يسعى الآباء دائماً إلى إيجاد طريقة لمعرفة ما إذا كان أبناؤهم موهوبين أم لا، وكذلك كيف يمكن تربية الأطفال الأذكياء بشكل استثنائي.
وقدمت شبكة «سي إن بي سي» الأميركية عدداً من النصائح للآباء؛ بناءً على آراء خبراء. وذكرت الشبكة الأميركية أن الآباء غالباً ما يبحثون خلال السنوات الأولى لطفلهم عن أي علامات تظهر مستويات عالية من المهارة في أي نشاط أو مجال، مثل أن يكون الطفل أسرع من الآخرين، أو إنه يحل مسائل الرياضيات بسهولة، أو لديه إحساس قوي بالموسيقى ويمكنه الغناء... وغيرها من العلامات التي قد تشير إلى أنه طفل موهوب.
وأكدت أن حصول الطفل على درجات عالية في الاختبارات المدرسية ليس بالضرورة مؤشراً على أنه موهوب؛ حيث لا توجد صيغة واحدة لتحديد الطفل الموهوب.
وتابعت أن باحثين وعلماء في علم النفس التربوي يقولون إن هناك بعض الخصائص التي قد تشير إلى قدرات عالية لدى الأطفال، مثل:
- قدرة الطفل على القراءة والتعلم مبكراً وفهم الأشياء بسرعة.
- يستغرق في فعل الأشياء التي يهتم بها بشدة ويركز عليها، حتى إنه يبدو غير مدرك بقية الأحداث التي تدور من حوله.
- يمتلك قوة الملاحظة والفضول والميل لطرح الأسئلة.
- لديه القدرة على التفكير التجريدي، مع إظهار علامات الإبداع.
- لديه تطور مبكر للمهارات الحركية (مثل التوازن والتنسيق والحركة).
- يجد متعة في اكتشاف اهتمامات جديدة أو استيعاب مفاهيم جديدة.
- يستخدم مبكراً مفردات لغوية متقدمة.
- يحتفظ بمجموعة متنوعة من المعلومات.
- يظهر الاستقلالية والاعتماد على الذات والمسؤولية في إنجاز المهام.
- قادر على عرض المواقف من وجهات نظر مختلفة واستكشاف طرق بديلة.
وقدم الدكتور كومار ميهتا، المختص في تربية الأطفال، للشبكة الأميركية نصائح لخلق بيئة تغذي موهبة الطفل بعد ملاحظة وجود قدرات لديه، ومن ثم يمكن المساعدة في تنمية مواهبه دون خلق ضغوط غير صحية.
وقال إنه بعدما أمضي سنوات في دراسة الأشخاص الذين يمثلون أفضل واحد في المائة من الفنانين في مجالاتهم، وجد أن أهم خطوة يمكن أن يتخذها الآباء هي خلق بيئة يمكن لأطفالهم من خلالها تطوير علاقة إيجابية مع اهتماماتهم.
* ابحث عن طرق إبداعية لتعريضهم للنشاط:
قال ميهتا إن هناك أمراً حيوياً لتنمية المواهب هو مراعاة رغبات الأطفال؛ فإذا كانوا يستمتعون بالعلوم، على سبيل المثال، فإن زيارة المتاحف العلمية للأطفال يمكن أن توفر تجربة تعليمية لهم.
وكذلك يمكن توفير مواد من أجل ممارسة اللعب بشكل إبداعي، فعلى سبيل المثال، يمكن إعطاؤهم كراتين البيض وصناديق الكرتون والمناشف الورقية.
وذكر أن والد المغني وكاتب الأغاني إد شيران الحائز جائزة «غرامي» عندما أدرك أن الموسيقى كانت أهم شيء في حياة ابنه، أخذ زمام المبادرة ودفع به إلى الحفلات الموسيقية كل أسبوع، على أمل أن يجد ابنه هدفه.
* أحطهم بالموهوبين
تشير الدراسات إلى أن مهارات الأطفال تنمو بمعدل أسرع عندما يتفاعلون مع الآخرين الذين لديهم مواهب مماثلة، أو يتعلمون منهم، أو يشعرون بالإلهام منهم.
فبلدة صغيرة مثل إيتن في كينيا موطن العديد من أفضل العدائين في العالم. ويقول المدرب برنارد أوما، الذي يقوم بتدريب نخبة العدائين الكينيين، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»: «عندما ترى جارك يركض ويفوز، فهذا يحفزك على الجري والفوز».
عندما يرى الأطفال الأشخاص من حولهم يتألقون في نشاط ما، فإنهم يكونون متحمسين لرفع مستواهم وأن يكونوا أفضل.
* البحث عن المؤثرين المناسبين
لا أحد يحقق العظمة بمفرده، في بعض الأحيان، يجب على الآباء النظر إلى ما وراء أنفسهم لتلبية احتياجات أطفالهم، من خلال إيجاد مرشد خارجي.
ومن المهم التحدث مع طفلك، مع ذلك، والتأكد من أن الجميع على المستوي نفسه.
وتابع أن الشخص المؤثر ليس من الضروري أن يكون أكثر خبرة، وذكر أنه من المثير للدهشة أن الأبحاث توصلت إلى أن أهم المؤثرين لدى طفلك هم على الأرجح أصدقاء لهم.
* بناء قيم عائلية مشجعة:
توفر القيم الأسرية أساساً للتوجيه، وتظهر الأبحاث أنه عندما يكون لدى الأطفال شعور قوي بالدعم والانتماء، فإنهم يكونون أكثر قدرة على تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
ومن بين بعض القيم التي ستساعد في خلق بيئة لطفلك؛ الاحترام، مثل إظهار احترامك لآرائهم وأفكارهم وأحلامهم، وكذلك قضاء بعض الوقت معاً بصفتكم عائلة، والسماح لكل فرد من العائلة بمتابعة اهتماماته.
وثانية تلك القيم العمل بالنسبة للأطفال؛ يشمل ذلك كيفية تعاملهم مع المدرسة وتعليمهم.
وكذلك على سبيل المثال، المثابرة في العمل، والقيام دائماً بأفضل أداء، وعدم الاستسلام عندما لا تسير الأمور كما هو مخطط لها.
أما القيم الاجتماعية؛ فقد وصفها الدكتور كومار ميهتا بأنها مفتاح التربية، وأكد على ضرورة رعاية الأطفال الذين يريدون تحسين المجتمع، وأنه من المهم تشجيعهم وامتداحهم عندما يكونون محترمين ومهذبين، ويشاركون في العمل الجماعي ويتطوعون بمهاراتهم.
ولكن كومار ميهتا حذر من أن الضغط المفرط على الأطفال يمكن أن يكون ضاراً. وأوضح أنه عندما يشعر الأطفال بأن كل مهمة منزلية ستحقق مستقبلهم أو تدمره، أو أن كل لعبة كرة قدم يمكن أن تحدد ما إذا كانوا سيحصلون على منحة دراسية جامعية؛ فإنه يمكن أن تكون لهذا عواقب سلبية.