قال الفنان اللبناني عاصي الحلاني إن إنجاز ألبومه الغنائي الجديد «كل الفصول»، الذي طرحته شركة «روتانا للصوتيات والمرئيات» أخيراً استغرق وقتاً طويلاً لاحتوائه على عدد من الأغنيات ذات اللهجات المختلفة.
وأوضح الحلاني في حواره مع «الشرق الأوسط» أن أغنية «حبيبي» التي قدمها بطريقة «الديو» مع نجله المطرب الشاب الوليد، لم يكن مرتباً لها الخروج بهذا الشكل في البداية، لكنهما طوّرا الفكرة ليظهرا سوياً لأول مرة بشكل رسمي. وأعرب الحلاني عن سعادته بشأن ردود الفعل تجاه ألبومه الجديد الذي تضمن 11 أغنية جديدة. ويحمل ألبوم «كل الفصول» رقم 20 في مسيرة الحلاني، ويتضمن 11 أغنية أبرزها «حبيبي» و«غدرك مستحيل» و«قمر يا عيني عليها» و«كل الفصول» و«مجرد حلم» و«منين أجيب العذر» و«بعدو قلبي» وتعاون فيه مع الشعراء نزار فرنسيس وعبير أبو إسماعيل وصباح مكي وغانم جاد شعلاني ويوسف عطية ومحمد القاسمي ومن الملحنين عادل العراقي وحسان عيسى وزياد يوسف وعمرو الشاذلي وماهر علي. وإلى نص الحوار:
> لماذا استغرق تجهيز ألبومك الجديد «كل الفصول» وقتاً طويلاً؟
- بسبب الظروف الصعبة التي واجهناها خلال فترة التسجيل والتصوير، وخصوصاً جائحة «كورونا» التي أثرت على العالم أجمع، وانفجار مرفأ بيروت الذي تسبب في ابتعاد الجميع عن الغناء، فتلك الظروف جعلتني أعيد حسابات الألبوم، فقمت بضم أغنيات جديدة واستبعاد أخرى، كما طرحت أغنيات كان يفترض أن تكون ضمن الألبوم كأغنيات «سينغل»، لذلك أشكر شركة «روتانا للصوتيات والمرئيات» على جهودهم في خروج هذا الألبوم الذي أعتبره استثنائياً بمسيرتي على أحسن وجه، وأيضاً لكافة العاملين معي من شعراء وملحنين وموزعين.
> وما أبرز مميزات وملامح أغنيات الألبوم في تقديرك؟
- من يستمع للأغنيات جيداً سيجد أن مجموعتي الغنائية الجديدة تتضمن أشكالاً وأفكاراً موسيقية متنوعة، على غرار أغنية «كل الفصول» التي تحمل عنوان الألبوم، فهي أغنية ذات طابع شرقي، وتتماهى مع الحالة الموسيقية التي كانت سائدة في الوطن العربي بثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وسيجد المستمع أيضاً الأغنيات ذات الطابع الحديث مثل أغنية «مغروم»، التي تتضمن نفحات موسيقية لبنانية، بالإضافة إلى مستوى الكلمات الذي يشهد تطوراً في الأفكار مثل أغنية «خلص بيكفي»، التي كتبتها الشاعرة عبير أبو إسماعيل، لسرد قصة مختلفة عن اختلاف المشاعر بين الحبيبين.
> أغنية «حبيبي» جمعتك بنجلك الوليد بشكل رسمي لأول مرة... من صاحب فكرة هذا «الديو»؟
- أغنية «حبيبي» تأليف الشاعر نزار فرنسيس، وتلحين عادل العراقي، وكانت أغنية خاصة بي، ولم تكن فكرة الدويو مطروحة وقتئذ، ولكن الوليد يرافقني دائماً أثناء التسجيل، فنحن نتعامل كأصدقاء وليس كأب مع نجله، وخلال الاستماع الأولي للأغنية كنت مرهقاً وغير قادر على الغناء، فطلبت من الوليد التسجيل المبدئي للأغنية، وحينها ولدت فكرة أن تكون الأغنية «ديو» غنائي مشترك، لتصبح أول أغنية رسمية تجمعنا سوياً في مسيرتنا الفنية».
> وكيف كانت كواليس تصوير كليب هذه الأغنية؟
- تصوير الكليب كان مرهقاً للغاية، ولكن لمسات المخرج أحمد منجد كانت رائعة، وخففت من الشعور بالإرهاق، فكان من المفترض تصوير الكليب في العاصمة اللبنانية بيروت، وكنا قد وضعنا القصة الخاصة به، ولكن بسبب الظروف التي تمر بها بيروت، تغيرت الخطة، وكان يجب علينا اختيار موقع جديد للتصوير، لأننا رأينا أن الكليب سيكون الوسيلة الدعائية الأولى للألبوم، فكان الاختيار الثاني أمامنا بعد بيروت، هو إمارة دبي، وهنا لا بد أن أوجه شكر لكل القائمين في دولة الإمارات وإمارة دبي على توفير كافة سبل النجاح لخروج الكليب بهذه الصورة الرائعة، فنحن في الكليب لم نظهر كعائلة، ولكننا قدمنا أغنية بواسطة جيلين غنائيين مختلفين.
> وهل واجهتك صعوبة في الغناء بـ3 لهجات مختلفة بالألبوم؟
- بالعكس، لم أجد أي صعوبة في تقديم ثلاث لهجات عربية مختلفة في الألبوم، لأن من يستطيع الغناء باللهجة البدوية قادر على غناء أي لهجة عربية أخرى، فهي سهلت علي نطق اللهجات العربية كافة، فأنا منذ بداياتي الفنية قدمت الأغنية البدوية في «واني مارق مريت» و«كتير عذبوني» و«مالي صبر»، و«كيد عزالك»، كما أنها ليست المرة الأولى التي أشدو فيها باللهجة المصرية والخليجية، فرصيدي كبير في هاتين اللهجتين، وعندما تعرض علي أغنية جديدة لا أنظر لها من ناحية نوع لهجتها بقدر النظر لجودتها واختلاف فكرتها».
> بعض المطربين يعتبرون الأغنيات التي يقومون بتلحينها الأقرب لقلوبهم... هل أنت واحد من هؤلاء؟
- من المستحيل أن أشدو بأغنية غير مقتنع بها ولم أحبها، فكل الأغنيات حتى التي لم تحمل اسمي كملحن لها هي قريبة لقلبي، فعندما قررت غناءها كانت قد تركت بصمة بداخلي، هذا بالإضافة إلى وجود أغنيات كثيرة بمشواري كنت أنا صاحب أفكارها من بينها «يكفي إنك لبناني»، والتي طلبت فيها من صديقي الشاعر نزار فرنسيس كتابة أغنية للشعب اللبناني تكون رسالتها بأن الشخص اللبناني الحر لا ييأس من ظروفه، والتأكيد فيها على أننا شعب لديه إصرار على البقاء والتحمل وتخطي الظروف الصعبة كافة التي واجهته، والتأكيد أيضاً على أنه مهما كانت أزماتنا فسيأتي يوم تحل فيه تلك الأزمات، بالإضافة إلى أغنيات «خليك في قلبي بيتك»، و«صوت الحدى» و«حرقة قلبي يا ولدي»، وأحياناً أقدم للشاعر اللحن وأتركه يكتب عليه ما يروق له.
> ابنتك «ماريتا» شاركت في موسم دراما رمضان الماضي بلبنان كيف تقيم ذلك؟
- ابنتي ماريتا لا تفعل شيئاً غير مقتنعة به، وهي لها شخصيتها وحريصة كل الحرص على تقديم كل أعمالها الفنية على أكمل وجه، ويكفي شهادة الفنانين وزملائها الذين في مستواها، وهي تواصل حالياً تصوير مسلسل من بطولتها بعنوان «الحي الشعبي»، كان من المفترض عرضه في موسم رمضان الأخير لكنه تأجل.
فأكثر ما يعجبني في ماريتا هو حبها للعمل، لدرجة أنها أحياناً تظل يوماً كاملاً تصور مشاهدها وحين أسألها عن تعبها تقول لي إنها سعيدة وشغوفة بما تفعله، فهي حتى في مشاهد زملائها تجلس بجوار المخرج لكي تشاهد وتتعلم.