إغلاق مفاعل «بوشهر» الإيراني... «بتكوين» قد يكون أحد الأسباب

مفاعل بوشهر النووي الإيراني (أ.ف.ب)
مفاعل بوشهر النووي الإيراني (أ.ف.ب)
TT

إغلاق مفاعل «بوشهر» الإيراني... «بتكوين» قد يكون أحد الأسباب

مفاعل بوشهر النووي الإيراني (أ.ف.ب)
مفاعل بوشهر النووي الإيراني (أ.ف.ب)

أثار إغلاق غامض لمحطة الطاقة النووية الإيرانية الوحيدة التكهنات حول الأسباب، كما أثار تساؤلات حول سلامة المفاعل الذي بنته روسيا.
وأرجع مسؤولون إيرانيون، بحسب وسائل إعلام رسمية، «الإغلاق الطارئ» لمحطة الطاقة النووية في بوشهر إلى خلل هندسي غير محدد، وقالوا إنه سيستمر أياماً عدة، لكن لم يكشفوا عن تفاصيل أخرى.
وتتعرض شبكة الطاقة الإيرانية لضغوط هائلة بسبب استخدام رواد الأعمال أجهزة كومبيوتر قوية لتعدين «بتكوين».
فقد نقلت وسائل الإعلام الرسمية عن المتحدث باسم شركة الكهرباء مصطفى رجبي مشهدي قوله: «في الواقع، تسبب عطل فني في فصل (محطة الطاقة النووية) عن الدائرة، وسيجري توصيلها بالدائرة بعد إجراء مزيد من الإصلاحات»، حسبما أفادت به صحيفة «إندبندنت».
وقال المسؤول في شركة الطاقة، غلام علي رخسانيمهر، الأحد، إن تعدين العملات المشفرة يمثل نصف استهلاك الكهرباء في طهران، وإن 3 آلاف جهاز كومبيوتر تجوب الإنترنت بحثاً عن «بتكوين» جرى تحديدها ومصادرتها الأسبوع الماضي.
وتُعرف إيران بأنها واحدة من أكبر مستخدمي العملات المشفرة في العالم لتجنب العقوبات الأميركية.
رغم أن «بوشهر» ليست جزءاً أساسياً من المناقشات حول الاتفاق النووي، فإن بعض المختصين في حظر الانتشار النووي أعربوا عن قلقهم من أن إيران قد تسحب البلوتنيوم المستخدم في صنع الأسلحة من قضبان وقود المفاعل المستهلك؛ حيث يشغّل بواسطة قضبان وقود من فئة المفاعلات جُلبت من وإلى البلاد من قبل المهندسين الروس بموجب شروط تشرف عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومحطة «بوشهر» أول محطة طاقة نووية مدنية عاملة في الشرق الأوسط. وجرى توصيلها لأول مرة بشبكة الكهرباء الإيرانية قبل عقد من الزمان، وتقع في واحدة من أكثر المناطق نشاطاً زلزالياً في العالم، وهي حقيقة تزعج كلاً من إيران والدول المطلة على الخليج العربي.



المبارزة الإيرانية ــ الإسرائيلية تنتظر ترمب

عناصر من الشرطة الإسرائيلية تقف بينما يتصاعد دخان جراء غارات إيرانية على موقع في هرتسليا قرب تل أبيب أمس (أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة الإسرائيلية تقف بينما يتصاعد دخان جراء غارات إيرانية على موقع في هرتسليا قرب تل أبيب أمس (أ.ف.ب)
TT

المبارزة الإيرانية ــ الإسرائيلية تنتظر ترمب

عناصر من الشرطة الإسرائيلية تقف بينما يتصاعد دخان جراء غارات إيرانية على موقع في هرتسليا قرب تل أبيب أمس (أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة الإسرائيلية تقف بينما يتصاعد دخان جراء غارات إيرانية على موقع في هرتسليا قرب تل أبيب أمس (أ.ف.ب)

باتت الأنظار كلها موجّهة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمعرفة موقفه من المبارزة الإيرانية – الإسرائيلية، التي دخلت أمس يومها الخامس.

وأثارت مغادرة ترمب المبكرة قمة «مجموعة السبع» في كندا، الليلة قبل الماضية، ودعوته لـ«إخلاء طهران فوراً» ثم توجّهه للاجتماع مع فريقه للأمن القومي، تساؤلات حول ما سيتخذه من قرارات تدفع إما لاتسّاع الحرب أو سلوك طريق التفاوض. وفيما ترددت معلومات في الإعلام الأميركي عن أنه يدرس الانخراط في الحرب وتوجيه ضربة إلى إيران، نقلت وكالة «رويترز» عن ثلاثة مسؤولين أميركيين إن الجيش الأميركي ينشر المزيد من الطائرات المقاتلة في الشرق الأوسط ويوسع نطاق نشر طائرات حربية أخرى، مما يعزز القوات العسكرية الأميركية في المنطقة مع احتدام الحرب بين إسرائيل وإيران.

وبعد اجتماعه مع فريقه للأمن القومي أمس، أظهر ترمب مواقف تصعيدية حادّة ضد إيران، حيث قال: «أحكمنا الآن سيطرةً تامة على أجواء إيران. كانت لدى طهران منظومات رصد ودفاع جوي وفيرة، لكنها لا تضاهي التقنيات الأميركية المصمَّمة والمصنَّعة لدينا». وأضاف، عبر منصة «تروث سوشيال»: «نعرف بدقّة موقع المرشد علي خامنئي. هو هدف سهل، لكننا لن نستهدفه الآن، تفادياً لإصابة مدنيين أو جنود أميركيين... صبرنا ينفد». وختم بلهجة إنذار: «الاستسلام غير المشروط».

وفجر أمس، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي «هجمات واسعة» على قواعد لـ«الحرس الثوري» والجيش النظامي في إيران، مستهدفاً عشرات المخازن ومنشآت ومنصات إطلاق صواريخ أرض - أرض وطائرات مسيَّرة في أصفهان وتبريز ونطنز ونجف آباد وشيرا.

ووقعت أعنف الضربات مساءً على القاعدة الجوية القتالية الثامنة وسط أصفهان، وهي القاعدة الرئيسية لسلاح الجو الإيراني. ولم تمضِ ساعاتٌ حتى ردّ «الحرس الثوري» بإطلاق ما بين 5 إلى 8 صواريخ باليستية نحو تل أبيب وحيفا، واصفاً انخفاض الكثافة النيرانية بأنه «تغيير تكتيكي» يعتمد «دفعات صغيرة»، تربك القبة الحديدية. وقال إنه استهدف مديرية المخابرات العسكرية الإسرائيلية ومركز عمليات لجهاز (الموساد) في ساعة مبكرة من صباح أمس.

وأطلقت إيران لاحقاً صواريخ نحو جنوب إسرائيل، ودوّت صافرات الإنذار في مدن عدة، بما في ذلك ديمونا، المدينة التي تضم منشأة نووية.

ولاحقاً، توعد رئيس الأركان الإيراني عبد الرحيم موسوي، عبر رسالة متلفزة، بردّ قوي، حيث قال إن «العمليات التي نفذت حتى الآن كانت بمثابة تحذير لأغراض الردع. أما العمليات التأديبية فسيتم تنفيذها قريباً». كما أكّد المتحدثُ باسم القضاء الإيراني، أصغر جهانغير، أن المرشد علي خامنئي «لم يعلن بعدُ حالة الحرب».

وفي إسرائيل، أظهر الجيش رفضاً لبدء أي مفاوضات لوقف الحرب مع إيران قبل تحقيق أهدافه، مؤكداً عزمه على توسيع العملية العسكرية عبر مهاجمة أهداف جديدة، قال إنها «سرية وغير مسبوقة»، وستُشكل «مفاجأة»، و«تضرّ بالإيرانيين». وعزا الجيش، في تصريحات أدلى بها مسؤول كبير في هيئة الأركان الإسرائيلية، للإعلام، أمس، رغبته في توسيع العمليات، لعدم «استنفاد الإنجازات»، المتركزة على ملاحقة قادة النظام الإيراني، وتدمير القدرات النووية، وترسانة الصواريخ والمسيّرات، ومنظومات الدفاع.

وأطلق وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تحذيراً لخامنئي، مشيراً إلى أنه «قد يلقى نفس مصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، إذا استمرت طهران في شنّ هجماتها الصاروخية ضد إسرائيل».