بول إنس: مانشستر يونايتد رفض عودتي بعد رحيلي عن إنتر ميلان فانضممت إلى ليفربول

لاعب المنتخب الإنجليزي السابق يؤكد أن الفوز بكأس إنجلترا عام 1990 أنقذ فيرغسون من الإقالة من منصبه

إنس ومانشستر يونايتد وكأس الدوري الإنجليزي الممتاز عام 1994 (غيتي)
إنس ومانشستر يونايتد وكأس الدوري الإنجليزي الممتاز عام 1994 (غيتي)
TT

بول إنس: مانشستر يونايتد رفض عودتي بعد رحيلي عن إنتر ميلان فانضممت إلى ليفربول

إنس ومانشستر يونايتد وكأس الدوري الإنجليزي الممتاز عام 1994 (غيتي)
إنس ومانشستر يونايتد وكأس الدوري الإنجليزي الممتاز عام 1994 (غيتي)

يتذكر نجم خط وسط المنتخب الإنجليزي السابق، بول إنس رحلة رحيله عن مانشستر يونايتد إلى إنتر ميلان ورفض «الشياطين الحمر» انضمامه مجددا وعن علاقته بأليكس فيرغسون قبيل وبعد الرحيل. ويقارن إنس بين الطريقة التي تحدث بها الأشياء في الواقع والطريقة التي يتم بها تذكر الأشياء بعد ذلك، ويتحدث عن الكثير من الأوقات التي يبدو فيها الأمر مشوشاً بعض الشيء. ولعل خير مثال على ذلك المباراة التي فازت فيها إنجلترا على اسكوتلندا في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 1996 التي شارك فيها إنس والتي لا يزال يتلقى بشأنها العديد من الأسئلة حتى وقتنا هذا - وزادت هذه الأسئلة بالطبع بالتزامن مع المباراة التي جمعت المنتخبين في يورو 2020 وانتهت بالتعادل السلبي.
يقول إنس: «يتذكر الناس تلك المباراة بالهدف الذي أحرزه بول جاسكوين الذي جعلنا نتقدم في النتيجة بهدفين دون رد، واحتفاله الشهير بعد الهدف، لكن في الحقيقة يجب أن يتذكروا أيضا ركلة الجزاء التي تصدى لها ديفيد سيمان من غاري مكاليستر قبل ذلك بلحظات، فقد لعب التصدي لركلة الجزاء دورا محوريا في هذا الفوز، الذي ساهم في تغيير نظرة الجماهير والصحافة لنا». ويشعر إنس أن هذه «النظرة الانتقائية» للأمور قد حدثت في مباراة الدور نصف النهائي التي خسرتها إنجلترا بركلات الترجيح أمام ألمانيا، بعدما فشل بول جاسكوين في استغلال تمريرة عرضية متقنة من آلان شيرار في الوقت الإضافي، ولو أحرز جاسكوين هذا الهدف لكان هدفا ذهبيا وصعدت إنجلترا إلى المباراة النهائية.
يقول إنس: «يقول لي الناس عن إهدار جاسكوين لهذه الفرصة المحققة إنهم في كل مرة يشاهدون الإعادة يعتقدون أنه سيضعها في المرمى. لكن قبل ذلك كانت لدينا فرصة أسهل بكثير عن طريق دارين أندرتون، الذي كان يتعين عليه أن يضع الكرة في الشباك، لكنه انزلق وسدد الكرة في القائم من على بُعد حوالي أربع ياردات. أنا لا أقول إنه السبب في خسارتنا، لكن الكثيرين ينسون هذه الفرصة ويسألونني عما كان سيحدث لو أحرز جاسكوين الهدف الذي أضاعه».
لكن أبرز مثال يتذكره إنس في هذا الصدد هو التعليق الذي أدلى به المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد، السير أليكس فيرغسون، عنه في حديثه مع لاعبي مانشستر يونايتد قبل مباراة الفريق الهامة أمام ليفربول في أبريل (نيسان) 1998. وكان إنس يلعب آنذاك لليفربول، لكن فيرغسون سخر منه وقال للاعبي فريقه إنه لا يجب أن يشكل أي خطورة لأنه لم يعد يقدم تلك المستويات الجيدة التي كان يقدمها في الماضي. يقول إنس عن ذلك: «كل ما في الأمر أن المدير الفني كان يحاول تحفيز لاعبيه لتقديم أداء جيد أمام زميل سابق لهم في الفريق، وهذا أمر طبيعي تماما في عالم كرة القدم. ويجب أن تعرفوا أن علاقتي بالسير أليكس فيرغسون جيدة للغاية. يعتقد الناس دائماً أنني قطعت علاقتي به بعد هذا الأمر، لكنني أواصل الذهاب إلى منزله وألعب معه السنوكر، وعلاقتنا جيدة للغاية».
ويشير إنس إلى أن أكبر شيء يشعر حياله بالندم هو فشل المنتخب الإنجليزي في الفوز بلقب كأس الأمم الأوروبية التي استضافها في عام 1996، رغم أنه لا يتحدث عن الكيفية التي انتهت بها مباراة إنجلترا أمام ألمانيا لأن ركلات الترجيح تكون مفتوحة على كافة الاحتمالات. وكان من المقرر أن يسدد إنس ركلة الترجيح السابعة، لكنه لم يفعل ذلك لأن غاريث ساوثغيت أهدر ركلة الجزاء السادسة وانتهت المباراة بفوز المنتخب الألماني. وتعرض إنس، الذي كان يجلس وظهره للمرمى أثناء تسديد ركلات الترجيح، لانتقادات شديدة لأنه سمح للمدافع غاريث ساوثغيت أن يسدد ركلة جزاء قبله.
يقول إنس عن ذلك: «يسألني الناس عن السبب الذي لم يجعلني أسدد ركلة ترجيح. وأقول لهم إنه كان من المقرر أن أسدد ركلة الترجيح بعد ساوثغيت. كان من المفترض أن أسدد أنا في البداية ثم ساوثغيت، أو ثاوثغيت أولا ثم أنا، فلم يكن من المهم من سيسدد أولا... كنت أدعو الله أن تنتهي الأمور من أول خمس ركلات ترجيح، كما حدث أمام إسبانيا في مباراة دور الثمانية، وكنت واثقا تماماً من أن لاعبي المنتخب الإنجليزي سيسجلون، وبأن الأمر سيتوقف بعد ذلك على قدرة ديفيد سيمان على التصدي لإحدى الركلات».
ويتابع: «وعندما امتدت ركلات الترجيح إلى الركلة السادسة، كنت أقول في نفسي: يا إلهي، أنا التالي! كان يمكنك حينئذ أن تصبح البطل لو وضعت الكرة في المرمى، أو تكون أنت الشرير لو أهدرت ركلة الترجيح». أما مباراة اسكوتلندا فقد أقيمت وسط أجواء مشحونة للغاية، لكنها أدت إلى توحيد الجمهور الإنجليزي على قلب رجل واحد كما لم يحدث من قبل، وبات ينظر إلى تلك المواجهة على أنها أكثر من مجرد مباراة لكرة القدم.
يقول إنس: «أتذكر أن نواب البرلمان قالوا أشياء من هذا القبيل عندما بدأوا في دعم منتخب بلادهم. لم نكن قد استضفنا أي بطولة كبرى منذ عام 1966، وقد تغيرت الحياة تماما بالنسبة للجميع في هذا العام أو في ذلك الشهر. لقد كان الجميع يعاني من الإحباط، لكننا نجحنا في رفع روحهم المعنوية وإثارة حماستهم، وربما كان هذا هو أهم وأفضل ما في الأمر». وقبل مباراة اسكوتلندا، كان المنتخب الإنجليزي قد تعادل مع سويسرا بهدف لكل فريق في المباراة الافتتاحية.
وقبل ذلك، كانت هناك حادثة كاثي باسيفيك، عندما تسبب بعض لاعبي المنتخب الإنجليزي في إلحاق أضرار بالطائرة في طريق العودة من جولة في هونغ كونغ، وهي الرحلة التي انتهت بقيام اللاعبين بما يسمى بـ«كرسي طبيب الأسنان»، وهو أن يجلس اللاعب على الكرسي ويفتح فمه ليسكب فيه زملاؤه المشروبات. يقول إنس عن ذلك: «لم يشترك كل اللاعبين في هذا الأمر، لكن من قام بذلك هم مجموعة معينة من اللاعبين، لكننا فريق ونتعامل مع كل شيء على أننا فريق واحد. عندما عدنا، تعرضنا لانتقادات شديدة بسبب ما حدث، وقد تعاملنا مع الأمر بهدوء. كان لدينا بعض اللاعبين الذين تناولوا قليلا من المشروبات، فما الضرر في ذلك؟ لقد خرجت الأمور عن السيطرة قليلاً، ولم يكن يجب أن يحدث ذلك».
لقد كان هناك شعور بالغضب والسلبية، وشعور بأن الناس ربما كانوا ينتظرون فشل المنتخب الإنجليزي في بطولة اليورو، لكن الأمور تغيرت تماما عندما فاز المنتخب الإنجليزي على نظيره الاسكوتلندي بعد أداء يصفه إنس بأنه «لم يكن رائعا» في تلك المباراة. ودع المنتخب الهولندي القوي البطولة من دور الثمانية بعد الخسارة بركلات الترجيح أمام فرنسا، وكان إنس مقتنعاً بأن إنجلترا سترفع كأس البطولة بعد فوزها على إسبانيا، الذي كان المنتخب الإنجليزي يرى أنه أفضل فريق في البطولة.
يقول إنس: «إنها ذكرى حلوة ومرة في نفس الوقت. عندما ينتابك شعور بأنك قادر على الفوز باللقب في ذلك العام، ثم لا يحدث ذلك، فإنك تشعر بالأسف والندم. عندما أشاهد مبارتنا أمام ألمانيا مرة أخرى، أتساءل كيف لم نفز بتلك المباراة. لقد كنا رائعين وكانت لدينا العديد من الفرص لتحقيق الفوز». لكن ربما يكون أغرب شيء بشأن إنس يتعلق بإرثه كلاعب، وكيف لم يحصل على الاحترام الذي يستحقه، خاصة من مشجعي مانشستر يونايتد. وخلال الفترة من عام 1992 إلى عام 1995 عندما ترك النادي وانتقل إلى إنتر ميلان الإيطالي، كان أفضل لاعب خط وسط في الدوري الإنجليزي الممتاز.
لقد كان إنس قادرا بمفرده على التحكم في زمام الأمور تماما في وسط الملعب، كما كانت لديه القدرة على قراءة المباريات وقيادة فريقه لاختراق دفاعات الفرق المنافسة. ودون إنس، لم يكن مانشستر يونايتد ليحقق الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 1992 - 1993 وهو أول لقب للدوري من بين 13 لقبا حققها فيرغسون مع «الشياطين الحمر»، ويمكن القول إنه كان اللقب الأغلى، بالنظر إلى أن السير مات بيسبي قد عاش لرؤية تلك اللحظة، كما كان برايان روبسون جزءاً من الفريق الذي حقق هذا اللقب بينما كان يقترب من نهاية مسيرته الكروية. وعلاوة على ذلك، كان هذا أول لقب للدوري يحصل عليه مانشستر يونايتد منذ 26 عاماً كاملة. ورغم أن الأضواء كلها كانت تتركز على إريك كانتونا، فإن إنس كان يمثل القلب النابض لهذا الفريق.
ويمكن القول بكل تأكيد إن إنس كان من الركائز الأساسية في مانشستر يونايتد خلال فترة من أنجح وأمتع فترات النادي عبر تاريخه الطويل، بدءاً من الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي عام 1990 مرورا بالمشاركة الناجحة في كأس الكؤوس الأوروبية عام 1991 ووصولا إلى الذروة بالفوز بالثنائية المحلية عام 1994. ويؤكد إنس أن الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي عام 1990 هو الذي أنقذ فيرغسون من الإقالة من منصبه. يقول إنس: «الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 1992 - 1993 كان بداية الفوز بعدد من البطولات والألقاب في مانشستر يونايتد. يتحدث الناس في بعض الأحيان عن جيل 1992 للإشارة إلى لاعبين مثل بيكهام ونيفيل وبات، لكن الحقيقة هي أن جيل 1992 هو ذلك الجيل الذي فاز بهذا اللقب، وليس هؤلاء اللاعبين».
ويضيف «أعتقد أن فريق 1994 كان أفضل فريق في العصر الحديث لمانشستر يونايتد. يقول الناس إن أفضل فريق لمانشستر يونايتد هو ذلك الفريق الذي فاز بالثلاثية التاريخية في عام 1999 لكن الحقيقة أن نصف هؤلاء اللاعبين لم يكن بمقدورهم اللعب في فريقنا القوي في عام 1994 ربما باستثناء ديفيد بيكهام». لكن السؤال الذي يجب أن نطرحه الآن هو: هل كان سيُنظر إلى إنس بشكل مختلف لو لم ينضم إلى ليفربول في عام 1997 بعد عودته من إنتر ميلان الإيطالي؟ الإجابة: على الأرجح كان سيحدث ذلك. وهناك بعض مشجعي مانشستر يونايتد الذين لا يسامحون إنس على الطريقة التي احتفل بها عندما سجل هدف التعادل القاتل في مرمى مانشستر يونايتد في الدقيقة 89 على ملعب «آنفيلد» عام 1999.
يقول إنس: «كان جمهور مانشستر يونايتد يحبني كثيرا عندما كنت ألعب هناك، ثم تغير الحال تماما عندما انتقلت إلى ليفربول. لكن ما أود أن أؤكد عليه هو أنني لم أذهب إلى ليفربول بعد الرحيل عن مانشستر يونايتد، لكنني انتقلت إلى إنتر ميلان، ولم أكن أرغب في الرحيل عن مانشستر يونايتد، لكن النادي هو الذي باعني. وعلاوة على ذلك، عندما عدت من إنتر ميلان، كان بإمكان مانشستر يونايتد إعادتي، لكنهم رفضوا ذلك». ويضيف «لدي زوجة وأطفال كنت أريد رعايتهم والإنفاق عليهم، وبالتالي لماذا أرفض عرضا من ليفربول في ذلك الوقت، خاصة أنه كان فريقا مميزا للغاية آنذاك. لقد استقبلني جمهور ليفربول بترحاب شديد، ولم يتحدثوا حتى عن أنني كنت لاعبا سابقا بالغريم التقليدي مانشستر يونايتد».
ويشعر إنس بالفخر لمجيئه من خلفية متواضعة في داغنهام لكي يلعب في أكبر الأندية الأوروبية ويخوض 53 مباراة دولية مع المنتخب الإنجليزي - سبع منها كقائد. وكانت الصورة الأكثر شهرة في مسيرته الكروية خلال المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي أمام إيطاليا في روما، وهي النتيجة التي ضمنت للمنتخب الإنجليزي التأهل لنهائيات كأس العالم 1998، حيث كان إنس يضع ضمادة حول رأسه والدم يسيل على قميصه الأبيض في مشهد لا يُنسى ويعكس الالتزام الكبير والتضحية الهائلة لهذا اللاعب ورغبته في الدفاع عن القميص الذي يرتديه حتى النفس الأخير. يقول إنس: «ما زلت أحتفظ بهذا القميص في منزلي - والدم لا يزال ملطخاً به. عندما تأتي من خلفية اجتماعية صعبة ويكون كل هدفك في الحياة أن تكون لاعب كرة قدم، فأنت تريد تحقيق ذلك الهدف بشتى الطرق. وسواء كانت بعض الجماهير تحبني أو تكرهني، فإن الشيء المؤكد هو أنك لو سألت أي مشجع فسيقول لك إنني كنت أبذل قصارى جهدي ولا أبخل بأي نقطة عرق داخل المستطيل الأخضر، وهذا هو أهم شيء في مسيرتي الكروية».
وكان إنس وجه اللوم في النتائج السلبية التي عانى منها ليفربول خلال الموسم الحالي إلى هجوم الفريق. ورغم تألق محمد صلاح في هجوم «الريدز» هذا الموسم، فإن الفريق يعاني هجومياً إلى حد كبير. وقال إنس: «الجميع انتقد دفاع ليفربول، ولكن ما يتم تجاهله هو الحجم الكبير من الفرص التهديفية التي تتاح للاعبين والتي لا يتم استغلالها بالشكل الصحيح». وتابع: «أنا أتعاطف مع يورغن كلوب، المدير الفني لليفربول، لأنه حين أتى لتدريب الفريق، سعى لنقل فلسفته الهجومية له، والتي تعتمد على مواصلة صنع الفرص التهديفية باستمرار». وأردف: «مهاجمو ليفربول أذكياء في الوصول لمنطقة جزاء الخصم، ولكنهم عادة ما يفشلون في ترجمتها للمزيد من الأهداف، فإذا نجحوا في ذلك، فسوف ينجحون في الفوز بالمباريات بفارق كبير من الأهداف، ولن ينتقد أحد دفاع الفريق».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».