انكسار حوثي جديد غرب مأرب يكبد الجماعة عشرات القتلى والجرحى

بن مبارك: وقف إطلاق النار الشامل هو الخطوة الإنسانية الأهم

وزير الخارجية اليمني أثناء لقائه السفير الفرنسي لدى اليمن في الرياض أمس (سبأ)
وزير الخارجية اليمني أثناء لقائه السفير الفرنسي لدى اليمن في الرياض أمس (سبأ)
TT

انكسار حوثي جديد غرب مأرب يكبد الجماعة عشرات القتلى والجرحى

وزير الخارجية اليمني أثناء لقائه السفير الفرنسي لدى اليمن في الرياض أمس (سبأ)
وزير الخارجية اليمني أثناء لقائه السفير الفرنسي لدى اليمن في الرياض أمس (سبأ)

في الوقت الذي واصلت فيه الميليشيات الحوثية شن هجماتها باتجاه مدينة مأرب، جدد وزير الخارجية في الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك تأكيد حرص الشرعية على إحلال السلام ووقف إطلاق النار الشامل، باعتبار ذلك هو الخطوة الإنسانية الأهم، وهو الأمر الذي ترفضه الميليشيات المدعومة من إيران.
تصريحات الوزير اليمني جاءت، أمس (الأربعاء)، خلال لقاءين منفصلين في الرياض مع السفيرين الفرنسي والمصري، حيث أوضح لهما وجهة نظر الشرعية بخصوص التطورات السياسية، والجهود المبذولة لتحقيق السلام واستعادة الأمن والاستقرار في بلاده.
ونقلت المصادر الرسمية عن بن مبارك أنه أشار، خلال لقائه السفير الفرنسي جان ماري صافا، إلى «انفتاح الحكومة وتعاملها بمرونة مع الجهود المبذولة كافة لإحلال السلام في اليمن، مؤكداً أن تحقيق السلام هو الهدف الرئيسي لحكومة الكفاءات السياسية التي تعمل على إنجازه منذ اليوم الأول لتشكيلها لتحقيق تطلعات الشعب اليمني في استعادة الأمن والاستقرار وتحقيق المصالحة الوطنية».
وذكرت وكالة «سبأ» أن الوزير بن مبارك «تطرق إلى عرقلة ميليشيا الحوثي لجهود إحلال السلام، واستمرار عدوانها على مأرب، وارتفاع وتيرة الانتهاكات الحوثية بحق المدنيين والنازحين، من خلال ازدياد استهداف الأعيان المدنية والمناطق السكنية بالصواريخ الباليستية نتيجة للعجز التام للميليشيا في تحقيق أي مكاسب في جبهات القتال».
وقال بن مبارك إن «وقف إطلاق النار الشامل على المستوى الوطني هو الخطوة الإنسانية الأهم التي يجب تحقيقها، ليتم عقبها معالجة القضايا كافة، والذهاب إلى مفاوضات الحل الشامل، وفقاً للمرجعيات الثلاث»، في إشارة إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
إلى ذلك، قالت المصادر الرسمية إن وزير الخارجية بن مبارك تطرق، خلال لقائه السفير المصري أحمد فاروق، إلى «مستجدات عملية السلام، في ضوء استمرار العدوان العبثي الذي تشنه الميليشيات الحوثية على محافظة مأرب، وما نتج عن ذلك من تفاقم للأوضاع الإنسانية، واستمرار لإراقة الدم اليمني».
وفي حين أكد بن مبارك أن الشعب في بلاده «بات يعي تماماً مخاطر هذه الجماعة المارقة التي ترفض كل أصوات السلام، في ارتهان وتخادم واضح مع المشروع الإيراني في المنطقة»، حذر كذلك «من الوضع الحالي لخزان صافر النفطي، في ظل استمرار الميليشيات الحوثية في مساومتها للمجتمع الدولي».
ونقلت المصادر أنه أشار إلى «أهمية اتخاذ المجتمع الدولي خطوات أكثر حزماً، وتحديد آلية مزمنة لمعالجة هذه القضية، لما لها من مخاطر بيئية وتداعيات كارثية على اليمن والمنطقة والملاحة الدولية».
وعلى الصعيد الميداني، تحدثت مصادر عسكرية يمنية عن تمكن قوات الجيش اليمني من سحق هجوم جديد للميليشيات الحوثية في جبهات الكسارة (غرب محافظة مأرب)، وذلك في خامس أيام التصعيد الكثيف للميليشيات التي تأمل في أن تحقق أي تقدم، وصولاً إلى السيطرة على هذه المحافظة النفطية.
وقدرت المصادر أن الميليشيات خسرت أكثر من 100 عنصر ذهبوا قتلى خلال المعارك وضربات المدفعية وطيران تحالف الشرعية، إلى جانب كثير من الجرحى والأسرى، منذ يوم السبت الماضي، بينهم قادة ميدانيون ينتحلون رتباً عسكرية رفيعة.
ومع إصرار الجماعة الموالية لإيران على هذا التصعيد، وتجاهل الدعوات الأممية والدولية لوقف الهجوم على مأرب، أفادت منظمة الهجرة الدولية، أمس (الأربعاء)، بأنها رصدت نزوح 153 أسرة خلال أسبوع واحد، جلهم في محافظة مأرب، بحسب ما جاء في تغريدة لها على «تويتر».
وكان الإعلام العسكري للجيش اليمني قد أفاد بأن ما لا يقل عن 30 عنصراً حوثياً قتلوا، وأصيب العشرات، يوم الثلاثاء الماضي، بنيران الجيش والمقاومة الشعبية في جبهات مديرية رغوان (شمال غربي مأرب).
وبحسب الإعلام العسكري للجيش، كانت القوات قد خاضت يومي الأحد والاثنين الماضيين «مواجهات شرسة بعد أن أفشلت هجومين لميليشيات في جبهتي صرواح والمشجح، حيث أسفرت المعارك عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر الميليشيا، بينما لاذ من بقي بالفرار»، في حين «شنت مقاتلات التحالف قصفاً بعدة غارات على تعزيزات وآليات الميليشيا في جبهة المشجح، ودمرت 3 عربات، وقتلت من كانوا على متنها».
وإذ تواصل الميليشيات الحوثية إقامة معسكرات التجنيد لطلبة المدارس لتعزيز صفوفها، كانت وسائل إعلامها قد نقلت مراسيم تشييع للعشرات من قتلاها خلال الأسبوع الحالي، حيث لقوا حتفهم في أثناء محاولتهم الهجوم على مأرب.
وبحسب تقديرات عسكرية، فإن الميليشيات خسرت أكثر من 7 آلاف عنصر، على الأقل، منذ كثفت الهجمات على مأرب ابتداء من فبراير (شباط) الماضي، غير أن ذلك لم يحل بينها وبين تكرار الهجمات واستقدام مزيد من المقاتلين، إذ تراهن على مواصلة القتل للسيطرة على موارد المحافظة النفطية.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.