شكوى أسترالية لدى منظمة التجارة العالمية ضد الصين

(جيتي)
(جيتي)
TT

شكوى أسترالية لدى منظمة التجارة العالمية ضد الصين

(جيتي)
(جيتي)

أعلنت الحكومة الأسترالية السبت أنها قدمت شكوى رسمية ضد الصين إلى منظمة التجارة العالمية بشأن الرسوم الجمركية التي فرضتها بكين مؤخراً على النبيذ الأسترالي.
وقالت الحكومة إن الشكوى تأتي بعد مشاورات مكثفة مع منتجي النبيذ الأستراليين، مبدية انفتاحها على مفاوضات مباشرة مع الصين لحل المشكلة.
وتعد هذه أحدث خطوة في إطار النزاع التجاري بين أستراليا وشريكها التجاري الرئيسي، وتأتي بعد تحذيرات رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون بشأن استعداد حكومته للرد على جميع الدول التي تحاول استخدام «الإكراه الاقتصادي» ضدها.
كما تأتي هذه الخطوة بعد قمة الدول السبع الصناعية الكبرى في بريطانيا التي دعت خلالها أستراليا إلى موقف أكثر حزماً تجاه الممارسات التجارية للصين.
وفرضت بكين عقوبات اقتصادية على مجموعة من المنتجات الأسترالية في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك رسوم جمركية على بعض المنتجات الزراعية والفحم والنبيذ، إضافة إلى إجراءات تستهدف السياحة.
وأدت هذه الإجراءات إلى إغلاق أكبر سوق دولية للنبيذ الأسترالي مع انخفاض قيمة المبيعات من 1.1 مليار دولار أسترالي (840 مليون دولار أميركي) إلى عشرين مليون دولار أسترالي، حسب الأرقام الرسمية.
وقال وزير التجارة الأسترالي في مؤتمر صحافي السبت إن «الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية تسببت بأضرار جسيمة لصناعة النبيذ الأسترالية».
ويعتقد كثيرون في أستراليا أن هذه الإجراءات هي رد فعل انتقامي بسبب رفض الاستثمارات الصينية في قطاعات تعتبر استراتيجية وبسبب دعوات أستراليا للتحقيق في منشأ جائحة كوفيد التي بدأت في الصين أواخر 2019.
وكانت أستراليا قدمت في وقت سابق شكوى ضد الصين لدى منظمة التجارة العالمية بشأن فرض رسوم جمركية على صادراتها من الشعير.
في غضون ذلك، شهدت البنوك التجارية في الصين فائضاً صافياً لتسويات النقد الأجنبي بلغ 146.8 مليار يوان (نحو 22.81 مليار دولار) خلال شهر مايو (أيار) الماضي، بحسب ما ذكرته الهيئة الوطنية للنقد الأجنبي.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أمس السبت إن بيانات الهيئة أظهرت أن مشتريات البنوك من النقد الأجنبي بلغت 1.24 تريليون يوان، بينما بلغت مبيعاتها 1.1 تريليون يوان.
وخلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، سجلت البنوك التجارية فائضاً صافياً من تسويات النقد الأجنبي بقيمة 734.7 مليار يوان.
وقال وانج تشيون يينج، نائب مدير الهيئة الوطنية للنقد الأجنبي والمتحدث باسمها، أول من أمس الجمعة، إن سوق النقد الأجنبي في البلاد كانت مستقرة بشكل عام في مايو، وأرجع تحقيق فائض في تسويات النقد الأجنبي إلى الفائض التجاري نتيجة مواصلة تجارة الصين الخارجية توسعها.
وكشفت بيانات الهيئة الوطنية للنقد الأجنبي، أن الصين واصلت تسجيل تدفقات منتظمة للرساميل عبر الحدود في مايو. وبلغ صافي الزيادة في حيازة المستثمرين الأجانب من الأسهم والسندات المحلية 23.7 مليار دولار.
وقال وانج إنه من المتوقع أن تظل سوق النقد الأجنبي في الصين مستقرة بشكل عام، مضيفاً أن تحرك سعر صرف اليوان في الاتجاهين سيصبح وضعاً طبيعياً.
في هذه الأثناء، أشارت بيانات حركة النقل البحري المتجهة إلى الصين التي جمعتها وكالة بلومبرغ إلى أن عدد ناقلات النفط العملاقة المتجهة إلى الموانئ الصينية تراجع إلى أقل مستوياته منذ نحو 9 أشهر.
وبحسب البيانات فإن 79 ناقلة ستصل إلى الصين خلال الشهور الثلاثة المقبلة، مقابل 88 ناقلة كانت مسجلة في الأسبوع الماضي، ليصل العدد إلى أقل مستوى له منذ 28 أغسطس (آب) الماضي.
يذكر أن الصين تتبنى حالياً سياسات متشددة تجاه صناعة النفط، بهدف الحد من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري وهو ما يمكن أن يقلص واردات الصين من الخام.


مقالات ذات صلة

الرسوم الجمركية تهدد النمو الاقتصادي... و«المركزي الأوروبي» يحذّر من تداعيات الحرب التجارية

الاقتصاد مبنى «البنك المركزي الأوروبي» في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)

الرسوم الجمركية تهدد النمو الاقتصادي... و«المركزي الأوروبي» يحذّر من تداعيات الحرب التجارية

أشار صناع السياسة في «البنك المركزي الأوروبي»، يوم الثلاثاء، إلى أن أسعار الفائدة بمنطقة اليورو ستستمر في الانخفاض، مع القضاء على التضخم إلى حد كبير.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت (ألمانيا) - لشبونة)
الاقتصاد ترمب يلقي خطاباً خلال تجمع انتخابي في أرينا سانتاندر في ريدينغ بنسلفانيا (رويترز)

تعريفات ترمب الجمركية تضع شركات عالمية في المكسيك تحت المجهر

مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب تجارية، ستواجه العديد من الشركات التي لديها حضور تصنيعي في المكسيك تحديات جديدة، وخاصة تلك التي تصدر إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (عواصم )
الاقتصاد مخطط لمؤشر أسعار الأسهم الألمانية داكس في بورصة فرانكفورت (رويترز)

قطاع السيارات يقود تراجع الأسهم الأوروبية وسط تصاعد التوترات التجارية

افتتحت الأسهم الأوروبية على انخفاض يوم الثلاثاء متأثرة بتراجع أسهم شركات السيارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية بقيمة 100 دولار أميركي (رويترز)

تعهدات ترمب بفرض تعريفات جمركية تدفع الدولار للارتفاع

ارتفع الدولار الأميركي بعد أن أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترمب عن خطط لفرض تعريفات جمركية على المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة من المكسيك وكندا.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يتعهد زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية والكندية والمكسيكية

سيفرض الرئيس الأميركي المنتخب -فور تسلّمه السلطة- رسوماً جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، وسيزيد بنسبة 10% الرسوم المفروضة على الواردات من الصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

انخفاض أسعار الذهب يعزز الطلب الفعلي ويعيد تشكيل السوق

سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
TT

انخفاض أسعار الذهب يعزز الطلب الفعلي ويعيد تشكيل السوق

سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)

أسهم انخفاض أسعار الذهب هذا الشهر في جذب المشترين الذين كانوا ينتظرون تراجع الارتفاع الكبير الذي شهدته السوق هذا العام، وفقاً لما أفاد به مختصون في الصناعة ومحللون.

ووصلت أسعار الذهب الفورية إلى مستوى قياسي، بلغ 2790.15 دولار للأونصة في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، لكنها تراجعت بنحو 4 في المائة حتى الآن في نوفمبر (تشرين الثاني)، متأثرة بفوز الحزب الجمهوري في الانتخابات الأميركية.

وقال الرئيس التنفيذي المشارك لمصفاة «أرغور-هيريوس» السويسرية، روبن كولفينباخ، في تصريح لـ«رويترز»: «لقد شهدنا زيادة ملحوظة في الطلب الفعلي منذ أكتوبر، خصوصاً بعد الانخفاض الحاد في الأسعار في نوفمبر، ما أدى إلى تغيير في معنويات السوق».

وقد عزّزت التوقعات التي قدّمها بعض المحللين بأن الذهب قد يصل إلى 3000 دولار، ما جعل بعض أجزاء السوق يشير إلى أن الأسعار، حتى إذا تجاوزت 2700 دولار، لم تعد مرتفعة بشكل مفرط.

وأضاف كولفينباخ: «لقد ارتفع الطلب بشكل كبير على المنتجات المسكوكة، التي يستهلكها المستثمرون الأفراد بشكل رئيس، لكننا لاحظنا أيضاً زيادة في طلبات الإنتاج للذهب الفعلي من المستثمرين المؤسساتيين».

وفي الأسواق الحسّاسة للأسعار مثل الهند، كان المستهلكون يواجهون صعوبة في التكيّف مع ارتفاع أسعار الذهب في الأشهر الأخيرة حتى بدأ السعر يتراجع.

ومن المرجح أن يستمر هذا الارتفاع في الطلب في الهند -ثاني أكبر مستهلك للذهب بعد الصين، ومن أكبر مستورديه- في ديسمبر (كانون الأول) إذا استقرت الأسعار حول مستوى 2620 دولاراً، وفق ما أفاد رئيس قسم السبائك في بنك خاص لاستيراد الذهب في مومباي.

وقال: «لقد شهد المستهلكون ارتفاع الذهب إلى نحو 2790 دولاراً؛ لذا فهم مرتاحون نفسياً مع السعر الحالي». وأضاف: «المطلب الوحيد أن تظل الأسعار مستقرة. التقلبات السعرية تزعج المشترين، وتجعلهم ينتظرون اتجاهاً واضحاً».

ورغم أن الطلب في الصين أقل حيوية وأكثر تنوعاً في جنوب شرقي آسيا، قالت المحللة في «ستون إكس»، رونيا أوكونيل، إن هناك عدداً من المستثمرين الاستراتيجيين الذين كانوا ينتظرون تصحيحاً مناسباً.

وأوضحت: «انخفضت الأسعار بعد الانتخابات، ما فتح المجال لبعض المستثمرين للاستفادة من الفرصة».