أنقرة مستعدة لـ«مشاركة فعالة» في تحرير الموصل.. وبغداد تؤكد أن العملية ستكون عراقية

مصدر رسمي تركي لـ {الشرق الأوسط} : دعم لوجيستي واستخباراتي.. والقتال «يمكن النظر فيه»

أنقرة مستعدة لـ«مشاركة فعالة» في تحرير الموصل.. وبغداد تؤكد أن العملية ستكون عراقية
TT

أنقرة مستعدة لـ«مشاركة فعالة» في تحرير الموصل.. وبغداد تؤكد أن العملية ستكون عراقية

أنقرة مستعدة لـ«مشاركة فعالة» في تحرير الموصل.. وبغداد تؤكد أن العملية ستكون عراقية

أكد مصدر رسمي تركي أمس أن بلاده ستشارك بفعالية كبيرة في العملية المرتقبة لتحرير مدينة الموصل العراقية من سيطرة تنظيم داعش. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن أنقرة ستضع كل إمكاناتها اللوجيستية في خدمة هذا الهدف، مشيرا إلى إمكانية فتح القواعد الجوية التركية أمام طائرات التحالف لتسهيل عملية استهداف التنظيم المتطرف الذي يسيطر على المدنية منذ الصيف الماضي.
وأعلن المصدر عن وجود تفاهم تركي - عراقي في هذا الخصوص سيترجم في الأيام المقبلة على الأرض، موضحا أن مسألة مشاركة قوات برية أو تقديم دعم جوي «مسألة يمكن النظر فيها»، معتبرا أن الموقف التركي سيتحدد وفقا لدراسة متأنية للظروف المحيطة بالعملية، جازما بأن التعاون الاستخباري قائم وفعال «وسيكون له أثر كبير في المعركة».
وأكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن الطائرتين العسكريتين اللتين اتجهتا من العاصمة أنقرة إلى العاصمة العراقية بغداد أول من أمس «نقلتا على متنهما مساعدات عسكرية تم إعدادها بناء على الاحتياجات العراقية التي حددناها خلال الاجتماع الذي عقدته وزارتا دفاع تركيا والعراق أثناء الزيارة الأخيرة التي أجراها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى أنقرة».
ولفت رئيس الوزراء التركي إلى أن هناك اتفاقيات بين تركيا والعراق في مجالي الدفاع والأمن، مشددا على الأهمية القصوى لاستقرار العراق بالنسبة لتركيا، وأوضح أيضا أن هناك تعاونا أمنيا مماثلا بين أنقرة وإقليم كردستان في شمال العراق. وذكر داود أوغلو أن الخطر الأمني الذي تسببت فيه كثير من التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش، «يمثل تهديدا كبيرا لتركيا، لكن موقفنا واضح وصريح دائما، فنحن ضد الهجمات الدموية التي يرتكبها النظام السوري، وأيضا ضد الأنشطة غير الإنسانية التي لا تعرف رحمة، والتي تقوم بها التنظيمات الإرهابية، ومواقفنا في هذه الأمور مبنية على مبادئ». وأكد أن «تحقيق الاستقرار في الموصل بشكل يحررها من أي ضغوط إرهابية، أو طائفية أو مذهبية، وتحقيق السلام لأهلها، أمر يمثل بالنسبة لنا مهمة استراتيجية، ومن ثم نحن في حالة تشاور مستمرة مع كل الأطراف»، مشيرا إلى أن نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي كان في تركيا الأسبوع الماضي، وذكر أن النجيفي تم تكليفه باسم رئيس العراق لتحرير الموصل.
ومن بغداد، قال وزير الدفاع التركي عصمت يلماز الذي وصل إلى العاصمة العراقية أمس إن بلاده تقف إلى جانب العراق في العملية المزمعة لتحرير الموصل، معلنا أن تركيا «مستعدة لتقديم كل أنواع الدعم الاستخباراتي واللوجيستي للعراق في إطار مكافحته للإرهاب، إضافة إلى استعدادنا لتدريب وتجهيز عناصر من الجيش العراقي وقوات البيشمركة».
وقال يلماز في مؤتمر صحافي جمعه بنظيره العراقي خالد العبيدي إنه تباحث مع العبيدي حول موضوعَي: مكافحة الإرهاب، والتعاون العسكري والدفاعي، مؤكدا أن تركيا ستواصل تقديم ما في استطاعتها من أجل وحدة وسلامة واستقرار وأمن ورفاه العراق، وأنها تدعم حكومة وبرنامج حيدر العبادي التي تمتلك هيكلية شاملة. وأشار يلماز إلى أن تركيا ستواصل دعمها العسكري لجميع قوات الأمن العراقية، وأنها تعمل من أجل تخفيف معاناة الشعب العراقي، مبينا أن بلاده كانت السباقة في تقديم المساعدات الإنسانية للعراق، إذ أرسلت حتى اليوم 800 شاحنة مساعدات إنسانية.
وتطرق يلماز إلى التدابير الأمنية التي اتخذتها تركيا لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي، لافتاً إلى أنهم رفعوا مستوى الإجراءات الأمنية إلى أعلى درجة على الحدود مع العراق وسوريا، وفي عمليات الدخول والخروج من المطارات. وفي هذا السياق، أعلن أن الحكومة التركية منعت 10 آلاف متسلل كانوا يرومون دخول العراق وأبعدت 1200 شخص يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم داعش من الأراضي التركية.
بدوره، قال وزير الدفاع العراقي إن بغداد وحدها هي التي ستقرر توقيت ونطاق أي هجوم لاستعادة الموصل بعد أن بعث المسؤولون الأميركيون إشارات متضاربة عن الهجوم. وكان مسؤول في القيادة الوسطى الأميركية قال قبل أسبوعين إن الهجوم قد يبدأ في أبريل (نيسان) أو مايو (أيار). وأشار المسؤولون الأميركيون منذ ذلك الحين إلى أن التوقيت قد يمتد إلى الخريف، بينما أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أول من أمس أن الإحاطة الأولية غير دقيقة وأنه يجب على المسؤولين العسكريين ألا يناقشوا خطط الحرب بأي حال.
ونقلت وكالة رويترز عن وزير الدفاع العراقي قوله إن «معركة تحرير مدينة الموصل ستكون عراقية التخطيط والتوقيت والتنفيذ»، مؤكدا أن العراق «لن يستعين بأي قوات أخرى خلال تلك المعركة». وأوضح أن المعركة هي معركة الجيش العراقي وأن دور التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سيقتصر على الدعم الجوي وهذا أمر متفق عليه.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.