باحثون يؤكدون: الكلاب أيضاً تحتاج إلى «تربية إيجابية»

انتشر في السنوات الأخيرة مصطلح التربية الإيجابية للأطفال، والتي تعتمد بشكل كبير على تجنب العنف والتوبيخ والكلمات السلبية واتّباع أسلوب التشجيع والدعم حفاظاً على نفسية الطفل وتعزيزاً لشخصيته.
وحسب مجلة «التايم» الأميركية، فقد أكد عدد من الباحثين أن هذا الأسلوب في التربية لا يصلح للأطفال فقط بل ينبغي أن يتم تطبيقه على الكلاب أيضاً.
ولطالما اعتمد مدربو الكلاب منذ القدم على أسلوب يُعرف باسم التعزيز السلبي لتدريب الكلاب منذ ولادتها.
ويتضمن التعزيز السلبي سحب شيء يحبه الكلب من أمامه وتوبيخه وعقابه جسدياً عند قيامه بسلوك غير سليم.
إلا أنه وفقاً للدراسات الحديثة، فقد تبين أن هذا الأسلوب القديم المستخدم في تربية الكلاب غير صحيح على الإطلاق، بل يبطئ في الواقع من تقدم الكلب، ويؤثر على ثقته بمالكه وعلاقته به.
وأظهرت دراسة أميركية حديثة أُجريت على عدد من الكلاب التي تتراوح أعمارها بين 8 أشهر و3 سنوات أن الكلاب التي تلقت الكثير من التوبيخ أو العقاب الجسدي أظهرت تراجعاً ملحوظاً في قدرتها على أداء المهام المختلفة، وخوفاً كبيراً من الغرباء.
وقامت دراسة أخرى أُجريت في البرتغال العام الماضي بتقييم عشرات الكلاب الموجودة في عدد من مدارس تدريب الكلاب بالبلاد، قام المدربون في بعضها باستخدام أساليب عنيفة للعقاب في أثناء التمرين، في حين استخدم آخرون التشجيع فقط للحصول على السلوك الذي يريدونه.
ووجد الباحثون أن أداء الكلاب في المدارس التي اعتمدت على الأسلوب الإيجابي فقط كان أفضل في مختلف المهام التي طلبها فريق الدراسة منهم مقارنةً بالكلاب التي تعرضت للعنف الجسدي والتي أظهرت توتراً كبيراً في أثناء أداء المهام بشكل ملحوظ.
من جهتهم، قال المدربون المحترفون التابعون لمنظمة «Guide Dogs for the Blind»، التي تقوم بتدريب الكلاب لمساعدة المكفوفين وضعاف البصر، إنهم بعد 15 عاماً من عملهم في مجال تدريب الكلاب، وجدوا أنه كلما قلّ استخدامهم للكلمات السلبية في التدريب، زادت سرعة تعلم كلابهم.