الفلسطينيون يطالبون إسرائيل بمئات ملايين الدولارات

خصمت من رواتب العمال وترفض الحكومة إرجاعها

جندي يمنع عمالاً فلسطينيين من العبور إلى إسرائيل قرب الخليل في الضفة (إ.ب.أ)
جندي يمنع عمالاً فلسطينيين من العبور إلى إسرائيل قرب الخليل في الضفة (إ.ب.أ)
TT

الفلسطينيون يطالبون إسرائيل بمئات ملايين الدولارات

جندي يمنع عمالاً فلسطينيين من العبور إلى إسرائيل قرب الخليل في الضفة (إ.ب.أ)
جندي يمنع عمالاً فلسطينيين من العبور إلى إسرائيل قرب الخليل في الضفة (إ.ب.أ)

تسعى الحكومة الفلسطينية، ومعها عدة منظمات حقوقية إسرائيلية، لاسترجاع أموال طائلة تم خصمها من رواتب عشرات ألوف العمال الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، كبدل ضمانات اجتماعية أو رسوم نقابية، ولكن السلطات الإسرائيلية تحتجز هذه الأموال ولا تعيدها لأصحابها.
وقال القاضي الإسرائيلي ألكسندر رون، إن جهات إسرائيلية عدة تعاملت مع عشرات ألوف العمال الفلسطينيين، على مدار خمسين عاماً الماضية، باستغلال واستضعاف، فخصمت مبالغ طائلة من رواتبهم ووجدت طرقاً عديدة للالتفاف على حقوقهم ومصادرتها. وحسب مصدر قانوني في إسرائيل، فإن الحديث يجري عن مئات ملايين الدولارات التي يتم احتجازها في مختلف الصناديق في إسرائيل ولا يتاح لأصحابها الفلسطينيين تحصيلها. وقد اعتبرت المحكمة المركزية في القدس هذا الخصم مخالفاً للقانون، لكن الأسوأ منه هو أن السلطات الإسرائيلية وجدت طريقة قانونية لإعفاء نفسها من تعويض العمال.
المعروف أن عشرات ألوف العمال الفلسطينيين يعملون في ورش وشركات ومؤسسات إسرائيلية، ومن يعمل منهم بشكل قانوني، يحصل على حقوق وضمانات اجتماعية. ويقوم أصحاب العمل الإسرائيليون بخصم قسم من الرواتب، 15 في المائة للضمانات والتأمينات، و0.75 في المائة للنقابات الإسرائيلية (الهستدروت). وتراكمت هذه الأموال في صناديق ضمانات اجتماعية في إسرائيل وتم تشغيلها في البورصة والسندات الحكومية وجنت أرباحاً غير قليلة. وتسعى اليوم وزارة الأشغال الفلسطينية لاسترداد هذه الأموال بالمفاوضات، وتهدد بالتوجه إلى المحاكم.
ولكن قضية الأموال التي خصمت لصالح النقابات، وتبلغ قيمتها 88 مليون شيكل (27 مليون دولار)، بشكل غير قانوني واتخذ قرار إسرائيلي بمصادرتها، طرحت في المحكمة المركزية في القدس بغرض تحصيلها. الحكومة الإسرائيلية كانت قد قررت في عام 1970، خصم «بدل اعتناء» بنسبة 0.75 في المائة من رواتب العمال الفلسطينيين في الزراعة، وحولت الأموال إلى نقابة العمال العامة (الهستدروت). ورغم أن هذا الإجراء استمر 50 عاماً، فإن العمال الفلسطينيين لم يكونوا طرفاً في اتفاق جماعي بهذا الخصوص، كما أنهم لم يكونوا أعضاء في الهستدروت، ولذلك فإن الخصم كان مخالفاً للقانون بموجب قانون حماية الراتب.
وقدمت جمعيتا «معاً» و«خط للعامل»، دعوى ضد هذا الإجراء إلى محكمة العمل القُطرية الإسرائيلية، في عام 2020، أكدتا فيها أن العمال الفلسطينيين لم يحصلوا على مقابل للمبالغ الطائلة التي دفعوها، إذ إن السلطات الإسرائيلية لا تعترف بنقابات العمال الفلسطينية، والهستدروت لا تسمح للعمال الفلسطينيين بأن يكونوا أعضاء فيها، وعندما تقع حوادث عمل لهؤلاء العمال، يتبين أنهم لا يحصلون على حماية أو حتى على علاج طبي ملائم.
وقد رفع المحامي يغآل دانينو، دعوى تمثيلية باسم جميع العمال الفلسطينيين الذين خصمت سلطة السكان والهستدروت أموالاً من رواتبهم بشكل مخالف للقانون. وقال أمام المحكمة المركزية في القدس إن هذه عملية استغلال بشع وغير أخلاقي. وأضاف: «بدلاً من تصحيح الوضع وإعادة الحق لأصحابه، تلجأ الحكومة إلى ثغرات في القانون لكي تنفذ منها وتتهرب من إعادة الأموال لأصحابها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.