السودان يجدد مطالبته بسحب القوات الإثيوبية من أراضيه

نساء ورجال ينتظرون أمام مركز اقتراع في أديس أبابا أمس للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة أمس (أ.ف.ب)
نساء ورجال ينتظرون أمام مركز اقتراع في أديس أبابا أمس للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة أمس (أ.ف.ب)
TT

السودان يجدد مطالبته بسحب القوات الإثيوبية من أراضيه

نساء ورجال ينتظرون أمام مركز اقتراع في أديس أبابا أمس للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة أمس (أ.ف.ب)
نساء ورجال ينتظرون أمام مركز اقتراع في أديس أبابا أمس للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة أمس (أ.ف.ب)

جدد السودان مطالبته للأمم المتحدة باستبدال القوات الإثيوبية، التي تشارك في حفظ السلام بمنطقة ابيي المتنازع عليها مع جنوب السودان. وفي غضون ذلك، دعا المبعوث الأوروبي إلى إثيوبيا والسودان، بيكا هافيستان، إلى أهمية التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث في قضية سد النهضة، قبل شروع إثيوبيا في الملء الثاني، حتى لو كان هذا الاتفاق انتقالياً.
وبحثت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، في الخرطوم أمس، مع مدير الإدارة السياسية بمكتب مساعد الأمم المتحدة الخاص، جراهام ميتلاند وضعية قوات حفظ السلام «اليونيسفا» في منطقة أبيي.
وأشارت المهدي إلى الجهود، التي تقوم بها حكومة السودان، لحل الخلاف حول المنطقة مع دولة جنوب السودان، ودياً عبر تفعيل دور الآليات المشتركة لمراقبة الحدود واللجنة السياسية الأمنية المشتركة، وفتح المعابر بين البلدين.
كما جددت الوزيرة مطالبة بلادها باستبدال القوات الإثيوبية المشاركة ضمن بعثة «يونيسفا» بقوات أخرى، نظراً إلى المتغيرات الراهنة على صعيد العلاقات مع إثيوبيا، وفقدان قواتها صفة الحيادية، وهي شرط أساسي لإنجاز مهام البعثة.
في غضون ذلك، قال هافيستان في تصريحات صحافية في بروكسل، بحسب ما نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن الاتحاد الأوروبي «يمكن أن يقوم بدور إيجابي، وتقديم المساعدة على الصعيدين السياسي والفني للوصول لهذا الاتفاق».
وأضاف هافيستان أن الاتحاد الأوروبي يؤمن بقدرته مع الاتحاد الأفريقي على مساعدة السودان ومصر وإثيوبيا للوصول إلى حل في القضية القائمة بينهم الآن. مشيراً إلى أن الإثيوبيين يخططون لبدء الملء الثاني في يوليو (تموز) المقبل، لكن من المهم التوصل لاتفاق حتى لو كان انتقالياً على الأقل حول الملء الثاني، على اعتبار أن هناك حاجة لتوفير معلومات من جانب إثيوبيا، واتفاق بين الدول الثلاث على الجوانب الفنية والعملية لتشغيل السد.
وأشار المبعوث الأوروبي إلى أن نقص المعلومات الفنية يشعر السودان بالقلق لأن تدفق المياه قد يؤدي إلى إتلاف البنيات التحتية، مما يدفع الخرطوم للمطالبة بضمانات أن يكون الملء آمناً.
ورهن السودان في وقت سابق قبوله باتفاق جزئي بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، بتوقيع الدول الثلاث على كل ما تم التوصل إليه من اتفاقيات سابقة، وأن يظل الاتفاق سارياً إلى أن يجدد باتفاق آخر.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.