فساد الحوثيين يهيمن على نقاشات «برلمانهم»

TT

فساد الحوثيين يهيمن على نقاشات «برلمانهم»

هيمن فساد الميليشيات الحوثية أخيراً على نقاشات «برلمانهم» غير الشرعي الذي سادت جلساته اتهامات لرئيسه يحيى الراعي بالفساد، على خلفية رفضه الكشف عن الحسابات الختامية لحكومة الانقلاب خلال الأعوام المنتهية، وهو ما دفعه للرد على هؤلاء بالشتائم.
وكانت الميليشيات الموالية لإيران قامت بتصعيد أعضاء من عناصرها إلى عضوية البرلمان غير الشرعي في صنعاء في انتخابات شكلية بدلاً عن النواب الذين فارقوا الحياة في مناطق سيطرتها.
وقالت مصادر مطلعة في صنعاء إن رئاسة برلمان الجماعة التي جرت إعادة تشكيلها بعد مغادرة غالبية النواب مناطق سيطرة الجماعة ترفض طلبات متكررة من الأعضاء بتقديم الحسابات الختامية والكشف عن النفقات المالية التي تتحكم بها الرئاسة، لكن تلك الطلبات تقابل بالتجاهل ووصلت أخيراً إلى حد الشتائم بين رئيس المجلس يحيى الراعي والقيادي الحوثي مرتضى جدبان الذي أدخل المجلس أخيراً في انتخابات شكلية بدلاً عن أحد النواب المتوفين.
ووفق هذه المصادر، فإن جدبان انضم إلى نواب آخرين عددهم محدود وطالب رئاسة المجلس بالكشف عن مصير الميزانية الهائلة المُخصصة لها، ووصف أعضاء الرئاسة باللصوص. فردّ عليه الراعي ووصفه بأنه «قليل الأدب»، وحينها ردّ جدبان عليه بشتائم مماثلة. لكن أعضاء رئاسة المجلس تضامنوا مع الراعي في مواجهة عضو المجلس الذي وُصف بـ«المتهور» بحكم حداثة دخوله المجلس الذي لا يعترف به أحد، ويعقد جلساته بحضور عشرات من النواب من دون نصاب قانوني.
وقال النائب المعارض في برلمان الجماعة أحمد سيف حاشد: «للمرة الألف تعد رئاسة المجلس بتقديم الحسابات الختامية، لكنها لم تستطع، ولن تستطيع، لأن الأمر صعب عليها». وأضاف: «إنهم يريدون تقديم نصف حساب ختامي فقط»، متسائلاً: «أين ذهب النصف الثاني؟ لا يوجد في أي دولة في العالم تقديم نصف حساب ختامي إلا في مجلس نواب صنعاء». واعتبر أن تقديم نصف حساب ختامي «دليل يدين من لا يريد تقديم النصف الآخر».
وفي سياق متصل بالعبث الذي يمارسه نواب الحوثي، شرع هؤلاء أخيراً في مناقشة إنشاء منطقة صناعية في محافظة ذمار (جنوب صنعاء)، وهو أمر أثار غضب رئيس لجنة الصناعة في المجلس الحوثي الذي لم يكن على اطلاع ولم يتم إشراكه في التقرير الذي قدم للمجلس للمصادقة عليه بتنسيق مع القيادي الحوثي محمد البخيتي المعين من قبل الميليشيات محافظاً لذمار.
وسخرت مصادر في المجلس الحوثي نفسه من المشروع، واعتبرته محاولة للاستيلاء على أراضي المواطنين، لأن الأراضي المملوكة للدولة، والتي ستدخل في المشروع لا تزيد على 15‎ في المائة من المساحة المقترحة. واعتبرت المصادر أن الشروع في مناقشة المشروع تمهيداً للمصادقة عليه نموذج آخر على العبث الحاصل في مناطق سيطرة الميليشيات، ومساعيها لمصادرة ممتلكات السكان، «إذ كيف لها بإقامة منطقة صناعية وهي تقطع الرواتب عن مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتها، كما أنها تستولي على كل عائدات الدولة وتنفقها لدعم مجهودها الحربي؟».


مقالات ذات صلة

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.