صاروخ على «عين الأسد» غداة انتخاب رئيسي

قاعدة «عين الأسد» التي استهدفت مجددا أمس (أ.ف.ب)
قاعدة «عين الأسد» التي استهدفت مجددا أمس (أ.ف.ب)
TT

صاروخ على «عين الأسد» غداة انتخاب رئيسي

قاعدة «عين الأسد» التي استهدفت مجددا أمس (أ.ف.ب)
قاعدة «عين الأسد» التي استهدفت مجددا أمس (أ.ف.ب)

بعد أقل من أسبوعين على سقوط سلسلة صواريخ على قاعدة فيكتوري قرب مطار بغداد الدولي وقاعدة بلد الجوية شمال بغداد، سقط أمس صاروخ من نوع كاتيوشا على قاعدة «عين الأسد» في محافظة الأنبار غربي العراق والتي تضم جنودا أميركيين.
وفيما كان استهداف قاعدة «فيكتوري» هو الأخطر من نوعه حيث تم استهدافها في العاشر من شهر يونيو (حزيران) الحالي بثلاث طائرات مسيرة تم إسقاط إحداها، فإن استهداف «عين الأسد» حمل دلالات مهمة خصوصاً أنه جاء بعد فوز المرشح المتشدد إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
وطبقا لخلية الإعلام الأمني فإن الصاروخ الذي استهدف عين الأسد «لم ينفجر» مبينة أن «القوات الأمنية تجري تحقيقا في الحادث». وأوضحت الخلية أن «الصاروخ انطلق باتجاه القاعدة من منطقة البغدادي لكنه لم يتم تسجيل أي خسائر».
وفيما تصنف الأجهزة الرسمية العراقية مطلقي الصواريخ والطائرات المسيرة بأنهم جماعات خارجة عن القانون، فإن أصابع الاتهام تتجه نحو بعض الفصائل القريبة من إيران برغم أن العديد من المراقبين يرون أن بعض هذه الفصائل لم تعد تلتزم بالتعليمات الإيرانية الخاصة بالتهدئة مع الولايات المتحدة الأميركية في وقت تجري فيه طهران مفاوضات غير مباشرة مع واشنطن في فيينا بشأن الملف النووي الإيراني.
وفيما سقطت الصواريخ والطائرات المسيرة أوائل الشهر الحالي قبيل زيارة قام بها قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني فإن صاروخ أمس سقط على «عين الأسد» بعد يوم واحد من فوز رئيسي الذي سارع القادة العراقيون إلى تهنئته متطلعين إلى علاقات متينة مع إيران فيما وجه رئيسي دعوة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لزيارة إيران التي يحظى بعلاقات جيدة معها بعكس علاقاته الملتبسة مع الفصائل القريبة منها في العراق.
ورحبت تلك الفصائل بفوز رئيسي، ووصف أبو آلاء الولائي، القيادي في الحشد الشعبي، فوز رئيسي بأنه «فشل درب بيادق أميركا»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي الإجمال استهدف 43 هجوماً المصالح الأميركية في العراق منذ بداية العام، لا سيما السفارة الأميركية في بغداد وقواعد عسكرية عراقية تضم أميركيين، ومطاري بغداد وأربيل، فضلا عن مواكب لوجيستية للتحالف، في هجمات غالباً ما تنسب إلى الفصائل الموالية لإيران. وتثير الهجمات قلق المسؤولين العسكريين في التحالف الدولي لمكافحة «داعش» بقيادة الولايات المتحدة. وتنشر الولايات المتحدة 2500 عسكري في العراق من بين 3500 عنصر من قوات التحالف في العراق. ويرى مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون غربيون في العراق أن تلك الهجمات لا تشكل خطراً على عديدهم فقط بل تهدد أيضاً قدرتهم على مكافحة «داعش» الذي لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق صحراوية وجبلية في البلاد.
وتحاول السلطات العراقية منذ سنوات ردع منفذي تلك الهجمات، بينما بات بعض تلك الفصائل منضوياً تحت راية القوات العراقية الرسمية، أو يملك علاقات وتواصلاً معها.
وأدت الهجمات منذ بداية العام إلى مقتل متعاقدين أجنبيين وتسعة عراقيين هم متعاقد وثمانية مدنيين، فيما بلغت مستوى جديداً منتصف أبريل (نيسان) حين نفذت فصائل عراقية موالية لإيران لأول مرة هجوماً بطائرة مسيرة مفخخة على قاعدة عسكرية تستضيف أميركيين في مطار أربيل شمال البلاد.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.