنجليس الكارثية يتناهى إلى هواة السينما عشرات الأفلام التي تداولت موضوع الكوارث المختلفة.

محمد رُضا (بالم سبرينغز)

أفلام الكوارث جواً وبحراً وبرّاً

لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)
لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)
TT

أفلام الكوارث جواً وبحراً وبرّاً

لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)
لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)

مع استمرار حرائق لوس أنجليس الكارثية يتناهى إلى هواة السينما عشرات الأفلام التي تداولت موضوع الكوارث المختلفة.

هوليوود حالياً لا تعتزم إنتاج أي فيلم كوارثي وبالتأكيد ليس عن الكارثة الحالية، لكن كيفما نظرت إلى تاريخها وجدته مليئاً بأفلام الكوارث ومنذ بداياتها. هناك أفلام عن انتشار وباء قاتل، وأفلام عن غرق بواخر أو بحار عاتية، أخرى عن زوابع تطيح بما يعترضها. هناك أفلام كوارث عن انهيارات جليدية وأخرى عن كوارث جوّية وزلازل أرضية وأيضاً عن نيران تشتعل فجأة.

التالي 13 فيلماً مختلفاً من هذا النوع (مرتبة حسب تواريخ إنتاجها)، علماً أن أول فيلم كوارثي حُقّق كان سنة 1906 عندما أخرج مخرج مجهول فيلماً تسجيلياً عن مدينة سان فرانسيسكو إثر كارثتي زلزال وحريق بعنوان San Francisco Earthquacke and Fire

Airport

* إخراج: جورج سيتُن (1970)

يتسلّل ڤان هيفلين إلى طائرة ركّاب مدنية ومعه قنبلة. علاوة على ذلك هناك أحوال جوية خطرة قد تقود بدورها إلى هلاك الجميع. دين مارتن يقود الطائرة (كارثة ثالثة) وحوله بيرت لانكستر وجورج كيندي وجاكلين بيسَت.

The Poseideen Adventrue

* إخراج: رونالد نيم (1972)

تنقلب الباخرة الضخمة رأساً على عقب وسط المحيط. الناجون من الموت لحظة الحادثة عليهم مواجهة الغرق إذ بدأت المياه بالتسرب. اعتُمد على جين هاكمن للبحث عن طريق نجاة في ظروف صعبة.

Earthquake

* إخراج: مارك روبسون (1974)

زلزال لوس أنجليس الموعود يقع والضحايا بالملايين. شارلتون هستون كان حذّر من الكارثة قبل حدوثها، بيد أن أحداً لم يوافقه. زُوّدت الصالات بجهاز يُحدث هزّة داخلها عند مشاهد الزلزال. هذه تبقى أفضل ما في الفيلم.

بول نيومان في «البرج الجهنمي» (توينتيث سينشري فوكس)

The Towering Inferno

* إخراج: جون غيلرمن (1974)

ناطحة سحاب في لوس أنجليس تتعرض لحريق في أحد أدوارها العليا حابسة الناس في شققهم. يتعاون ستيف ماكوين وبول نيومان لإنقاذهم. مشاهد حابسة للأنفاس لمن تطوّع بإلقاء نفسه من علٍ هرباً من النيران.

Avalanche

* إخراج: كوري ألين، لويس تيغ (1978)

روك هدسون بنى منتجعاً للتزلّج رغم مخاطر المنطقة الجبلية، وبعد دقائق نشاهد الانهيار الثلجي الكبير نتيجة رجّة سببتها طائرة فوق قممه. الدراما صفر لكن مشاهد الانهيار الجليدي فوق المنتجع ومن فيه جيدة.

When Time Ran Out

* إخراج: جيمس غولدستين (1980)

فيلم آخر عن جزيرة سياحية قيد التطوير على الرغم من التهديد الكامن في جبل هادر. ورغم تحذيرات بول نيومان فإن رجل الأعمال المستثمر يمضي في مشروعه إلى أن ينفجر البركان ويدمر ما في طريقه.

Twister

* إخراج: جان دِه بونت (1996)

أحد الأفلام الأولى التي ربطت الكوارث بالتغيير المناخي، وعمل مشوق رائع التنفيذ قاد بطولته بيل باكستون وهيلين هَنت. عائلة في قلب زوبعة خطرة، لم تكن تتوقع درجة العنف والزوابع التي صاحبتها.

Dante’s Peak

* إخراج: روجر دونالدسن (1997)

فيلمان عن براكين ثائرة في عام 1997 هذا أفضلهما (الآخر هو Volcano لميك جاكسن). المكان منتجع أميركي (آخر) وبركان يهدد الموجودين ينفجر بعد نحو نصف ساعة. بطولة بيرس بروسنان وليندا هاملتن.

Titanic

* إخراج: جيمس كاميرون (1997)

ليس الفيلم الوحيد عن كارثة الباخرة التي قيل عنها إنها لا تغرق لكنها غرقت بعد اصطدامها بجبل ثلجي. يتابع المخرج الكارثة ويفرد في وسطها قصّة حب بين ليوناردو دي كابريو وكيت وينسلت. إنتاج كبير وناجح.

Deep Impact

* إخراج: ميمى ليدير (1998)

نيزك ضخم يتوجه إلى الأرض (اختار الولايات المتحدة). رئيس الجمهورية الأميركي (مورغان فريمان) يواجه الأميركيين بالحقيقة ويعلن أنه تم بناء ملجأ يتّسع لمليون شخص. صراع ضد الوقت منفّذٌ جيداً.

The Day After Tomorrow

* إخراج: رولان إيميريش (2004)

ليس فيلم إيميريش الكوارثي الوحيد، لكنه أفضل من سواه. الشاشة مشغولة بالحركة وبعض المعاني الإنسانية عندما يرتفع البحر ليغطّي المدن الأميركية ويسعى أب (دينيس كوايد) لإنقاذ وحيده.

Contagion

* إخراج: ستيڤن سودربيرغ (2011)

هل كان المخرج على علم بوباء «كورونا» قبل حدوثه؟ يوفر وقائع تكرّرت بالفعل بعد 9 سنوات عندما انتشر الوباء. جوينيث بالترو أول ضحايا الفيلم التي أصيبت بالڤيروس خلال زيارة عمل للصين.

لقطة من فيلم «المستحيل» (ميدياست)

The Impossible

* إخراج: ج. أ. بايونا (2012)

على أثر التسونامي الذي ضرب ساحل تايلاند حقّق الإسباني بايونا هذا الفيلم عن محاولات عائلة بريطانية العثور على بعضهم، وسط الدمار الذي خلّفته الكارثة. ناوومي واتس وإيوان مكروغر في البطولة.