جونسون يرد على روسيا: المدمّرة البريطانية كانت تعبر المياه الأوكرانية

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (أ.ب)
TT

جونسون يرد على روسيا: المدمّرة البريطانية كانت تعبر المياه الأوكرانية

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (أ.ب)

دافع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم (الخميس)، عن الطريق البحري الذي كانت تسلكه المدمرة التابعة للبحرية الملكية في مياه البحر الأسود بعدما أعلن الجيش الروسي أنه وجه طلقات تحذيرية، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت موسكو إن طائرة «سوخوي-24» وسفنا روسية أطلقت نيرانا تحذيرية، أمس (الأربعاء)، موجهة إلى مدمرة بريطانية دخلت المياه الإقليمية الروسية في البحر الأسود قبالة شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا في 2014.
وقال جونسون ردا على أسئلة محطات بريطانية: «لا نعترف بضم القرم، كان ذلك غير قانوني، وهذه مياه أوكرانية ومن الصائب تماما استخدامها للتوجه من نقطة إلى نقطة أخرى».
والأربعاء، أفاد الجيش البريطاني بأن المدمرة «إتش إم إس ديفندر» «كانت تقوم بعبور بسيط في المياه الإقليمية الأوكرانية طبقا للقانون الدولي»، مضيفا: «نعتقد أن الروس كانوا يقومون بتدريبات على الرماية في البحر الأسود».
ودعا الجيش البريطاني صحافيين من هيئة «بي بي سي» وصحيفة «ديلي ميل» إلى السفينة لعبور مرفأ أوديسا الأوكراني إلى جورجيا مرورا بالقرب من القرم حيث تملك روسيا قاعدة بحرية كبرى.
وذكرت صحيفة «ديلي ميل» أن المدمرة كانت بمواكبة مقاتلات وسفن روسية وسمعت طلقات مدفعية «متكررة».
وهذا الاشتباك الروسي-البريطاني هو الأول من نوعه ويأتي قبل بضعة أيام من بدء المناورات العسكرية «سي بريز 2021» التي تجري بين 28 يونيو (حزيران) و10 يوليو (تموز) بمشاركة الولايات المتحدة ودول أخرى من الحلف الأطلسي وأوكرانيا في البحر الأسود، وتثير استياء موسكو.
ويأتي الحادث في جو من التوتر الشديد بين روسيا وبريطانيا بسبب سلسلة أزمات دبلوماسية أو حتى تسميم العميل المزدوج السابق الروسي سيرغي سكريبال على الأراضي البريطانية بسلاح كيميائي عام 2018 لكن جونسون نفى أن تكون العلاقات بين البلدين في أدنى مستوياتها.
وقال: «أتذكر فترات خلال حياتي حين كانت الأمور أسوأ، كل ما نقوم به هو فرض احترام القانون وهذه إحدى المهمات التي تقوم بها هذه القوة البحرية مع دول أخرى في العالم أجمع».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.