أسعار النفط تعود لمستويات ما قبل «كورونا»... و{أوبك بلس} تدرس زيادة تدريجية

بينما ترتفع أسعار النفط لمستويات لم تصل إليها منذ عامين، أي أنها عادت لمستويات ما قبل «كورونا»، جراء زيادة الطلب وسط نقص متوقع في المعروض، قال مصدران مطلعان على محادثات لمجموعة {أوبك بلس}، إن المجموعة تدرس زيادة تدريجية أخرى في إنتاج النفط اعتبارا من أغسطس (آب)، لكن لم تتخذ قرارا بعد بشأن الحجم الدقيق.
وتعيد منظمة البلدان المصدرة للبترول {أوبك} وحلفاؤها، فيما يعرف بـ{أوبك بلس}، ضخ 2.1 مليون برميل يوميا في السوق اعتبارا من مايو (أيار) وحتى يوليو (تموز) ضمن خطة لإنهاء متدرج لتخفيضات إنتاج نفط قياسية بدأتها العام الماضي. وتجتمع {أوبك بلس} في الأول من يوليو.
ونقلت «رويترز» عن أحد المصدرين: «من المحتمل جدا أن تكون ثمة زيادة متدرجة من أغسطس»، مضيفا أنه لم يُتخذ قرار نهائي ولم يتم الاتفاق بعد على أحجام محددة.
وتعني المحادثات أن {أوبك} وروسيا ستجدان على الأرجح أرضية مشتركة بشأن سياسة إنتاج النفط. وتصر موسكو على زيادة الإنتاج أكثر لتجنب حدوث قفزة في الأسعار، بينما لم يصدر عن منتجين كبار بـ{أوبك}، مثل السعودية، إشارات بشأن الخطوة القادمة حتى الآن.
وقال مصدر بقطاع النفط الروسي، وفق «رويترز» الثلاثاء، إن المنتجين الروس يرون أن أغسطس هو الوقت المناسب لمواصلة تخفيف تخفيضات إنتاج النفط رغم العودة المتوقعة لصادرات الخام الإيراني، إذ إن السوق تشهد عجزا. وأضاف المصدر أن إنتاج الولايات المتحدة «غير المستقر» يدعم أيضا مسألة تخفيف القيود.
وتراجعت أسعار النفط أمس الثلاثاء، بعد أن صعد برنت متجاوزا 75 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ أبريل (نيسان) 2019 وفي الوقت الذي بدأت فيه {أوبك بلس} نقاشات بشأن زيادة إنتاج النفط، لكن آفاق الطلب القوي تدعم الأسعار.
في غضون ذلك، وفي زخم توقعات ارتفاع الأسعار نتيجة قلة المعروض مع تعافي الطلب، توقعت مجموعة «ترافيغورا» أن يتجاوز سعر برميل النفط الـ100 دولار خلال الـ12 إلى 18 شهرا القادمة، حيث يقود التعافي من جائحة «كورونا» إلى ارتفاع الطلب.
وقال سعد رحيم، كبير الاقتصاديين بترافيغورا، الثلاثاء في مقابلة مع تلفزيون «بلومبرغ»، إن «السوق متعطشة للنفط».
وبذلك تنضم المجموعة المتخصصة في تجارة المعادن الأساسية والطاقة إلى مجموعة من المراقبين الذي يتوقعون أن يصل سعر النفط الخام إلى المائة دولار إذا ما ظلت الظروف مواتية.
وقال رحيم إن الزيادة في الاستهلاك، بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا، و«نقص الاستثمار الهيكلي» في الإنتاج الجديد سيؤديان إلى ارتفاع إضافي في الأسعار. وأضاف «ستكون في النهاية في وضع لن يكون فيه الطلب قد تعافى وحسب، بل أصبح أقوى مما كان عليه، بينما ليس لديك القدرة التي تحتاجها».
وقال رحيم إن الأسعار يمكن أن تصل إلى مائة دولار العام المقبل، ومن المرجح أن تتجاوز هذا المستوى في غضون 18 شهرا، إذا كانت الظروف مواتية.
وترافيغورا هي ثاني أكبر شركة مستقلة للتجارة في النفط في العالم، وتتعامل مع أكثر من ستة ملايين برميل من النفط الخام والمنتجات البترولية يوميا.
وارتفع الخامان القياسيان - برنت وخام غرب تكساس الأميركي - على مدى الأسابيع الأربعة الفائتة بفضل تفاؤل حيال وتيرة توزيع لقاحات مضادة لـ(كوفيد - 19) عالميا وتحسن متوقع للسفر في الصيف.
وقال ساتورو يوشيدا محلل السلع الأولية لدى راكوتين سيكيوريتيز، وفق «رويترز»: «معنويات السوق تظل قوية مع تحسن آفاق الطلب العالمي»، مضيفا أن صعود أسواق الأسهم في آسيا يساعد أيضا في تعزيز الإقبال على المخاطرة بين المستثمرين.
وواصلت الأسهم العالمية تعافيها خلال تعاملات أمس من أدنى مستوى في أربعة أسابيع، إذ يركز المستثمرون على احتمالات النمو الاقتصادي بعد الجائحة، بدلا من القلق أكثر بشأن موقف يميل إلى التشديد النقدي اتخذه مجلس الاحتياطي الاتحادي في اجتماعه بشأن السياسات الأسبوع الماضي.
ورفع بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش توقعه لسعر خام برنت للعامين الجاري والقادم، وقال إن المزيد من الشح في إمدادات النفط وتعافي الطلب قد يدفعان النفط إلى 100 دولار للبرميل لفترة وجيزة في 2022.
وتوقفت المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني يوم الأحد بعد أن فاز القاضي إبراهيم رئيسي وهو أحد غلاة المحافظين بالانتخابات الرئاسية في البلاد.
وأيد رئيسي يوم الاثنين المحادثات بين إيران وست قوى عالمية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، لكنه رفض بوضوح الاجتماع مع الرئيس الأميركي جو بايدن حتى لو رفعت واشنطن جميع العقوبات.