{وول ستريت} تقتنص الانتعاش من قبضة {الفيدرالي}

«التحولات الاقتصادية الحادة» قادت تلميحات صانعي السياسات

عادت أسواق الأسهم العالمية إلى تحقيق المكاسب بقيادة  «وول ستريت» في بداية تعاملات الأسبوع (أ.ب)
عادت أسواق الأسهم العالمية إلى تحقيق المكاسب بقيادة «وول ستريت» في بداية تعاملات الأسبوع (أ.ب)
TT

{وول ستريت} تقتنص الانتعاش من قبضة {الفيدرالي}

عادت أسواق الأسهم العالمية إلى تحقيق المكاسب بقيادة  «وول ستريت» في بداية تعاملات الأسبوع (أ.ب)
عادت أسواق الأسهم العالمية إلى تحقيق المكاسب بقيادة «وول ستريت» في بداية تعاملات الأسبوع (أ.ب)

فتحت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على ارتفاع يوم الاثنين مع بداية تعاملات الأسبوع، إذ انتعشت أسهم القطاع المالي والطاقة بعد تصريحات تميل للتشديد من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي دفعت المؤشر داو للأسهم القيادية والمؤشر ستاندرد آند بورز 500 لتكبد أكبر خسائرهما الأسبوعية منذ شهور.
وقال روبرت كابلان، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس الاثنين إن ميل صانعي السياسة النقدية بالبنك المركزي الأميركي إلى بداية أسرع متوقعة لزيادات في أسعار الفائدة؛ هو رد فعل لآفاق اقتصادية شهدت تحولا حادا بين ديسمبر (كانون الأول) ويونيو (حزيران).
وأضاف كابلان أنه حتى ديسمبر، كان مسار جائحة فيروس «كورونا» ما زال ضبابيا، لكن «عندما وصلنا إلى مارس (آذار) كان من الواضح بشكل أكبر أننا نتجه نحو السيطرة على الجائحة... وعندما وصلنا إلى يونيو فإننا كان لدينا بالفعل تحسن كبير، جعل معظم المسؤولين يتوقعون زيادات للفائدة في 2023 بدلا من 2024. ما نراه هو أن صانعي السياسة النقدية يستجيبون ببساطة للتحسن الكبير في الآفاق الاقتصادية».
وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 21.99 نقطة بما يعادل 0.07 في المائة إلى 33312.07 نقطة. وفتح المؤشر ستاندرد آند بورز 500 مرتفعا 6.95 نقطة أو 0.17 في المائة إلى 4173.40 نقطة، في حين زاد المؤشر ناسداك المجمع 17.05 نقطة أو 0.12 في المائة إلى 14047.42 نقطة.
أما في أوروبا، فقد تمكنت الأسهم من تعويض تراجعها الصباحي بدعم من مكاسب وول ستريت. وتراجعت الأسهم مبكرا إذ تحملت أسهم التعدين والبنوك وطأة التحول المفاجئ في موقف الفيدرالي على صعيد السياسة النقدية الأسبوع الماضي.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.28 في المائة، من أدنى مستوى في أكثر من أسبوعين، بحلول الساعة 14:01 بتوقيت غرينيتش. وأوقف المؤشر يوم الجمعة سلسلة مكاسب استمرت أربعة أسابيع بعد أن أشار مجلس الفيدرالي إلى أنه قد يرفع أسعار الفائدة في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعا.
آسيويا، منيت الأسهم اليابانية بأكبر خسارة في أربعة أشهر الاثنين، مقتفية أثر هبوط وول ستريت في الأسبوع الماضي. وقال شوغي هوسوي، من دايوا سيكيورتيز: «رد فعل السوق اليابانية مبالغ فيه. قبل أي شيء، رفع أسعار الفائدة مؤشر على التعافي الاقتصادي».
وشهدت جميع القطاعات مبيعات مكثفة وتراجعت جميع المؤشرات الفرعية للقطاعات بالبورصة وعددها 33 باستثناء مؤشر شركات الطيران. وفقد المؤشر نيكي 3.29 في المائة وهو أكبر هبوط بالنسبة المئوية منذ 26 فبراير (شباط) الماضي، ليغلق على 28010.93 بعدما لامس أقل مستوى في شهر. وفقد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2.42 في المائة ليسجل 1899.45 نقطة، وهو أكبر تراجع في أربعة أشهر.
ومن جانبها، ارتفعت أسعار الذهب الاثنين بعدما منيت بخسائر على مدار ست جلسات، إذ عزز هبوط عائدات سندات الخزانة الأميركية جاذبية المعدن الذي لا يدر عائدا.
وصعد الذهب في المعاملات في المعاملات الفورية 0.7 في المائة إلى 1776.10 دولار للأوقية بحلول الساعة 07:32 بتوقيت غرينيتش، فيما زادت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.4 في المائة إلى 1775.5 دولار للأوقية.
وقالت مارغريت يانغ، الخبيرة في ديلي إف إكس، إن العائدات الحقيقية تهبط، مما يسهم في استقرار أسعار الذهب ومحاولة التعافي، مضيفة: «يستغل المستثمرون أيضا هذه الفرصة للشراء بسعر منخفض في ظل تنامي الضغوط التضخمية».
ونزل عائد سندات الخزانة الأميركية لأقل مستوى منذ أواخر فبراير في وقت سابق من الجلسة، مما يقلل تكلفة فرصة الاحتفاظ بالذهب الذي لا يدر عائدا. وفي الوقت ذاته، استقر الدولار قرب ذروته في عدة أشهر التي بلغها الجلسة السابقة. وفي الأسبوع الماضي سجل الذهب أسوأ أداء أسبوعي منذ مارس 2020 بعدما أشار مجلس الفيدرالي لتشديد السياسة النقدية في وقت أبكر من المتوقع.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، سجل البلاتين في وقت سابق أقل مستوى منذ 11 يناير (كانون الثاني) عند 1019 دولارا للأوقية، وفي أحدث تعاملات، هبط 0.2 في المائة إلى 1032.46 دولار. وزاد البلاديوم 1.3 في المائة إلى 1497.73 دولار للأوقية، في حين تقدمت الفضة 0.5 في المائة إلى 25.92 دولار.



«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)

خفّض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس؛ استجابةً للتباطؤ المستمر في ضغوط التضخم، التي أثارت استياء كثير من الأميركيين، وأسهمت في فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

وكعادته، يكتسب اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» أهمية؛ حيث يترقبه المستثمرون والأسواق لمعرفة مقدار الخفض الذي سيطال الفائدة لما تبقى هذا العام والعام المقبل، لكن أهميته هذه المرة كانت مضاعفة، كونها تأتي غداة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي أفضت إلى فوز الجمهوري دونالد ترمب، المعروف بانتقاداته للسياسة النقدية المتبعة عموماً، ولرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خصوصاً.

ونقلت «سي أن أن» عن مستشار كبير لترمب أنه من المرجح أن يسمح الأخير لباول بقضاء بقية فترة ولايته التي تنتهي في مايو (أيار) 2026، بينما يواصل سياسته في خفض أسعار الفائدة.

وجاء خفض 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.5 في المائة - 4.75 في المائة، بعدما خفّض في سبتمبر (أيلول) الماضي سعر الفائدة بمقدار بواقع 50 نقطة أساس.

وبعد نتائج الانتخابات، عزز المستثمرون رهاناتهم على الأصول التي تستفيد من فوز المرشح الجمهوري، أو ما يعرف باسم «تجارة ترمب»، التي تستند إلى توقعات بنمو اقتصادي أسرع، لكنها قد تؤدي أيضاً إلى تضخم أعلى.

وقفزت عوائد السندات الأميركية طويلة الأجل بنحو 20 نقطة أساس، في حين سجلت الأسهم الأميركية مستويات قياسية، وارتفع الدولار.

وقد باتت تحركات «الاحتياطي الفيدرالي» المستقبلية غامضةً بعد الانتخابات؛ نظراً لأن مقترحات ترمب الاقتصادية يُنظر إليها، على نطاق واسع، على أنها قد تسهم في زيادة التضخم.

كما أن انتخابه أثار احتمالية تدخل البيت الأبيض في قرارات السياسة النقدية لـ«الاحتياطي الفيدرالي»؛ حيث صرّح سابقاً بأنه يجب أن يكون له صوت في اتخاذ قرارات البنك المركزي المتعلقة بسعر الفائدة.

ويُضيف الوضع الاقتصادي بدوره مزيداً من الغموض؛ حيث تظهر مؤشرات متضاربة؛ فالنمو لا يزال مستمراً، لكن التوظيف بدأ يضعف.

على الرغم من ذلك، استمرّ إنفاق المستهلكين في النمو بشكل صحي، ما يُثير المخاوف من أن خفض سعر الفائدة قد لا يكون ضرورياً، وأن القيام به قد يؤدي إلى تحفيز الاقتصاد بشكل مفرط، وربما إلى تسارع التضخم من جديد.

وفي هذا الوقت، ارتفع عدد الأميركيين الذين قدّموا طلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل طفيف الأسبوع الماضي، ما يشير إلى عدم وجود تغييرات ملموسة في ظروف سوق العمل، ويعزز الآراء التي تشير إلى أن الأعاصير والإضرابات تسببت في توقف نمو الوظائف تقريباً في أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، إن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية ارتفعت 3 آلاف طلب لتصل إلى 221 ألف طلب، معدَّلة موسمياً، للأسبوع المنتهي في 2 نوفمبر (تشرين الثاني).

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 221 ألف طلب للأسبوع الأخير، وفق «رويترز».

وتباطأ نمو الوظائف بشكل حاد في الشهر الماضي؛ إذ ارتفعت الوظائف غير الزراعية بواقع 12 ألف وظيفة فقط، وهو أقل عدد منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020.