استهداف منزل مسؤول محلي جنوب العراق

TT

استهداف منزل مسؤول محلي جنوب العراق

استهدف مجهولون، فجر أمس، منزل حسن الخفاجي قائمقام مدينة الغراف شمال محافظة ذي قار. وقالت مصادر الشرطة إن «عملية الاستهداف تمت بقنبلة شديدة الانفجار، محلية الصنع، أحدثت أضراراً شديدة بالمنزل، لكن من دون خسائر بشرية». ولم تكشف المصادر عن طبيعة الجهات المنفذة أو دوافع الحادث.
وكان منزل القائمقام السابق تعرض للحرق على يد متظاهرين غاضبين شتاء 2019.
من جهة أخرى، أعلن النائب عن كتلة «الفتح» الحشدية عبد الأمير التعيبان، أمس، عن تعرض سيارته إلى الرمي بالحجارة عند وصوله إلى بوابة مبنى إدارة محافظة ذي قار في الناصرية. وعرف التعيبان الذي يتحدر عن محافظة ذي قار بمواقفه المناهضة للمظاهرات الاحتجاجية في ذي قار وبقية المحافظات. وقال التعيبان، عبر رسالة صوتية، إنه «لم يتعرض إلى الأذى، وإنه مسامحهم كونهم أبناء المحافظة ولهم حق عليه»، لكنه وصف المعتدين عليه بمجموعة من «الصبيان المنفلتين».
من جهتها، أعلنت وزارة التخطيط، أمس، عن مصادقتها على أغلب المشاريع العمرانية والخدمية الخاصة المقدرة بأكثر من 60 مشروعاً بمحافظة ذي قار. ويأتي إعلان الوزارة بعد أسبوع من زيارة قام بها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى المحافظة لتسريع عجلة البناء والإعمار في المحافظة الغاضبة ويعد مركزها الناصرية أحد معاقل الاحتجاج الرئيسية جنوب البلاد. وذكر المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، في بيان، أن وزير التخطيط «خوّل صلاحياته بتهيئة ملفات زيادة كلف المشروعات إلى الوكيل الفني للوزارة ومدير عام دائرة تخطيط القطاعات، من أجل الإسراع في إنجاز مشاريع محافظة ذي قار، وإيلاء المحافظة اهتماماً استثنائياً، تقديراً لظروفها الخاصة، وتنفيذاً لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء». وأشار إلى أن «الوزارة تضطر في كثير من الأحيان إلى تسلم أوليات المشاريع عبر البريد الإلكتروني، بهدف الإسراع في إكمال المتطلبات، ومن تلك المشاريع، مشروع ماء الدواية».
وأضاف الهنداوي أن «المحافظة طلبت إعادة المصادقة على مشاريع خطة عام 2019 من جديد، وقامت دائرة تخطيط القطاعات بدراسة زيادة كلف عدد كبير من المشاريع، مع وجود الكثير من الأخطاء في الكشوفات المطلوبة، وبالتالي يصبح في بعض الأحيان من غير الممكن المصادقة على المشروع قبل تصحيح تلك الأخطاء».
من ناحية ثانية، تسبب انفجار مخلفات حربية في منطقة الشلامجة القريبة من مركز محافظة البصرة المحاذية لإيران في مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين. وقالت خلية الإعلام الأمني الرسمية، في بيان، أمس، إن «مدنياً قتل وأصيب اثنان آخران من الكسبة العاملين في جمع الحديد القديم، بانفجار أحد المخلفات الحربية في منطقة الشلامجة على الحدود الفاصلة بين العراق وإيران».
وتعاني معظم المناطق الحدودية بين العراق وإيران من مخلفات الحرب التي نشبت بين البلدين بين الأعوام (1980 - 1988)، ومن بقايا حقول الألغام والمخلفات الحربية. وتعرض كثيرين من سكان تلك المناطق إلى حوادث مماثلة خلال السنوات الماضية.



القضاء العراقي يواجه أزمة بعد فوز ترمب لصدور مذكرة قبض بحقه

ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
TT

القضاء العراقي يواجه أزمة بعد فوز ترمب لصدور مذكرة قبض بحقه

ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)

في الوقت الذي هنأ الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، ومحمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، دونالد ترمب بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بدأت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي تبحث عن كيفية التعامل مع ترمب المرحلة المقبلة في ظل وجود مذكرة صادرة من مجلس القضاء الأعلى في العراق بالقبض على ترمب بتهمة اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد

وقال عضو اللجنة مختار الموسوي في تصريح صحافي إن «ترمب بالنسبة للعراق وحسب القوانين العراقية هو مجرم، لكن العراق سيتعامل معه بشكل طبيعي، فهناك مصلحة للعراق بذلك، ووصول ترمب إلى البيت الأبيض لن يؤثر على العلاقات بين بغداد وواشنطن». ورأى الموسوي، وهو نائب عن «الإطار التنسيقي الشيعي» الحاكم أن «أميركا دولة مؤسسات ولا تتأثر كثيراً برؤساء في التعاملات الخارجية المهمة». وأضاف: «ترمب لا يعترف بالحكومة العراقية ولا يحترم السلطات في العراق»، لافتاً إلى أن «زيارته للعراق أثناء ولايته السابقة اختصرت فقط على زيارة الجنود الأميركان في قاعدة (عين الأسد) بمحافظة الأنبار، لكن العراق سيتعامل مع ترمب بشكل طبيعي».

الجنرال الإيراني قاسم سليماني (أ.ب)

وختم عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية تصريحه قائلاً: «في حال زار ترمب العراق خلال المرحلة المقبلة، فهناك صعوبة في تنفيذ مذكرة القبض بحقه، فهناك مصلحة للدولة العراقية وهي تتقدم على جميع المصالح الأخرى، فهي تمنع أي تنفيذ لتلك المذكرة بشكل حقيقي بحق ترمب».

أبو مهدي المهندس (أ.ف.ب)

يشار إلى أن رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق فائق زيدان أعلن صدور أوامر قبض بحق ترمب على خلفية أوامر أصدرها لقتل سليماني والمهندس في السابع من يناير (كانون الثاني) عام 2021. وأوضح بيان رسمي، صدر في ذلك الوقت أن «القرار يستند إلى أحكام المادة 406 من قانون العقوبات العراقي النافذ»، مؤكداً أن «إجراءات التحقيق لمعرفة المشاركين الآخرين في تنفيذ هذه الجريمة سوف تستمر سواء كانوا من العراقيين أو الأجانب».

القضاء العراقي وأزمة تطبيق القانون

قانونياً، وطبقاً لما أكده الخبير القانوني العراقي، علي التميمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» فإأن «القضاء العراقي تحرك بناءً على الشكوى المقدمة من الطرف المشتكي، وبالتالي فإن القضاء ملزم وفق القانون باتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي شخص سواء كان في الداخل العراقي أو الخارج العراقي».

وأضاف التميمي: «ولأن الجريمة التي ارتُكبت داخل العراق واستهدفت شخصيات في العراق وأدت إلى مقتلهم؛ فإن الولاية القضائية هنا هي التي تطبق وهي ولاية القضاء العراقي»، مبيناً أن «إصدار أمر قبض بحق ترمب في وقتها وفق مذكرة القبض الصادرة من القضاء العراقي وفق المادة 406 من قانون العقوبات العراقي وهي القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لكونه شريكاً في هذه العملية؛ ولذلك يعدّ الإجراء من الناحية القانونية صحيحاً».

مركبة محترقة في مطار بغداد أصابها أحد الصواريخ الثلاثة (خلية الإعلام الأمني)

ورداً على سؤال بشأن تنفيذ المذكرة، يقول التميمي إن «التنفيذ يكون عن طريق الإنتربول الدولي بعد تقديم طلب عبر وزارة الخارجية، وهو أمر صعب من الناحية الواقعية، والثانية هي انضمام العراق إلى اتفاقية روما للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1948 وهي تحاكم الأشخاص بمختلف الجرائم، ومنها جرائم العدوان التي تنطبق على عملية الاغتيال التي نُفذت بأمر ترمب وفقاً للمادة 6 من قانون هذه المحكمة التي تتطلب دخول العراق فيها أولاً». وأوضح التميمي أنه «مع كل هذه الإجراءات القانونية، لكن ترمب في النهاية أصبح رئيس دولة وهو يتمتع بالحصانة وفقاً اتفاقية فيينا».

أول المهنئين لترمب

وفي الوقت الذي تبدو عودة ترمب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية مقلقة لبعض الأوساط العراقية، إلا أن العراق الرسمي كان من أول المهنئين؛ إذ هنأ الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد ترمب، وتطلع إلى أن «تعمل الإدارة الأميركية الجديدة على تعزيز الاستقرار الذي تشتد الحاجة إليه والحوار البنَّاء في المنطقة»، كما هنَّأ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني دونالد ترمب بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية لولاية جديدة، معرباً عن أمله في «تعزيز العلاقات الثنائية» خلال «المرحلة الجديدة». وكتب السوداني على منصة «إكس»: «نؤكد التزام العراق الثابت بتعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، ونتطلع لأن تكون هذه المرحلة الجديدة بداية لتعميق التعاون بين بلدينا في مجالات عدة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ويعود بالنفع على الشعبين الصديقين». كما أن رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني ورئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني كانا أول المهنئين لترمب؛ نظراً للعلاقة الجيدة التي تربط الأكراد مع الجمهوريين. وكتب نيجرفان بارزاني على منصة «إكس» قائلاً: «أتقدم بأحرّ التهاني إلى الرئيس ترمب ونائب الرئيس المنتخب فانس على فوزهما في الانتخابات». وأضاف: «نتطلع إلى العمل معاً لتعزيز شراكتنا وتعميق العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان والعراق والولايات المتحدة».

أما رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، فقد عبّر من جهته إلى أهمية «تعميق الشراكة بين إقليم كردستان والولايات المتحدة، والعمل معاً لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة».

اقرأ أيضاً