مصر تؤكد الحاجة لزيادة اللقاحات الموجهة إلى أفريقيا

دعت إلى دعم المصانع المحلية في القارة

جانب من اجتماع الحكومة المصرية أمس (مجلس الوزراء)
جانب من اجتماع الحكومة المصرية أمس (مجلس الوزراء)
TT

مصر تؤكد الحاجة لزيادة اللقاحات الموجهة إلى أفريقيا

جانب من اجتماع الحكومة المصرية أمس (مجلس الوزراء)
جانب من اجتماع الحكومة المصرية أمس (مجلس الوزراء)

أكدت مصر «ضرورة زيادة لقاحات فيروس (كورونا) الموجهة إلى الدول الأفريقية»، داعية إلى «دعم اعتماد المصانع المحلية في اللقاحات، وأيضاً المواد الخام بالقارة الأفريقية»، فيما لفتت وزارة الصحة إلى «حرص مصر على توفير جميع الأدوية والمستلزمات خلال الجائحة لدعم الدول المجاورة والأفريقية». وتعلن مصر، في نهاية الشهر الجاري، «إنتاج أول دفعة من لقاح (سينوفاك) المُصنع في البلاد»، وتستهدف وزارة الصحة تطعيم «40 في المائة من السكان قبل نهاية العام الحالي». وأشارت وزيرة الصحة هالة زايد، أمس، إلى «زيادة عدد مراكز تلقي اللقاح في ربوع البلاد إلى 429 مركزاً، بالإضافة إلى إعداد مصانع الشركة القابضة للقاحات والأمصال (فاكسيرا) لتصبح أكبر مجمع لإنتاج اللقاحات في الشرق الأوسط وأفريقيا، مزودة بخطوط إنتاج جديدة لتصنيع اللقاحات بتجهيزات بلغت 17 مليون دولار تقريباً».
وتحدثت الوزيرة، خلال اجتماع الحكومة المصرية، أمس، عن الإجراءات الصحية التي سيتم اتباعها للسماح بدخول الجهات الدولية إلى معرض الكتاب في مصر نهاية الشهر الجاري، بالتنسيق مع وزارة الثقافة، التي تضمنت «السماح لمن لديه إثبات تلقي اللقاح، فضلاً عن تقديم تخفيضات لطالبي إجراء تحليل (بي سي آر)». كما أوضحت أنه «بالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار، تمت موافاة الجهات المعنية بالمملكة المتحدة بالإجراءات الوقائية والعلاجية التي تطبقها مصر لمواجهة الجائحة، بما في ذلك إجراءات الاستجابة الوبائية عند نقاط الدخول في الموانئ والمطارات، ومتابعة المخالطين، وإجراءات مكافحة العدوى والوقاية، واستراتيجية العزل المنزلي». وأضافت الوزيرة المصرية أنه «تمت مناقشة موقف مصر من توفير اللقاح للمصريين وغير المصريين مع وزارة الصحة الألمانية، وأهمية التعاون مع ألمانيا للتوسع في إنتاج اللقاحات، من خلال التعاون بين الشركات المُصنعة للقاحات في ألمانيا، والشركات الوطنية والعالمية في مصر».
وواصلت إصابات الفيروس الانخفاض في البلاد، حيث سجلت «498 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، فضلاً عن 37 حالة وفاة جديدة». وبحسب «الصحة»، فإن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بالفيروس، حتى مساء أول من أمس، هو 278295 من ضمنهم 206852 حالة تم شفاؤها، و15935 حالة وفاة».
إلى ذلك، أكدت وزيرة الصحة المصرية «أهمية تبني نظام متكامل متطور لتلبية احتياجات السوق الوطنية من الأدوية الحيوية والمستلزمات الطبية خلال التصدي لجائحة الفيروس»، لافتة إلى «حرص مصر على توفير جميع الأدوية والمستلزمات خلال الجائحة، بالإضافة إلى الحرص على دعم الدول المجاورة والأفريقية بالاحتياجات اللازمة»، مضيفة أنه «جارٍ إنتاج أول دفعة من لقاحات الفيروس بمصر». وشددت الوزيرة، خلال مشاركتها في المنتدى الأفريقي الافتراضي الخاص باستراتيجية «وكالة الدواء الأفريقية»، مساء أول من أمس، على «ضرورة تأمين حصول الدول الأفريقية على اللقاحات والأدوية، بالإضافة إلى نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات في القطاع الصحي، والحفاظ على بيئة صحية، ومكافحة تهريب الأدوية عبر القارة الأفريقية».
إلى ذلك، أكد مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية، محمد عوض تاج الدين، أن «تحورات (كورونا) تحت السيطرة، ولا يوجد أي نوع من السلالات المتحورة للفيروس في مصر حتى الآن»، مشيراً في تصريحات متلفزة، مساء أول من أمس، إلى أن «هناك إقبالاً متزايداً على تلقي اللقاح من قبل المصريين»، لافتاً إلى أن «التطعيم يحد من انتشار الوباء».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.